رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وفاة شيخ السنوسية في ليبيا.. وصوفية مصر تنعاه

شيخ السنوسية الراحل
شيخ السنوسية الراحل بليبيا

أعلنت الطرق الصوفية بدولة ليبيا، عن وفاة الشيخ محمد نصيب شيخ  الزاوية السنوسية بمدينة الحغبوب بالجنوب الليبي، عن عمر يناهز 100 عامًا، إثر وعكة صحية ألمت به، حيث أعلنت صوفية ليبيا وأتباع الطريقة السنوسية الحداد على الشيخ الراحل والذي قدم الكثير والكثير لخدمة الدين الإسلامي ونشر الفكر الإسلامي الوسطي في جميع أنحاء ليبيا.


ومن جانبه، قال الطيب القادري عضو الطرق الصوفية بليبيا، إن الشيخ محمد نصيب من مشايخ الطريقة السنوسية الكبار الذين قدموا الغالي والنفيس لخدمة الدين الإسلامي ولذلك وجب على أبناء التصوف الإسلامي أن يعلموا جيداً الدور الجهادي الذى قام به هذا الرجل لخدمة الدعوة والفكر الوسطي، حيث أنه ساهم وساعد في إنشاء الكتاتيب والزوايا العلمية التي كانت سبب رئيسي في نشر الفكر الوسطي بين الليبيين.


وتابع "الطيب" قائلا: الشيخ الراحل كانت له بصمات واضحة وظاهرة في كافة الأمور المتعلقة بنشر الدعوة الإسلامية، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ووجب على أتباع ومريدي الطرق أن يتذكروا هذا الرجل الصالح الذى قضى حياته في نشر منهج الأولياء والصالحين والتصدي لأهل التطرف والعنف.

ما هي السنوسية؟


الجدير بالذكر، أن السنوسية هي تيار  صوفي إصلاحي ذات طابع إسلامي توجد في ليبيا والسودان تأسست في مكة عام 1837 وتأسست في ليبيا عام 1843 في مدينة البيضاء، وتميزت هذه الحركة عن غيرها من الحركات الإصلاحية الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بوسائلها وأهدافها الأكثر عمقًا وفاعلية، ويرجع أصلها لسلالة الأدارسة الذين حكموا المغرب في القرن التاسع. 

وعمت مراكزها الدينية شمالي أفريقيا والسودان الرأس الأخضر، وبعض البلدان الإسلامية الأخرى.

ومن أبرز شخصيات الطريقة السنوسية، الشيخ محمد بن علي السنوسي، وهو المؤسس للدعوة السنوسية، وتنسب السنوسية لجده الرابع، وُلد في مستغانم في الجزائر، ونشأ في بيت علم وتُقىً، وعندما بلغ سن الرشد تابع دراسته في جامعة مسجد القرويين بالمغرب، ثم أخذ يجول في البلاد العربية يزداد علماً فزار تونس وليبيا ومصر والحجاز واليمن، ثم رجع إلى مكة وأسس فيها أول زاوية لما عُرِف فيما بعد بالحركة السنوسية. وله نحو أربعين كتاباً ورسالة منها: الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية وإيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن.

وكذلك الشيخ أحمد الشريف السنوسي ابن عم المهدي ـ ولد سنة 1290هـ (1873م) تلقى تعليمه على يد عمه شخصيًّا، وعاصر هجمة الاستعمار  الأوروبي على شمال إفريقيا وهجوم إيطاليا على ليبيا فاستنجد في عام 1917م بالحكومة العثمانية، فلم تنجده، وقد وقف مع (مصطفى كمال أتاتورك) ظناً منه أنه حامي الدين ـ كما كان يطلق عليه ولصد الهجمة الغربيَّة على تركيا،ولما تبين له توجهه العلماني، غادر الشيخ أحمد تركيا إلى دمشق عام 1923 م، وعندما شعرت فرنسا بخطره على حكومة الانتداب طلبته فهرب بسيارة عبر الصحراء إلى الجزيرة العربية.