رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة يكشف العلوم التى علمها الرسول للصحابة

د. على جمعة
د. على جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر لنا أشياء كثيرة، وَعَلَّمنا علمًا كثيرًا عميمًا فاضلًا؛ ولذلك كان الصحابة يأتونه، ويقولون: يا رسول الله، قُلْ لي في الإسلام قولًا لا أسأل أحدًا بعدك فيه، سفيان بن عبد الله يسأله هذا، فقال له: «قُلْ: آمنت بالله ثم استقم»، يا رسول الله، كثر وتشعب بنا الإسلام، فاذكر لي قولًا، يعني: مفتاح أسير به في هذا المجال، فكان رسول الله ﷺ يجيب عن هذه الأسئلة-. كثير من الناس يأتيه فيقول: يا رسول الله، ما أحب الأعمال إلى الله؟ ما أفضل الأعمال؟ وتختلف إجابته طبقًا للسائل، فمرة يقول: «أحب الأعمال إلى الله: الصلاة»؛ لأنه يري أن هذا الشخص قد يفرط في الصلاة. أو يقول: «برُّ الوالدين». أو يقول: «الجهاد في سبيل الله». أو يقول: «ذكر الله». وهكذا.

وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي: العلماء فكروا في مفاتيح لِسُنَّة رسول الله ﷺ، فكان الإمام الشافعي يقول: "لو أن الله سبحانه وتعالى أنزل في القرآن: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}. لكفى". يعني: هذا مفتاح القرآن عند الإمام الشافعي، الإمام الشافعي كان يقرأ القرآن كتير، وكان يختمه كتير، وفي أحد الأيام كان يبحث عن دليل الإجماع، فقرأ القرآن ستين مرة، حتى وجد دليل الإجماع: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} [النساء: 115].

وأوضح جمعة: "سيدنا الإمام الشافعي قالوا له: أين المفتاح في الأحاديث؟ قال: «الأحاديث ثلاثة». كأنه بُنِيَ عليهم الدين كله. فما هم ؟ قال: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى»، «الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن وبينهما أمورٌ مشتبهات». «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه». صدق رسول الله ﷺ، هذا الحديث رواه الترمذي «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» وهذا الحديث تقوم عليه الدنيا، فمن أتوا وتكلموا في الإدارة تكلموا عن قضية التخصص، وتقسيم العمل، لا يجوز لِمَنْ لم يدرس الطب أن يَتَصَدَّر طبيبًا، لا يجوز لِمَنْ لم يدرس علوم الدين أن يَتَصَدَّر مفتيًّا، لا يجوز لِمَنْ لم يدرس علوم الفلك أن يَتَصَدَّر راصدًا، وهكذا. وللعلم كل هذه المجالات مفتوحة للتعلم؛ لكن لا تتصدَّر قبل أن تتعلم".


وتابع: إذن وأنت في مجال فليس يعنيك المجالات الأخرى، فلا تتصدر ولا تهرف بِمَا لا تعرف، بُنِيت الحياة نفسها على هذا الحديث «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه». وليس فقط في جانب التخصص، بل أيضًا في الحياة، ما الذي يجعلك تنظر إلى كتاب أخيك من غير إذنه؟!، ولذلك هذا الحديث من بناء شخصية عالية جدًّا: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه». أحوال غيرك: لا تعنيك، أحوال جارك: لا تعنيك، فإذا جاء يطلب منك الماعون (أدوات مطبخ) فلا بأس، وربنا سبحانه وتعالي جعل بذل الماعون من صفات الإيمان، ومنع الماعون من صفات النفاق.