رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يمكن أن تدحر اللقاحات مرض «كوفيد الطويل» للأبد؟

اللقاح
اللقاح

يعتبر مرض "كوفيد الطويل"، أحد الألغاز العالقة لجائحة كورونا، وقد تم استخدام هذا المصطلح للدلالة على مجموعة من الأعراض، ابتداءً من ضيق التنفس والتعب إلى العجز الإدراكي، والتي تستمر لأسابيع أو أشهر كثيرة بعد إصابة المرء بمرض" SARS-CoV2-" (المتلازمة التنفسية الحادة - فيروس كورونا. النوع الثاني).

وبعد أن أوضحت الأبحاث أن حوالي 30% من الأشخاص الذين أصيبوا بمرض كوفيد- 19 يصابون بمرض كوفيد الطويل، خصصت الحكومات عيادات خاصة وتمويلا كبيرا للأبحاث لهذا الأمر.

كما أن هذا الموضوع تسبب في انقسامات، حيث اكتظت وسائل التواصل الاجتماعي بالفئات المؤيدة لإجراء الحكومات والمتشككين فيها. 

واستغل المتشككون دراسة فرنسية حديثة توضح أن هناك بعض الارتباط بين اعتقاد شخص ما بأنه أصيب بمرض كوفيد19- وذكره أنه يعاني من أعراض مرض كوفيد الطويل، لكي يزعموا أن ما يتم اتخاذ إجراء بشأنه ليس موجودًا (وهو زعم لا تؤيده الدراسة). 

ومن ناحيةٍ أخرى، هناك دراسة تشير إلى أن عمليات التلقيح تحد من خطر الإصابة بمرض كوفيد الطويل، حتى بين من حصلوا على اللقاح بعد أن أصيبوا بمرض كوفيد - 19.

وفي تقرير نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، تحدثت الكاتبة ثيريس رافائيل، مع الدكتور سام فاضلي، كبير محللي الأدوية ومدير الأبحاث في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط في "بلومبرج انتليجينس" حول الدراسة وكيف يتعين أن يكون تفكيرنا الآن بالنسبة لمرض كوفيد الطويل، خاصة أنه عندما بدأ إعطاء اللقاحات، ذكر بعض الأشخاص الذين أصيبوا بمرض كوفيد الطويل أن الأعراض لديهم زادت سوءا بعد التلقيح. 

وسألت رافائيل الدكتور فاضلي عما إذا كانت هذه الدراسة الأخيرة تخفف من هذه المخاوف.

وقال الدكتور فاضلي، إن هذه دراسة تحظى بالترحيب في مجال يشهد خلافا حيث أن هناك بحث على الأقل يوضح أنه ليس هناك تأثير على التلقيح بالنسبة لخطر مرض كوفيد الطويل، وهذه الدراسة توضح الدلائل نحو تأكيد أن التلقيح يقلل من خطر مرض كوفيد الطويل لكنه لا يقضي على هذا الخطر.

وأضاف أن مثل كل الدراسات المماثلة التي تستخدم التحليل الاسترجاعي، هناك محاذير مهمة، فواضعو الدراسة تناولوا ست قضايا على الأقل وهو ما يمكن أن يؤثر على البيانات. 

ويتعين أيضا ملاحظة أن حجم المجموعة التي تلقت جرعة لقاح ( 2392) قبل الإصابة أقل كثيرا من المجموعة التي لم
تتلق لقاح ( 220460)، مما يجعل من الصعب الحكم بالنسبة لكافة المتغيرات التي يمكن أن تؤثر على النتيجة، مثل وجود عدم توازن في الخلفية العرقية للأشخاص. 

وكما هو الحال بالنسبة لبعض الدراسات الأخرى، شملت العينة عددا من النساء أكبر من الرجال مما يمكن أن يكون له تأثير على نتائج الدراسة أيضا.

وحول تساؤل عن أحد نتائج الدراسة وهي أن من تم تلقيحهم بعد تشخيص إصابتهم بكوفيد- 19 كان احتمال إبلاغهم عن أعراض متضاعفة لمرض كوفيد الطويل أقل ثلاث مرات بالمقارنة بمن لم يتم تلقيحهم، وقال فاضلي، إن هناك نظريتين إحداهما وجود" مخزون مخفي" للفيروس يسبب المشاكل المزمنة وأن التلقيح يثير استجابة مناعية تزيل الإصابة. 

وهناك نظرية ثانية ربما أقل احتمالا وهي أنه من خلال إثارة استجابة مناعية معينة، يخفف اللقاح من رد فعل مناعي مسؤول عن بعض هذه الأعراض.

وتوضح بيانات هذه الدراسة أن هناك رابطا واضحا بين الوقت الذي تم فيه تلقي جرعة اللقاح بعد الإصابة والتأثير على أعراض مرض كوفيد الطويل، مما يوفر دعما أكثر لافتراض المخزون المخفي.