رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الفخرانى: الحكاية عند هانى عبد المريد هى مصدر كل فن

مناقشة رواية عزيزتي
مناقشة رواية عزيزتي سافو

بحضور عدد كبير من الكتاب والمثقفين، من بينهم الروائي وحيد الطويلة، الناشر عاطف عبيد مدير دار بتانة للنشر، الكاتبة صفاء النجار، الشاعر عمر شهريار، الناقد محمد عبد الباسط وآخرين، شهد المركز الدولي للكتاب، ندوة لمناقشة أحدث إبداعات الكاتب هاني عبد المريد، رواية " عزيزتي سافو"، والصادرة حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

 

استهل اللقاء الكاتب الروائي، القاص محمد الفخراني، مشيرا إلي أن: من الملامح الأساسية فى كتابة "هانى عبد المريد"، طرح أسئلة تبدو للوهلة الأولى أنه من السهل الإجابة عنها، لكن بعد لحظة ندرك كم هى مربكة ومثيرة للحيرة، وفى الوقت نفسه ندرك جمالها، لأننا فى مُحاوَلَتِنا الإجابة عنها نكتشف فى أنفسنا وفى العالم مساحات جديدة، وتتكشَّف لنا رؤى وأفكار مع كل محاولة.

 

يقول "هانى عبد المريد" فى روايته "أنا العالم": "هناك أسئلة تبدو بسيطة، لكنها ليست كذلك، كأن يسألك أحد من أنت، السؤال يبدو بسيطًا لكنه فى الحقيقة من الأسئلة الصعبة، لأنك عند الإجابة تظهر وكأنك تكتشف نفسك لأول مرة". وفى روايته "سافو"، نجد أن أول جملة فيها سؤال: "كيف تُكتَب الروايات؟".

261292144_10157823369046735_4464896923794714392_n
مناقشة رواية عزيزتي سافو

وتابع "الفخراني" موضحا: خلال أعماله الأدبية يطرح "هانى عبد المريد" أسئلة عن الإنسان، والعالم، وعلاقة كل منهما بالآخر، يطرح أسئلة عن الأدب والفن، ويُقدِّم أسئلته فى بلا ضجيج أو مُبالغات لغوية، وإنما صياغات سلسة، لها حساسية وذكاء معًا.

 

وهى أسئلة تَصْلُح لكل إنسان بأىّ مكان فى أىّ وقت، وكل سؤال منها له إجابات مُتَعَدِّدة وجديدة فى كل مرة.

 

(الحكاية) شىء أساسى فى كتابه "هانى عبد المريد"، ربما تكون مُفْرَدَة "الحكاية" ومشتقاتها أكثر كلمة تتكرر فى أعماله الإبداعية، كما لو أنه يعتبر الحكاية سببًا لكل شىء، ومنها يبدأ كل شىء، هى سبب للحب، والنجاة، والحصول على حيوات إضافية، هى مصدر الأمان، والمتعة العقلية، وحتى الحسيَّة، وهى طريقة لممارسة السحر فى عقل الآخرين ووجدانهم.

261621250_10157823386951735_5739801681934245613_n
مناقشة رواية عزيزتي سافو

وأضاف "الفخراني": والحكاية عند "هانى عبد المريد" هى مصدر كل فن، يقول فى روايته "سافو": "إنني ما زلت أؤمن أن الحكايات أصل الفنون، هي المادة الخام لأي فن".


لكنه يقترح فى الوقت نفسه أنه ليس كافيًا أن تكون لدى الكاتب حكاية، وإنما لا بد أن تكون لديه طريقة: "لا تبحث عن حكاية، ابحث عن طريقة، الحكايات كثيرة، تملأ الدنيا، لو ظللتَ تبحث عنها للعِبَتْ بك، وتنقلْتَ من حكاية لأخرى دون صيد حقيقى".

 

أن تكون للكاتب طريقة خاصة يَروى بها حكاياته، و"هانى عبد المريد" له طُرُق خاصة يَسْرِد بها حكايته الأدبية، تتنوَّع فى أساليبها وألعابها الفنية من عمل أدبى لآخر.

261281405_10157823386766735_1296282039262061768_n
مناقشة رواية عزيزتي سافو

واختتم "الفخراني" مشددا علي: كتابة "هانى عبد المريد" تهتم بالإنسان الفرد، تضعه داخل النصّ الأدبى فى حالة خاصة مع  مخاوفه، أحلامه، أمنياته، وأسئلته التى تبدو سهلة لكنها غير ذلك، هى كتابة لا تضع الإنسان فى مواجهة مع العالم، لا تجعلهما ضِدَّان، فأحدهما لا يمنع الآخر عن حلمه، لا يمنعه أن ينجو، ما يفعله "هانى عبد المريد" أنه يضع الإنسان والعالم الموجودَيْن داخل نَصِّه الأدبى، يضعهما فى مواجهة سؤال واحد يتغيَّر من نَصّ لآخَر، هما ليسا حكايتين ضد بعضيهما، وإنما، بطريقة ما، هما حكاية واحدة، وهو يسألهما: "ماذا سيفعل كل منكما مع نفسه وتجاه الآخر، كيف سينقذ كل منكما نفسه ويُنقِذ الآخر فى الوقت نفسه؟". 


نقرأ "هانى عبد المريد"، فنقرأ عالَمًا أدبيًّا يَبْنى نَفْسَه مع صانِعِه، وكاتبًا يصنع حكايته الأدبية بمهارة فائقة وتَفَرُّد تام. 

261236853_10157823386571735_6712283900773729412_n
مناقشة رواية عزيزتي سافو