رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجد طيبة يتجدد فى الأقصر.. كل شىء عن احتفال افتتاح طريق الكباش (صور وفيديوهات)

جريدة الدستور

مشاركة 35 سفيرًا عربيًا وأجنبيًا.. و150 محطة نقلت الحدث لأكثر من مليار مشاهد

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى حفل افتتاح طريق الكباش بمحافظة الأقصر، اليوم، بعد الانتهاء من تطويره وإعادته لوجهه الحضارى، وسط مراسم مبهرة بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين الحكوميين، ورؤساء الهيئات والأجهزة والمجالس القومية، ونحو ٣٥ من سفراء الدول الأجنبية والعربية فى القاهرة.

وضمت قائمة الحضور أيضًا رئيس مجلس الشيوخ، ورؤساء لجنتى الثقافة والإعلام والآثار، والسياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، وعددًا من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ عن محافظة الأقصر، إلى جانب محافظى الأقصر السابقين، والقائم بعمل مدير مكتب «اليونسكو» فى القاهرة، والدكتور زاهى حواس، ورئيس الجامعة الألمانية.

ونقلت ١٥٠ محطة تليفزيونية الحدث للعالم، ليشاهده أكثر من مليار مشاهد، إيذانًا بإعلان الأقصر كأكبر متحف مفتوح على وجه الأرض، وسط حضور ٢٠٠ من ممثلى وكالات الأنباء والصحف المحلية والدولية، ومجموعة من المدونين والمؤثرين المصريين والأجانب.

وعُزفت موسيقى الحفل من تأليف مشترك بين الموسيقار نادر عباسى وأحمد الموجى، فيما قدم الفقرات الغنائية كلا من شهد عزفى: «النداء الأول»، وهايدى موسى: «أنشودة حتشبسوت»، وعز الأسطول: «أنشودة آمون رع»، بينما أنشد وائل الفشنى: «الأقصر بلدنا»، بمشاركة ١٦٠ عازف إيقاع من شباب إيقاعات الچيمبى المصرى والموسيقات العسكرية.

واختارت الدكتورة ميسرة عبدالله جميع الأشعار المقدمة فى الحفل من أناشيد وترانيم موجودة بالفعل ومدونة على جدران المعابد، وهى خاصة باحتفال العيد الأشهر فى مصر القديمة المسمى بـ«عيد الأوبت».

ونُظم الحدث وسط أجواء من البهجة والموسيقى والرقص والغناء والاحتفالات العسكرية، وشهد تنفيذ محاكاة لاحتفال المصريين القدماء بـ«عيد الأوبت»، من خلال موكب ضم ٤٠٠ شاب وفتاة يرتدون زى الاحتفالات عند المصريين القدماء، على أنغام موسيقى تصويرية مستوحاة من الأناشيد الفرعونية.

كما شهد الحفل إقامة معرض للصور النادرة من القرن الـ١٩ فى أماكن محددة على طريق المواكب، تروى تاريخ معابد الكرنك والأقصر، وطريق المواكب الذى يربط بين المعابد، وأهم الاكتشافات الأثرية، وصور ومناظر للأعياد والاحتفالات التى كانت تقام فى العصور القديمة.

«أوبت» هو أحد الأعياد الفرعونية التى انقسمت فى مصر القديمة إلى عدة أنواع، منها أعياد رسمية يُحتفل بها فى مصر كلها مثل: عيد السنة الجديدة، وأعياد أول الشهر، وأعياد منتصف الشهر، وتتويج الملك، وأعياد محلية تخص كل إقليم على حدة، وصولًا إلى الأعياد الدينية مثل: عيد «الإله مين» الذى يُقام فى الشهر الأول من فصل الحصاد، وعيد «أوبت».

ويعد «عيد أوبت» من الأعياد الدينية المهمة التى تم الاحتفال بها فى طيبة، وكان من أهم احتفالات العام، لدرجة أنه أطلق اسمه على الشهر الثانى من فصل «آخت»، وكان يشهد أخذ تماثيل «ثالوث طيبة» من ملاذهم فى الكرنك، ونقلهم إلى معبد الأقصر، لمقابلة آمون إم أوبت.

والغرض من «عيد الأوبت» هو نقل تماثيل كل من آمون وموت وخونسو إلى معبد الأقصر، حيث يتحدون مع آمون إم أوبت، ليتم تجديد شبابهم وشباب الملك وكل الطبيعة خاصة الفيضان، قبل أن يعودوا شمالًا إلى الكرنك.

وكان الموكب يسير عبر طريق طويل يربط بين هذين المعبدين، وتصطف على جانبيه تماثيل أبى الهول، للانتقال من الكرنك إلى معبد الأقصر ثم العودة، إلى جانب طريق آخر بديل عبر نهر النيل، فى موكب نهرى كبير يشارك فيه أسطول كامل من السفن.

وبناءً على المصادر المتاحة، استخدم الطريق البرى للذهاب إلى معبد الأقصر، والنهر لطريق العودة، فى عهد حتشبسوت «١٤٧٣-١٤٥٨ ق. م»، بينما تم استخدام طريق النهر للذهاب والعودة، فى أواخر الأسرة الثامنة عشرة.

وحرص الملوك فى الدولة الحديثة على تصوير مشاهد متعددة لمراسم «عيد الأوبت»، ومن أهم هؤلاء الملوك: حتشبسوت على جدران المقصورة الحمراء بالكرنك، وتحتمس الثالث على جدران معبد الآخ منو، وأمنحتب الثالث على الصرح الثالث، وحور محب فى الفناء بين الصرحين التاسع والعاشر، وستى الأول فى فناء الأساطين الضخمة بالكرنك، ورمسيس الثالث فى الكرنك ومدينة هابو.

وصورت جدران البهو الكبير فى معبد الأقصر، المنقوشة فى عهد توت عنخ آمون «١٣٣٦-١٣٢٧ ق. م»، هذا الموكب بتفاصيل رائعة، وفيه سار جنود من الجيش، مسلحين بأسلحتهم، على أنغام الموسيقى، وينفخ الجنود أبواقهم ويقرعون طبولهم. بينما أضاف الراقصون المزيد من الحيوية إلى الاحتفالات، وأمامهم الثيران المسمنة المقدمة كأضاحى، وركب النبلاء مركباتهم، بينما كان الكهنة والكاهنات يهتفون.

وكان «عيد الأوبت» يستمر عدة أيام اختلف عددها من زمن لآخر، فقد بلغت مدة الاحتفال بهذا العيد فى عهد تحتمس الثالث ١١ يومًا، أما فى عهد رمسيس الثالث فقد امتد العيد إلى ٢٤ يومًا.

 

ويبدو أن المصريين استمروا فى الاحتفال بعيد الأوبت حتى العصر الرومانى، ولأن مصر مختلفة عن أى بلد فى العالم، لا تزال الاحتفالات الدينية فى الأقصر مستمرة إلى الآن، لكن بغرض مختلف، فالمسيحيون يحتفلون بـ«عيد سان جورج»، بينما يحتفل المسلمون بـ«عيد أبوالحجاج».