رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

10 قضايا و7 محامين.. ثروة أنور وجدى وتفاصيل نزاع الورثة

أنور وجدي
أنور وجدي

في 1929، استدعى يوسف وهبي الفنان الناشئ أنور وجدي الممثل بفرقة رمسيس ليبلغه أنه قرر له مبلغ جنيهين ونصف الجنيه مرتبًا شهريًا، ليفرح الأخير بالقرار الذي اعتبره بداية الاستقرار في حياته، وأقبل على زملائه يهنئونه وجلس بينهم أنور يتحدث عن أمنياته التي يتمنى أن يحققها، حسبما ذكرت مجلة الكواكب في تقرير لها.

أمنيات أنور وجدي

كانت أمنيات أنور أن يصبح مرتبه 5 جنيهات، فيستطيع أن يسكن حجرة مستقلة بدلًا من التي يسكن بها مع 5 من زملائه على سطح إحدى العمارات بشارع جلال، وأن يفصل بدلتين بعد الخسائر التي ألحقتها ببدلته وأن يشتري سريرًا بحشيتين من القطن.

وفي 1935 تكونت الفرقة القومية والتحق أنور وجدي بها بمرتب سبعة جنيهات واعتبر أنور أن الحظ ابتسم له ابتسامة عريضة، وجاءت الحرب بعد ذلك وانتابت السينما المصرية حالة انتعاش اقتصادي وظل أجر أنور وجدي يرتفع حتى وصل إلى ألف جنيه في الفيلم الواحد، وكان أنور هو فتى السينما المصرية في معظم الأفلام المصرية.

وفي 1945 أنتج أنور وجدي فيلم "ليلى بنت الفقراء" الذي كان بداية التحول في حياته، وانتهى إخراج الفيلم بزواجه من ليلى مراد، وفي 1949 بدأ أنور يخطو الخطوة الأولى في تكوين ثروته، فاشترى فيلا بحي الروضة حولها إلى معمل لتحميض الأفلام، واشترى أرضًا بجوار وزارة الأوقاف أقام عليها عمارة ضخمة واشترى فيلا بشارع مظهر بالزمالك.

كان أنور يشعر قبل وفاته أن الثروة التي تركها سوف تثير مشاكل وخلافات بين الورثة، فاستدعاهم جميعًا ووجه إليهم نصائحه وتوصياته، والتفت محمود شافعي زوج أصغر شقيقاته وقال له إنه يثق فيه ثقة مطلقة وعهد إليه بإدارة أعماله والتوفيق بين ورثته، وأخرج من جيبه توكيلًا عامًا لشافعي يتضمن كل هذه المعاني، وكان شافعي هو اليد اليمنى لأنور في شركته السينمائية، وكان قبل ذلك مهندسًا ومقاولًا.

حارس التركة

ومات أنور وجدي بعد مرض مضن، وأسدل الستار على الفصل الأول من حياة الفنان المكافح، والذي ترك خلفه ثورة تقدر بنصف مليون جنيه ليرتفع عن فصل ثان ما كان أحد يتوقعه، فقد اختلف الورثة منذ اللحظة الأولى التي وسدت فيها جثة أنور وجدي تحت التراب، وانقسم الورثة إلى معسكرين، المعسكر الأول هو ليلى فوزي التي طالبت بأن تكون الحراسة لها على الثروة لأنها صاحبة أكبر نصيب، والمعسكر الثاني مكون من والدة أنور وجدي وشقيقاته اللواتي طالبن بأن تكون الحراسة لواحدة منهن.

الأميرالاي محمد حلمي

واستطاع محمود شافعي أن يقرب وجهات النظر وأن يحمل الورثة على اختيار الأميرالاي محمد حلمي زوج كبرى شقيقات أنور وجدي حارسًا على التركة، واتفق الرأي أن يمنح كل واحد من الورثة مبلغ 100 جنيه شهريًا وليلى فوزي 150 جنيهًا شهريًا إلى أن تتم تصفية التركة وتسديد ديونها، وكان أنور وجدي عند وفاته قد ترك ديونًا على التركة هي مبلغ 50 ألف جنيه اقترضها من شركة مصر للتأمين لإتمام بناء العمارة، ومبلغًا آخر من بنك القاهرة ومبلغًا ثالثًا هو باقي أجر المقاول الذي تولى بناء العمارة، ومضت الأمور في مجراها، لكن ليلى فوزي فوجئت بأن الحارس رفض أن يعطيها المبلغ المقرر لها شهريًا فرفعت دعوى تطالب بعزله من الحراسة، وحدث بعد ذلك أن بيعت الفيلا التي اشتراها أنور وجدي في الزمالك لتكون عش الزوجية مع ليلى فوزي.

قضية ليلى فوزي

ورفعت ليلى فوزي قضية تطالب بالمنقولات ومحتويات الفيلا، وقالت إنها حين تزوجت من أنور وجدي وانتقلت معه للعيش في الفيلا نقلت إليها بعض محتوياتها الخاصة، وبعد وفاة أنور وضعت الأختام على الفيلا ومحتوياتها حتى يتم الجرد للتركة، ولما فضت هذه الأختام بحضور مأمور ضرائب الشركات والورثة سلمت محتويات الفيلا إلى الحارس على التركة حتى تثبت ليلى فوزي ملكيتها لهذه المنقولات، والخلاف كان على المنقولات ببيت الزوجية هل يصبح ضمن عناصر التركة التي يتقاسمها الورثة؟، وطالبت ليلى فوزي بتوقيع الحجر التحفظي على هذه المنقولات حتى يتم الفصل في القضية.

ورفعت إحدى شقيقات أنور وجدي قضية تطعن فيها على العقود المبرمة بين ليلى فوزي وأنور، وهذه العقود تنص على أن ليلى فوزي شريكة في شركة الأفلام المتحدة التي كان يملكها أنور وكذلك شريكة في شركة تحميض الأفلام بعدد من الأسهم، وبهذا تكون ليلى فوزي لها نصيب في التركة كوارثة ونصيب آخر كشريكة، لكن إحدى شقيقات أنور عارضت شقيقتها الأولى وأكدت صحة وسلامة العقود.

مشاكل حول الثروة

عند وفاة أنور وجدي انطلقت أكثر من إشاعة حول الثروة، وقالت إحدى هذه الإشاعات أن أنور كتب لزوجته السابقة ليلى مراد مبلغًا من المال مقابل نصيبها في الشركة السينمائية، وإشاعة أخرى تؤكد أن أنور ترك بوليصة تأمين باسم زوجته السابقة ليلى مراد ولكن حصر الشركة كذب كل هذه الإشاعات.

بلغ عدد القضايا المرفوعة من الورثة وكذلك من الحارس ضد بعض الورثة أكثر من 10 قضايا، وكان هناك عدد من المحامين يعملون على هذه القضايا عددهم 7 محامين.

عمارة أنور وجدي
عمارة أنور وجدي