رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

«ابنة ألبيون».. قصة الكاتب «أنطوان تشيخوف» التي سخر فيها من إنجلترا

تشيخوف
تشيخوف

فى بعض الأحيان يريد الكاتب أن ينتقد دولة فيرسمها في هيئة شخص من بين شخوص حكاياته، هذا ما يجول فى خاطرك وأنت تقرأ قصة ابنة البيون للكاتب الروسي الكبير أنطون تشيخوف 
ومفردة ألبيون تعني إنجلترا في اللغات القديمة، ربما اختار تشيخوف هذا الاسم من قبيل التموية أو من قبيل السخرية.

وإذا كانت هذه الرؤية صحيحة فهذه القصة تعد من قصص أنطون تشيخوف السياسية.  

تحكي قصة ابنة البيون لتشيخوف عن رجلين روسيين وامرأة إنجليزية ،لم يذكر الكاتب اسمها وكأنها نكره، هذا بخلاف سخريته منها فقط لشكلها من خلال الرجلين الروسيين، أحدهما يسمى “اتشوف” الذي لقبه “تشيخوف” برئيس النبلاء،  الذي ذهب فى زيارة لصديقه الثري  “جريابوف” فقالت له الخادمة أنه يصطاد ومعه مربية أطفاله المرأة الإنجليزية، ذهب “اتشوف” إلى البحر حيث صديقه “جريابوف” الذي كان فى ضجر شديد لأنه لم يصطاد ولا سمكة واحدة والحق هذا النحس بالمرأة الإنجليزية التى وصفها تشيخوف بأنها مثل مسمار له منقار كمنقار الصقر.

استمرت الرجلان فى السخرية من المرأة التى الإنجليزية التى تقيم فى بلادهم منذ سنوات و لا تجيد الروسية بل لا تنطق بكلمة روسية واحدة، رغم أن الروس يتعلمون الروسية في أيام قليلة، أراد تشيخوف أن يقول إن الإنجليز متغطرسون. 

قمة السخرية 

وصلت السخرية إلى حدها الأعلى عند “تشيخوف” حين أراد بطل قصته جريابوف أن يخلع ملابسه لينزل الماء ويستخرج السنارة التى علقت بحجر، وحاول “جريابوف” أن يفهم الإنجليزية بما أراد لكنها كانت غبيه ولم تفهم مقصده، فخلع ملابسه وأصبح كما ولدته أمه فنظرت الإنجليزية إليه باحتقار ولم تدر وجهها، وهنا أراد تشيخوف أن يقول إن إنجلترا المتمثلة في هذه المربية غبية ورعناء تنظر إلى غير الإنجليز وكأنهم لا شيء.