رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بطلات المستقبل».. مستفيدات من قوافل «حياة كريمة» الرياضية: حققت أحلامنا وشجعتنا على ممارسة هواياتنا

«بطلات المستقبل»
«بطلات المستقبل»

تولى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» اهتمامًا خاصًا بالفتيات فى القرى، وتحرص على تمكينهن من ممارسة هواياتهن والتمتع بحقوقهن الأساسية، ولرفع الوعى بأهمية الرياضة وتشجيع الأهالى على منح حرية أكبر للفتيات فى ممارسة مختلف الألعاب الرياضية.

أطلقت المبادرة، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، قوافل رياضية للقرى مخصصة للفتيات. تستهدف القوافل الرياضية الفتيات فى القرى المحرومة، التى لا توجد بها مراكز شباب، وتتيح لهن الفرصة لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية، مثل الكرة الطائرة وكرة القدم والجرى وشد الحبل والكراسى الموسيقية، لتشجيعهن على ممارسة الرياضة. 

تواصلت «الدستور» مع مجموعة من الفتيات المشاركات فى القوافل الرياضية، لاستطلاع آرائهن عن الخدمات التى توفرها ومدى الاستفادة منها.

إيمان ماهر: لعبت الكرة الطائرة.. وأول مرة أشعر بالحرية والإنصاف

أكدت إيمان ماهر، ١٤ عامًا، من قرية سيلا بمحافظة الفيوم، أنها فخورة وسعيدة بمشاركتها فى الفعاليات التى نظمتها القوافل الرياضية، التابعة للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة».

 وأضافت: «شعرت بالإنصاف والعدل، وأننى أمارس هواياتى بحرية دون قيود أو تحجج بالعادات والتقاليد القديمة». 

وأوضحت أنها تحب الكرة الطائرة منذ الصغر، وكانت تلعبها مع زميلاتها بالمدرسة فقط، لأنه لا يوجد مركز شباب فى قريتها، إضافة إلى رفض الأهالى فكرة ارتياد الفتيات مراكز الشباب وممارسة الرياضة جنبًا إلى جنب مع الأولاد. 

وتابعت: «فور أن علمت بنبأ قدوم القافلة الرياضية شعرت بفرحة عارمة، وتوجهت بسرعة إلى ملعب المدرسة كونه مقر القافلة، ولم أتخيل أن أجد العديد من فتيات القرية يشاركن فى الفعاليات، ومختلف الرياضات، التى كانت تحلم بممارستها هى وصديقاتها». 

وقالت: «قسمنا المدرب إلى فريقين، واستغرقت المباراة ساعة، وبعد انتهائها، تمكنت من المشاركة مع فريق آخر بسبب حبى الشديد للكرة الطائرة، كما شاركت صديقاتى فى ألعاب أخرى مثل تنس الطاولة، والجرى وشد الحبل». ووجهت الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الشباب والرياضة، لحرصهما على تمكين الفتيات من ممارسة الرياضة فى الريف. 

آيات جمعة: حصدت المركز الأول فى الجرى 

شددت آيات جمعة، البالغة من العمر ١٠ سنوات، على أن هذه هى المرة الأولى التى تشارك فى فعالية رياضية، من خلال القافلة الرياضية التابعة لمبادرة «حياة كريمة»، مشيدة بفكرتها وأهميتها الكبيرة فى اكتشاف المواهب وتنميتها داخل القرى النائية.

وأضافت «آيات» أنها علمت بموعد قدوم القافلة الرياضية إلى قريتها من خلال والدتها، فأخبرت صديقاتها عنها، وبالفعل تجمعن وتوجهن للمشاركة فيها، رفقة والدة كل منهن، متابعة: «شعرت بفرحة كبيرة عندما اصطحبتنى والدتى للقافلة الرياضية، لأنها كانت ترفض أن أشارك فى أى نشاط رياضى، وما إن وصلنا هناك وجدنا جميع الأمهات يشجعن بناتهن بحرارة لحصد المراكز الأولى بكل مسابقة فى القافلة».

وأشارت إلى تضمن القافلة الرياضية العديد من الفعاليات المتنوعة، التى شاركت فى معظمها تقريبًا، بداية من «شد الحبل» مع فتيات فى نفس عمرها، إلى جانب «الكراسى الموسيقية» وماراثون الجرى، مع حصولها على المركز الأول فى المسابقتين الأخيرتين.

وكشفت عن شعورها أثناء مشاركتها فى القافلة، قائلة: «كنت فى غاية السعادة، ولم أرغب فى العودة إلى المنزل بعد انتهاء القافلة، وتمنيت أن تستمر لليوم التالى، وأن تكون موجودة بصفة دائمة فى قريتى، كى أذهب إليها يوميًا وأقضى وقتًا ممتعًا».

ووجهت الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى ومسئولى مبادرة «حياة كريمة»، لإرسال قوافل رياضية إلى القرى النائية، من أجل تشجيع الأطفال والفتيات على ممارسة الرياضة، ونشر الوعى بأهميتها بين الأهالى، مختتمة بقولها: «أخيرًا لقينا حد يشجعنا على ممارسة الرياضة، من خلال قوافل رياضية تتضمن مسابقات فى كل الألعاب».

هناء ثابت: عدد المشاركات فى القافلة الواحدة يتخطى ١٠٠ فتاة 

أشارت هناء ثابت، إخصائية رياضية مشاركة بالقافلة الرياضية فى محافظة الفيوم، إلى أن المبادرة نظمت قوافل رياضية فى القرى والمناطق المفتقرة للخدمات الرياضية، من منشآت ومراكز شباب، وذلك فى عدة مراكز بالمحافظة منها أطسا ويوسف الصديق وإبشواى وطامية. 

وأضافت «ثابت»: «أتاحت القوافل الرياضية مشاركة فتيات القرى بالفعاليات الرياضية المختلفة من كرة القدم والطائرة وألعاب القوى وسباق الجرى، وبعض الألعاب الرياضية الأخرى مثل شد الحبل والكراسى الموسيقية»، موضحة أنهم يعملون على إقناع أهالى القرى بأهمية مشاركة الفتيات فى تلك القوافل. 

وأشارت الإخصائية الرياضية إلى أن القوافل شهدت إقبالًا كثيفًا من الفتيات، وتخطى عدد المشاركات فى القافلة ١٠٠ فتاة، تراوحت أعمارهن من ٨ إلى ١٧ سنة، والغالبية منهن فى المرحلة الإعدادية. 

وأضافت أنه فى نهاية اليوم الرياضى توزع على الفتيات المشاركات «تيشرتات» رياضية لتشجيعهن على الاستمرار فى ممارسة الرياضة، فضلًا عن نشر رسائل توعوية للأهالى حول فوائد الأنشطة الرياضية ومدى تأثيرها على صحة الفتيات بدنيًا وذهنيًا. 

رحمة سليمان:انضممت مع أخواتى وحصلت على قميص رياضى 

قالت رحمة سليمان، ١٦ عامًا، إنها مثل غيرها من فتيات الريف المصرى لا تجد من يساعدها على ممارسة هواياتها، ولا المشاركة فى الألعاب الرياضية، مشيدة بتوجه مبادرة «حياة كريمة» للمساعدة فى تسهيل ممارسة فتيات الريف للرياضة.

وأضافت: «عرفت بشأن القافلة قبل مجيئها إلى القرية بأسبوع، ووقتها فرحت كثيرًا لأنى سأجد أخيرًا جهة تساعدنى على ممارسة هواياتى، وفور وصولها توجهت مع أخواتى الثلاث إلى ملعب المدرسة الذى يستضيف القافلة، ووجدت بها ما يزيد على ١٥٠ فتاة، وشاركنا فى جميع الفعاليات».

وتابعت: «لمدة ٤ ساعات كنا نشعر بأننا فى عالم آخر ملىء بالحيوية والطاقة والحماس، وشاركنا فى مسابقات شد الحبل، ومنحتنى المدربة قميصًا رياضيًا كجائزة، وشاركت أخواتى فى مباراة لكرة القدم وفى سباق الجرى، ومع انتهاء الفعاليات لم نكن نرغب فى العودة إلى المنزل، بل تمنينا أن تستمر أكثر من ذلك».

وأردفت: «بعض أهالى القرية رفضوا مشاركة بناتهم فى القافلة، لكنهم شعروا بالندم عند مشاهدة التوافد الكثيف من البنات، والسعادة التى شعرن بها، وكثير منهم قرر أن يسمح لبناته بالمشاركة فى القوافل المقبلة، بل طلبوا من المسئولين أن يكرروا القافلة فى أقرب وقت».

مريم فضل: غيّرت حياتى وأتمنى أن أصبح بطلة عالمية 

تبلغ مريم فضل ١١ عامًا، وتقطن مع أسرتها بإحدى قرى الوجه القبلى، التى لا تضم مركزًا للشباب أو أى جهة يمكنها أن تنظم فعاليات رياضية مخصصة للفتيات، كما أن أهلها، مثل غيرهم من أهالى الصعيد، لا يميلون لخروج الفتيات من المنزل إلا لسبب وجيه، فضلًا عن صعوبة موافقتهم على ممارسة بناتهم الرياضة، وهو ما تغير بفضل القوافل الرياضية للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة».

عن ذلك قالت «مريم»: «أحب الرياضة وأتمنى أن أكون بطلة رياضية عالمية وأحصد الميداليات، وطلبت كثيرًا من أهلى الذهاب إلى المركز الرياضى بالمدينة للانضمام لأى نشاط رياضى، لكنهم رفضوا بشدة، بسبب العادات والتقاليد وتكلفة الانتقال وغيرها، حتى نظمت مبادرة «حياة كريمة» قافلة رياضية داخل قريتى، وأتيحت لى ولغيرى من البنات المشاركة فيها، بعد ترحيب من أبى وأمى».