المارونية تطالب شعبها بتقديم المحبة لله

كرست الكنيسة المارونية خطبتها اليوم للشعب الكاثوليكي عن تقديم شهادات الحب لله، وهو ما تحدثت عنه جليًا في عظتها بالقداس الاحتفالي المنظم بمناسبة حلول يوم الجمعة من أسبوع بشارة زكريّا.
كتبت عظة الكنيسة القدّيسة جيرترود ديلفا التي عاشت في الفترة 1256 - 1301، وهي راهبة بندكتيّة.
وقالت: "نقرأ في الإنجيل أنّ اليهود قالوا للرّب: “الآنَ عَرَفْنا أَنَّ بِكَ مَسًّا مِنَ الشَّيطان" ؛ تأثّرَت جيرترود حتّى أعماق أحشائها من الإهانة التي ارتُكِبَت تجاه ربّها، وإذ لم تعد تحتمل أن يسمع حبيب نفسها إهانات غير مستحَقّة، قالت له من أعمق شعور في قلبها كتعويض، كلمات الحنان هذه: "... يا ربّي يسوع المحبوب جدًّا! أنت، يا خلاصي الأسمى والوحيد!".
وأضافت: "وحبيبها الراغب في لطفه أن يكافئها، كالعادة، بشكل غزير، ممسكًا ذقنها بيده المباركة، انحنى تجاهها بحنان ووَضَعَ في أُذُن نفسها، بهمسٍ حلوٍ للغاية، هذه الكلمات: "أنا، خالقكِ، ومخلّصكِ وحبيبكِ، من خلال آلام الموت، بَحَثْتُ عَنْكِ بِثَمَنِ قداستي كلّها...".
وتابعت: “لذلك دعونا نسعى جاهدين، بكلّ شغف قلبنا ونفسنا، لتقديم شهادات حبّنا للربّ كلّما سمعنا أنّه يُهان. وإذا لم نتمكّن من فعل ذلك بنفس الحماس، فلنقدّم له على الأقلّ الإرادة والرغبة في هذا الحماس، ورغبة ومحبّة كلّ خليقة لله، ولنثق في لُطفه السخيّ: فهو لن يحتقر تقدمة فقرائه المتواضعة، بل سيَقبَلها، بحسب غِنى رحمته ولطفه، ويكافئهم بما يَفوق استحقاقاتنا”.
القداس الاحتفالي لم يتخلله العظة فقط بل قُرأ خلاله كذلك رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة، وجزئ من بشارة القديس يوحنا.