رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بناء شراكة استراتيجية بين الصين والأحزاب المصرية

فى يوم الأحد الرابع عشر من نوفمبر كان اللقاء الافتراضى الذى جمع السيد لياو ليتشيانج، سفير جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة، مع عدد من الأحزاب المصرية؛ لتبادل الخبرات والأفكار وتعزيز التعاون بين الحزب الشيوعى الصينى والأحزاب المصرية، وذلك ضمن سلسلة من اللقاءات المنتظمة التى تحرص دولة الصين على عقدها مع الأحزاب المصرية الصديقة.

حضر اللقاء من الأحزاب المصرية «حماة وطن- الشعب الجمهورى- الشيوعى المصرى- العربى الناصرى- التجمع- الاشتراكى المصرى- المحافظين- مستقبل وطن- مصر الحديثة- المؤتمر- المصريين الأحرار».

فى بداية اللقاء، الذى عُقِد بمناسبة انعقاد «الدورة السادسة للجنة المركزية الـ١٩ للحزب الشيوعى الصينى»، تم عرض كلمة رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسى، التى ألقاها فى الذكرى المئوية للحزب الشيوعى الصينى، وحرص من خلالها على تهنئة الحزب على نجاحاته، وعلى الإشادة بتعزيز التعاون بين البلدين لصالح الشعبين المصرى والصينى فى حياة كريمة، كما أشاد بعمق العلاقة بين البلدين فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية، وبالذات مشروعات الطاقة الجديدة، والبنية التحتية، والمشروعات الرقمية والتكنولوجية، وفى مجال مكافحة الوباء.

بعد ذلك ألقى السفير الصينى بالقاهرة كلمة رحب فيها بالحضور، وأكد أن هدف كل ما فعلته الصين هو سعادة الشعب والعمل على تقدم البشرية، مع بناء المستقبل المشترك للبشرية، وأضاف السيد السفير: «سنحرص على بدء التعاون بشكل أكبر مع الأحزاب المصرية الصديقة، بجانب العمل على بناء شراكة استراتيجية شاملة».

كل التحية لانعقاد الدورة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعى الصينى بنجاح فى بكين، فى الفترة «٨-١١» نوفمبر، بحضور ١٩٧ من أعضاء اللجنة المركزية، و١٥١ من أعضائها الاحتياطيين، وأعضاء اللجنة الدائمة للجنة فحص الانضباط المركزية، والرفاق من الوحدات القاعدية.

من الجدير بالذكر الإشارة إلى ما جاء فى خطاب الرئيس الصينى، شى جين بينج، فى ٢١ سبتمبر الماضى، وذلك فى الدورة ٧٦ للأمم المتحدة، حيث دعا إلى تنشيط الاقتصاد، والسعى لتحقيق تنمية عالمية أكثر قوة واخضرارًا وتوازنًا من خلال «مبادرة التنمية العالمية»، وأوضح أن المبادرة تتمسك بمفهوم التنمية التى تركز على الإنسان أولًا وتهدف لمساعدة البلدان، لا سيما النامية، على التغلب على تحديات الوباء وحل مشاكل الفقر والأمن الغذائى، واغتنام الاقتصاد الرقمى والتنمية الخضراء لتحسين مستوى الترابط، وتعزيز الانتعاش الاقتصادى، وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للتنمية العالمية.. وأضاف: «إن الصين ستكثف دعمها للدول النامية فى تطوير طاقة خضراء ومنخفضة الكربون، ولن تبنى مشاريع طاقة جديدة تعمل بالفحم».

كما يهمنى الإشارة إلى ما جاء فى مجلة «الصين اليوم»، عدد شهر مارس ٢٠٢١، على لسان المبعوث الصينى الأسبق للشرق الأوسط ووسى كه، والكاتب هو يوى شيانج، رئيس معهد الشرق الأوسط فى جامعة الدراسات الدولية ببكين: «إن بناء رابطة المصير المشترك للبشرية هدف رائع يحتاج إلى جهود جيل بعد جيل لتحقيقه، وعالم اليوم ليس آمنًا، حيث صوت البنادق لم ينحسر، والمشكلات العالمية مثل الإرهاب وتغير المناخ آخذة فى الازدياد، والفجوة بين الشمال والجنوب ما زالت شاسعة، وسياسات القوة لا تزال قائمة، وأنه لا يمكن التصدى للتحديات إلا بتجاوز الخلافات وتوحيد الجهود، وتحسين الحوكمة العالمية، وهذا هو السبيل الأساسى للتنمية البشرية والهدف النهائى لعالم متعدد الأطراف».

جاء فى خطاب الرئيس الصينى، شى جين بينج، فى مؤتمر إحياء الذكرى الـ٥٠ لاستعادة المقعد الشرعى لجمهورية الصين الشعبية فى الأمم المتحدة: «علينا التعاون يدًا بيد والعمل سويًا على بناء عالم يسوده السلام الدائم والازدهار والتسامح والانفتاح والنظام والجمال، وتقاسم المصالح والحقوق والمسئولية فى الشئون الدولية».

إن المفاهيم والمقولات السابق ذكرها تؤكد المفاهيم والمبادئ التى يتبناها الحزب الشيوعى الصينى ويعمل بها عبر ١٠٠ عام من مسيرته، والتى أكدتها الدورة السادسة للجنة المركزية الـ١٩ للحزب الشيوعى الصينى نوفمبر ٢٠٢١.. ولقد أكد الرئيس، شى جين بينج، ذلك فى مسودة قرار اللجنة المركزية الـ١٩ بشأن المنجزات المهمة والتجارب التاريخية فى كفاح الحزب الشيوعى الصينى الممتد لمائة عام، حيث أوضحت الدورة الكاملة الأخيرة أن الشيوعيين، بزعامة الرفيق شى جين بينج، يلتزمون بالدمج بين المبادئ الأساسية للماركسية والواقع الملموس الصينى والثقافة التقليدية الصينية، ويتمسكون بأفكار «ماو تسى تونج» ونظرية «دنج شياو بينج» ومفهوم التنمية العلمية، مع تبنى سياسة وضع الشعب فوق كل شىء، ووجوب ارتباط الحزب بالجماهير، وتطبيق فلسفة تنموية تتمحور حول الشعب وحمايتها وتنميتها.. كما قررت الدورة الكاملة عقد المؤتمر الوطنى العشرين للحزب فى النصف الثانى من عام ٢٠٢٢ ببكين. 

إننا نتمنى النجاح والتقدم للصين فى مسيرة التنمية والتقدم والنهضة بالأمة الصينية، ونتطلع لمزيد من التعاون وتبادل الخبرات بين الحزب الشيوعى الصينى والأحزاب التقدمية المصرية والعربية وكل الأحزاب فى بلدان العالم، التى تتطلع لفجر جديد تنعم فيه الشعوب بالخير والسلام.