رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقاد: «أفندينا» فيها إخلاص شديد للتاريخ لكن لا يمكن القول أنها تكتبه

مناقشة رواية أفندينا
مناقشة رواية أفندينا

قال الناقد الدكتور أحمد فؤاد الأستاذ بكلية التربية قسم اللغة العربية جامعة عين شمس، خلال مناقشة رواية "أفندينا"، للكاتب محسن الغمري بقصر ثقافة مصر الجديدة،  رواية "أفندينا"، تنتمي إلى نوعية الروايات التاريخية التي يغلب فيها التخييل السردي، علي الوقائع التاريخية الخالصة، ففي هذه الرواية نجد أن شخصية "عباس حلمي"، تغلب علي تناولها في الرواية المخيال التاريخي، رغم كونها شخصية تاريخية حقيقية.

وتابع الأستاذ بكلية التربية قسم اللغة العربية جامعة عين شمس، نجح الروائي محسن الغمري في روايته أفندينا في الإفلات من فخ طغيان الجانب التاريخي المعرفي، علي الجانب الخيالي السردي داخل النص الروائي، كما أن عنوان الرواية "أفندينا"، عنوان مراوغ، فهو يحمل أكثر من إحالة، تربك القارئ للوهلة الأولي، فهل الإحالة هنا في لقب "أفندينا" تعود علي محمد علي باشا، أم عباس حلمي الأمير المغدور؟، وكأن الراوي يريد أن يقول برمزية العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والرؤي المؤيدة أو المعارضة للحاكم، في الإشارة إلي محمد علي باشا.

255941797_4710411029011014_7475219104617167977_n
نقاد: «أفندينا

- النص يعالج فترة تاريخية من خلال التقنيات السردية الكثير

وأردف الدكتور أحمد فؤاد،  تميز النصر الروائي للكاتب محسن الغمري في روايته  "أفندينا"، بالكثير من التقنيات السردية، خاصة وأنه يعالج فترة تاريخية من خلال التقنيات السردية الكثيرة المبثوثة داخل النص السردي، كالقصص الرومانسية المذكورة في الرواية ولكنها ليست وقائع تاريخية، مما يحقق المتخيل السردي في الرواية، مما يقربها إلي الفن الروائي بعيدا عن الحقائق التاريخية المباشرة أو الإيغال فيها.

كما أن السرد الحكائي جاء مشوقا ووصف الشخصيات داخل الرواية جاء مشوقا أيضا، ولغة السرد الروائي جاءت سلسلة معتمدة علي اللغة البلاغية داخل النص.  

257606331_4710410922344358_304124847800947315_n
نقاد: «أفندينا

ــ "أفندينا" تكشف الكثير من المسكوت عنه في تاريخ الأمير المغدور

ومن جانبه قال الكاتب الناقد أحمد حسن عوض، يراكم الروائي محسن الغمري من خلال روايته "أفندينا"، منجزه الروائي، ويواصل تألقه مشغولا في إبداعاته، وربما كان "الغمري"، في بداية مشروعه الأدبي الروائي وبما يرسمه من شخصياته الروائية، التي يلتقطها الإطار الحياتي المعيش. إلا أنه في روايته الجديدة "أفندينا"، والصادرة عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، يعود إلي فترة فارقة في تاريخ مصر، من خلال إلقاء الضوء علي تجربة محمد علي باشا الفارقة في الحياة المصرية وتاريخ الدولة المصرية الحديثة وتأسيسها، مرورا بحفيده الوالي عباس حلمي الأول.

وأوضح "عوض"، الفن والأدب يختلفان عن التأريخ، فالأدب والفن يتدخل ويتحكم فيه خيال المبدع والمؤلف، حيث يقدم المبدع التفاصيل الصغيرة والشخصيات التي سكت عنها التاريخ، ويتحرك مع الإنسان وقد نجح الروائي محسن الغمري في روايته "أفندينا" في التقاط زوايا دالة، ولم يصطدم مع حقائق التاريخ الكبري، لأن المبدع الأصيل يتحرك مع الفكر، ولقد نجح الروائي محسن الغمري، في تسليط الضوء، وكشف الكثير من المسكوت عنه في تاريخ هذه الحقبة الهامة من تاريخ مصر.

01a4f882-90e7-48a3-a60e-19ca32bcd586 (1)
نقاد: «أفندينا

ــ "أفندينا" تعيد كتابة تاريخ تلك الحقبة التاريخية


دكتور شريف حتيتة مدرس البلاغة والنقد كلية دار العلوم جامعة القاهرة، تعيد رواية "أفندينا" كتابة تاريخ تلك الحقبة التاريخية، من تاريخنا الحديث، كما أن الكاتب محسن الغمري، يطرح من خلال هذه الرواية العديد من الاسئلة، حول الآخر، وهل الآخر هنا في هذه الرواية هو عباس حلمي الأول، أم هو تاريخ ذات، وهو تاريخ هوية عباس حلمي، فنري أنه لن تتحقق هذه الهوية، كما يتناول السرد الروائي إشكالية التاريخ السياسي، وهو تاريخ مكتوب ومسجل، لكنه تاريخ يتلقي بتوجس وطمأنينة زائدة.

وأشار "حتيتة" إلي أن مساحة التاريخ في رواية "أفندينا"، تعيد تقديم "الجبرتي" مرة أخري، وأصبح شخصية فاعلة في الرواية، وأعاد الغمري تقديمها والسؤال حول لماذا أقصاه محمد علي عن المجال العام. والرواية بها إخلاص شديد للتاريخ لكن لا يمكن القول أنها تكتب التاريخ.

واختتم "حتيتة"، قائلا في رواية "أفندينا"، يبدو الروائي محسن الغمري مخلصا لشخصية عباس حلمي الأول، والتفاصيل الدقيقة التي ذكرتها الرواية جاءت لتسد فجوات كثيرة في تاريخ عباس حلمي. إذن المؤلف يدخل بهذه الرواية إلي باب الرواية المعرفية، فقد أصبح فن الرواية ليس للمتعة فقط، وإنما صارت للرواية اليوم جانب معرفي، فالرواية هي كل ما تبقي للأمة العربية.     

 

de9f5a92-7dda-4aea-ba0f-5b2ecae26ff4
نقاد: «أفندينا

  

ــ المصادر التاريخية عن عباس حلمي قليلة جدا


ومن جانبه قال محسن الغمري: رواية "أفندينا" تتناول أحداثها الفترة ما بين عام 1805 وحتي 1855، شخصية الرواية المحورية عن والي مصر عباس حلمي الأول،  الذي تولى حكم مصر بعد وفاة عمه إبراهيم باشا، قبيل انتهاء عام 1848م، واستمر فيه حتى قتل في منتصف عام 1854م، قتل عباس على يد أربعة من غلمانه، تنفيذًا لمؤامرة أسرية خططت لها عمته نازلي هانم، وبالاتفاق مع بعض من أفراد عائلته المقربين، كنتيجة للصراع الدائر بينهم وبينه على تركة أبيهم وجده محمد علي باشا.

تحكى الرواية على لسان شاهد عيان، هو الشيخ "صفاء الدين" كاتب ديوان الجد محمد علي، والذي استمر في العمل مع عباس باشا، وتولي منصب باشكاتب ديوانه، فأخبرنا عن الكثير مما لا نعلمه عن شخصية هذا الوالي، من صفات وأعمال تسببت في إثارة الكثير من اللغط عن حقبة حكمه لمصر، كما أن تعمد شبه مقصود أخفى وشوه ما كتب عن هذا الوالي، إضافة إلى أن المتاح منه قليل بل قليل جدًا.  

وقال "الغمري" استغرق التحضير لكتابة هذه رواية مدة زمنية تعدت عام ونصف من الزمن، حتى تمكنت من خلال العديد من المراجع والمصادر التاريخية، للوصول إلى المادة التاريخية، التي بنيت عليها النسيج الدرامي للرواية، معظم شخصيات الرواية حقيقية، عاشت آنذاك على أرض مصر، وبعض قليل منها، مختلق لزوم الحبكة الدرامية.