رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يا خرابي يا عرابي



من واحنا صغيرين نقرا ونسمع إن عرابي حارس الاتحاد صد خمس ضربات جزاء في ماتش واحد، كنت بـ أستغرب جدا كل ما معلق يقول الكلام دا، إزاي يا معلمين! غريبة قوي لو كانت ضربات الجزاء دي في الماتش، والأغرب لو كانوا ضربات ترجيح في ماتش كاس.
ليه؟لأن لو الحارس بـ يصد على طول كدا، الحكم مش هـ يوصل لـ الضربة الخامسة، لـ إن الحكم بـ ينهي المباراة لما بـ يبقى مستحيل تعويض الفارق، يبقى الحالة الوحيدة الممكنة إنه يكون الفريق التاني بـ يضيع، وضربات الجزاء خلصت 1/صفر، ودي أغرب وأغرب.
المهم، دورت على الليلة دي، وسمعت من ناس حضروا الماتش، وقريت من كذا مصدر، وكلهم اتفقوا إن الواقعة مظبوطة،وكانت في قبل نهائي الكاس موسم 72/73، وكانت بين الاتحاد والإسماعيلي، بس إيهالماتش انتهى صفر/ صفر، وضربات الترجيح انتهت 4/ صفر للاتحاد، وفعلا عرابي صد الخمس ضربات بتوع الإسماعيلي.
طب ليه الحكم كمل الضربات كلها؟لأنه اللايحة وقتها كانت كدا، كل فريق بـ يشوط الضربات الخمسة، حتى لو اتحسمت في النص، يعني الاتحاد كان كسبان بعد الضربة التالتة له، الباقي كان تحصيل حاصل، بس عرابي برضه صدهم.
الحكم يوميها كان أحمد محرم، وحسب ما ناس كتير حكت بـ التفصيل، اللي بدأ التسديد كان الاتحاد، لعبها شحتة الإسكندراني، وكان حارس مرمى الإسماعيلي وقتها إبراهيم خليفة، ونجح الاتحاد في التقدم.
أبو أمين من الإسماعيلي شاط في الزاوية اليمين، قوم عرابي صدها، ويقال إنها كانت ضعيفة، وما كانتش صعبة، هو بس توقع الزاوية. 
فكري مرسي بعدها شاط ركلة الاتحاد التانية، وطلعها بره خالص، فـ رجعت آمال الإسماعيلي، ودخل محمد طه يشوط، فـ قرر إنه يغير الزاوية، ولعبها على الشمال، لكن عرابي برضه توقعها صح، وقدر يصدها، فـ حافظ الاتحاد على تقدمه بـ ركلة.
دخل الجارم لـ الاتحاد، وخلينا نحفظ اسم الجارم لـ إننا هـ نرجع له بعد ما نخلص الضربات. المهم سجل الركلة التالتة لـ الاتحاد، فـ بقت النتيجة 2/صفر، ودخل هندي لـ الإسماعيلي ورجع لـ الزاوية اليمين تاني، فـ عرابي لـ تالت مرة يتوقعها صح ويصدها، وبـ كدا لو الاتحاد سجل الضربة اللي جاية، يبقى الاتحاد في نهائي الكاس، لكن زي ما اتفقنا الضربات كلها هـ تكمل حتى لو تحصيل حاصل.
بـ الفعل، أحمد خليل يسجل لـ الاتحاد، وينتهي اللقاء فعليا، لكن إسماعيل حفني يشوط الرابعة، وعرابي يصد، وأخيرا رزق نصار يسجل آخر واحدة لـ الاتحاد، بينما عرابي يصد من سيد بازوكا الخامسة، وتطلع المانشيتات تاني يوم: "يا خرابي يا عرابي".
أساطير اتحكت عن توابع القصة دي، واتقال إنه موسوعة جينيس اهتمت بـ الأمر، وأضافت اسم عرابي ليها، واتقال إنه خد مكافأة خمسين جنيه، واتقال خمسمية، واتقال واتقال واتقال.
كل دا أصبح معروف في الكام سنة الأخيرة، فـ خلينا نرجع لـ الجارم، اللي استضافه أحمد شوبير في حلقة، فـ قال حاجة غريبة جدا، وهي إنه عرابي ما صدش الخمس ضربات ولا حاجة، وإنه الضربة الرابعة طلعت بره خالص، وكورة سيد بازوكا جات في القائم!
الجارم مش بس كان في الاستاد، دا شارك في المباراة، وسدد ضربة ترجيح كمان! بعدين ذهنه حاضر جدا، بسم الله ما شاء الله، مش هـ نقول كبر مثلا، ولا حاجة من دي لا سمح الله. إنما برضه الذاكرة خوانة! بس دي واقعة ما تتنسيش، الحقيقة مش عارف.
صديق قال لي: ما يمكن بعد ما الماتش انتهى "رسميا"، محدش ركز مع الضربتين الأخيرتين لـ الإسماعيلي، ولما اتعرف إنهم ضاعوا، قال لك: صدهم هم كمان.
الله أعلم، بس عاجباني فكرة إنه فيه حارس مرمى صد الخمس ركلات كلهم، حلوة، فـ أنا مصدقها.