رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القمص أثناسيوس فهمي عن مدرسة الإسكندرية: كانت مصدرا للفكر

القمص اثناسيوس فهمي
القمص اثناسيوس فهمي جورج

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم ، بذكرى استشهاد القديس نيكاندروس كاهن ميرا.


كما تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أيضًا بذكرى نياحة الأب بيريوس.


وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ«السنكسار»، إن الأب بيريوس كان مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية.


وقال القمص أثناسيوس فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية بالإسكندرية، في كتاب العلامة بنتينوس السكندري: مدير مدرسة الإسكندرية، إنه أتت مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، لتكون مصدرًا للفكر والحياة، خلال التلمذة والتعليم باعتبار أن آباء الإسكندرية هم أول من خط الخطوط الأولى في "علم اللاهوت المنهجي".


وأضاف: "وتعتبر نشأة مدرسة الإسكندرية اللاهوتية أساسًا لتعليم المنضمين حديثًا للإيمان المسيحي، وصياغة العلم اللاهوتي الرفيع، لتكون معلمة للعالم كله ومركز للتعليم المسيحي.


وتابع: "وقد شهد القديس جيروم أن القديس مار مرقس الكاروز هو الذي أسس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ، من أجل نشر المعرفة المسيحية وإعداد قادة الكنيسة والعمل الكرازي، وتقديم الدراسات اللاهوتية المنهجية لمواجهة الوثنية والانحرافات الهرطوقية.


وأكمل القمص أثناسيوس: "تألقت هذه المدرسة في تقديم العلوم القدسية الروحية على أساس موسوعي منهجي متكامل، يسير جنبًا إلى جنب مع حياة الشركة العملية والتلمذة والمواظبة على الحياة السرائرية والنسكية، وفي القرون الثلاثة الأولى بزغ من الإسكندرية معلمون ثلاثة، ترتيبهم بحسب تواريخهم: بنتينوس، كليمنضس، أوريجانوس، جابهوا الفلسفات المختلفة، وكانوا قادرين على إشباع اهتمامات أولادهم.


وأردف: "على أي حال الكنيسة في كل العصور كما هي في عصورها المبكرة غنية بالقديسين الآباء الفلاسفة والمعلمين والرعاة وقادة الروح والفكر، الأمر الذي جعلها تحمل سمة التعدد والتنوع، لتحمل للعالم حكمة ليست من هذا الدهر، كابنة الملك الملتحفة بثياب مزينة بالروحانية والفكر المتسع، لتلمس أوتارًا كثيرة لقلوب كثيرين، فضمت لها أعدادًا كثيرة من الوثنيين وربحت العقلانيين والفلاسفة، وتصدت للتعاليم المنحرفة والغريبة وتقوت أمام الاضطهاد، لتخرج ظافرة قوية مرهبة كجيش بألوية بعد مواجهتها مع الوثنية بفلسفاتها، ومع الهراطقة بتعاليمهم المغشوشة، ومع الأباطرة بعذاباتهم ومقاوماتهم".


واختتم: "ومما هو جدير بالذكر أن العلامة بنتينوس وأكليمنضس وأريجانوس هم الذين صاغوا الفلسفة المسيحية ذات السمة الإنجيلية، النابعة من صفحات الكتب المقدسة وكلمة الحق الإنجيلي، فكانوا شرارة منيرة، أشعلوا القلوب وألهبوها بالغيرة الروحية المقدسة، وأشبعوا العقول بالعلوم المسيحية التي أضحت أحب العلوم إلى النفوس، فصارت مدرسة الإسكندرية بآبائها معجزة التاريخ الإنساني.