رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتَّاب ونقَّاد يؤكدون ضرورة امتلاك الكاتب العربي أكثر من لغة

كاتب
كاتب

منذ سنواتٍ بعيدة، لفت عميد الأدب العربي طه حسين، ومن بعده الروائي يحيى حقي، إلى ضروة امتلاك الكاتب والناقد لغة ثانية إلى جوار اللغة العربية حتى يمكنه الاطلاع على الأعمال الإبداعية والنظريات النقدية من لغتها الأصلية، وفي التقرير التالي، يستعرض "الدستور" أهمية امتلاك الكاتب العربي للغة ثانية.

الروائي  نعيم صبري

 أكد الكاتب والروائي نعيم صبري، ضرورة امتلاك لغة أخرى، أو أكثر من لغة إلى جانب اللغة العربية، إذ أنها تتيح للكاتب متابعة الأعمال غير المترجمة، مشيرًا إلى أنه استفاد من قراءة بعض أمهات الكتب فى فروع المعرفة المختلفة غير الأدبية؛ كالتاريخ وعلم الاجتماع وغيره.

وأضاف صبري: "إلى جانب إجادتى المعقولة للإنجليزية، تعلمت اللغة الألمانية بمعهد جوتة بالقاهرة لمدة عامين في شبابي وسافرت إلى ألمانيا كثيرًا، وبالتالي استخدمت اللغة، وأستطيع القراءة الجادة بها بكفاءة متوسطة بالاستعانة بالقاموس، كذلك تعلمت اللغة الفرنسية بالمركز الثقافي الفرنسي بمصر الجديدة لمدة 8 سنوات حتى المستوى الجامعي، ودرست الأدب بها سردًا وشعرًا وأيضًا لعدم الاستخدام الدائم أستطيع أن أقرأ بالاستعانة بالقاموس، كل هذا أضاف إلى ذائقتي اللغوية والمعنوية كثيرًا".

أدب المهجر.. الكتابة بمداد الغربة - أصوات أونلاين
الروائي والاكاديمي  أشرف الصباغ

من جانبه، يري الكاتب الروائي والأكاديمي والمترجم أشرف الصباغ، أن "الشخص العادي عليه إجادة لغة واحدة على الأقل إلى جانب لغته الأم، فما بالك بشخص يمارس التعامل مع ثقافات الشعوب الأخرى".

الناقدة والكاتبة اللبنانية ناتالي خوري

من جانبها، أكدت الكاتبة الروائية والناقدة اللبنانية ناتالي خوري غريب، ضرورة امتلاك لغة أخرى للكاتب والناقد، وترى "إنه على الناقد أن ينفتح على المشهد الثقافي النقدي غربيًا وعربيًا، بشكلٍ عام، إذ أن معرفة لغة أخرى تشكل انفتاحًا على آليات وثقافات جديدة تجدد الخطاب النقدي، كي لا يكرر الناقد نفسه، وخاصة أننا عربيًا نحاول إعادة إنتاج خطاب نقدي من آخر ما توصل إليه الغرب".

وختمت خوري: "نحن اليوم نعيش في قرية عالمية، لذلك علينا معرفة كيف يحاول الأدباء تصور العالم، وكيف يجسدون ما يجري في أدبهم، وبالتالي، يمكن الاطلاع مباشرة على أبرز الإنتاج الأدبي والنقدي من دون وسيط".

الروائية السودانية آن الصافي 

يأتي ذلك فيما أكدت الكاتبة الروائية السودانية آن الصافي، أهمية امتلاك لغة أخرى، حيث تفتح اللغات الأبواب لثقافات وعقول وتجارب متنوعة، وفي ذلك كنوز لا تحصى. 

ولفتت الصافي، إلى أن هناك مراجع نقدية مهمة نشرت قبل عقد عقدين من الزمان ولم تترجم للعربية بعد، وهذا يرجع إلى حركة الترجمة البطيئة والمحصورة في ما يصل إلى يد المترجم.

أحمد الصغير 

بدوره، قال الناقد والأكاديمي دكتور أحمد الصغير: "ينبغي على الناقد أن يتقن أكثر من لغة أجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية".

وأضاف الصغير: "في ظني أن اللغة الثانية تفتح الكثير من الأبواب المعرفية أمام الناقد، ولذلك معظم نقادنا الكبار في مصر كانوا يتقنون أكثر من لغة غير العربية، أمثال شكري عياد، ومصطفى ناصف، وجابر عصفور، وصلاح فضل، وشاكر عبدالحميد، وهؤلاء جميعًَا يتقنون أكثر من لغة، ولذلك لا أظن أن الناقد الذي لا يقرأ ولا يتابع نظريات الأدب في لغاتها الأصلية يمتلك قدرات من المعرفة". 

وأشار إلى تعليق الشاعر أحمد عايد، بأن الباحثين والنقاد العرب ليس لهم نتاج يُذكر في النظريات العالمية، بل هي محض ترجمات متواضعة، وتطبيقات أكثر تواضعًا، مضيفًا: "النقد للأسف عندنا لا يعتمد على المؤسسات، بل هو عمل فردي بحت يحتاج إلى الدعم والتخطيط المنهجي الدقيق".