رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التغويز اللاهوائي».. أول مشروع لانتاج الكهرباء من المخلفات

وحدة التغويز اللاهوائي
وحدة التغويز اللاهوائي

25 مليون طنًا سنويًا من المخلفات الصلبة البلدية (القمامة) تخرج من محافظات مصر، اتخذت الدولة أولى خطواتها الجادة  لتحويلها إلى طاقة كهربائية نظيفة للاستعاضة بها عن مصادر الطاقة الأخرى الملوثة في محاولة لإصلاح ما أفسدته الأخيرة بالبيئة طوال عقودًا من استخدامها، وجاءت خطوات الدولة تلك من خلال إطلاقها منظومة متكاملة لإدارة المخلفات يأتي ضمنها ما يعرف بـ"التغويز اللاهوائي".
 

فجاء افتتاح وحدة "التغويز اللاهوائي"، بالفيوم ليمثل تحركًا على الأرض نحو الاستفادة من هذا الكم الضخم الذي تنتجه مصر من مخلفات.

كما جاء إنشاء "التغويز اللاهوائي" في إطار مبادرة "حياة كريمة بقرية "قلهانة" بمركز إطسا، ووحدة التغويز اللاهوائي هي أول وحدة من نوعها في جمهورية مصر العربية، لإنتاج الطاقة الكهربائية والسماد الحيوي للأرض الزراعية، من المخلفات الصلبة والزراعية، وجميع المخلفات عدا الزجاج والحديد.

ينتج مشروع وحدة "التغويز اللاهوائي" حوالى من 25% إلى 30% من مدخلات النظام إلى كربون حيوى، ومن المتوقع أن يتم على نطاق أوسع في باقي محافظات الجمهورية نظرًا لكونه مشروع صغير لا يستلزم استثمارات كبيرة، كما سيساهم في تشجيع المستثمرين على الدخول في هذا المجال، وذلك حسب ما قالته الدكتورة ياسمين فؤاد خلال افتتاحها للمشروع بالفيوم، وما يميز تلك الوحدة أنها صغيرة تتسع لحجم يصل على 2.5 طن مخلفات في اليوم، ما يجعلها تقلل الضغط على المحطات الكبيرة، وتكلفتها تبلغ 4 ملايين جنيه.

كما ينتج "التغويز اللاهوائي" 100 كيلو وات /ساعة من الطاقة الكهربائية من 100 كيلو جرام /ساعة من المخلفات، كما يهدف إلى توفير تكنولوجيا صديقة للبيئة تضمن التخلص من المخلفات بشكل آمن، ويستخدم نظام تكنولوجي متطور ذو عائد اقتصادي يضمن الاستدامة.

و‏المشروع كذلك يحد من انتشار الأمراض المعدية الناتجة عن تراكم المخلفات والبعوض، كما يمنع الحرق العشوائي للمخلفات وما ينتج عنه من تلوث للهواء وانتشار الغازات الملوثة، بالإضافة إلى توفيره فرص عمل للشباب في المناطق الريفية.

فكرة "التغويز اللاهوائي" قائمة على تكسير الجزيئات مع الحرارة وفصلها في غياب الهواء وبعد ذلك إعادة تكوينها لتشكيل الغازات وهى خليط من غازات الهيدروجين وأول اكسيد الكربون وبعض غازات الميثان والإيثيلين وثانى أكسيد الكربون، والكربون الحيوي.

في ذات السياق أشار محافظ الفيوم إلى أن المحافظة تعمل على تذليل العقبات أمام المشروعات الخدمية والتنموية بما يعود بالنفع على المواطنين، فقد تم اختيار المكان وتخصيص الأرض لمشروع “التغويز اللاهوائي” بالتنسيق مع وزارة البيئة، كما يجرى حاليًا دراسة تنفيذه بقرية تونس السياحية.

ونفذ مشروع "التغويز اللاهوائي"، مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي، وأوروبا "سيداري"، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ودعم من التعاون الإيطالي، بالتعاون مع وزارة البيئة ومحافظة الفيوم، والإدارات التابعة لها.

كما وفر" التغويز اللاهوائي" 15 فرصة عمل للشباب والفتيات (15 رائد ورائدة أعمال) من الفيوم للعمل في مجال تدوير وتحويل وإدارة المخلفات، كما ساهم في تدريب السيدات على الفصل من المنبع وقد ساعد ذلك على قيام أكثر من 500 سيدة في القرى التي عمل بها المشروع بفصل المخلفات القابلة للتدوير وبيعها للتجار والاستفادة من العائد منها.

وفي إطار هذا المشروع تم توعية 3000 رجل وسيدة بأضرار المخلفات وكيفية الاستفادة منها، كما تم تدريب وتمكين 100 من الشباب والفتيات وتنمية مهاراتهم ليكونوا مؤهلين لريادة الأعمال في مجال الاستثمار في المخلفات.

وتسعى الحكومة المصرية لاستقطاب استثمارات تتجاوز مليار دولار في مجال تدوير المخلّفات لإنتاج الكهرباء، وأقرّت الضوابط المنظمة للاستثمار في مشروعات إنتاج الكهرباء من المخلّفات، وكذلك التعرفة المحددة لبيع الكيلوواط/ساعة المنتج من المشروعات.