رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اصبروا على وزير التعليم!

الفيديوهات التي أذاعتها قنوات جرابيع الإخوان، والمتضمنة لشكاوي بعض أبنائنا من تلامذة الصف الرابع الابتدائي، تدفعنا دفعًا لنقول: اصبروا علي وزير التعليم!
الطريقة التي تحدث بها الأطفال، تضعنا أمام حقيقة مفادها أن طفل اليوم مختلف تمامًا عن طفل الأمس، وبالتالي فإن ما تم التعامل به مع الأجيال السابقة من أساليب تربوية، ومناهج علمية وتعليمية لم يعد صالحًا للتعاطي مع هذا الجيل، فالأساليب الذي استخدمها الأطفال في عرض مشكلتهم، والمصطلحات التي تخللت أحاديثهم، تؤشر جميعها علي أننا أمام جيل جديد واعٍ ومختلف وواعد ومتطور، وهو ما يدلل تمامًا علي رجاحة عقل الوزير وصدق فراسته، وسلامة فكره وصواب قراراته بشأن تحديث منظومة التعليم!
ليس فيما قلناه الآن أي دفاع عن شخص الوزير، وإنما هو دفاع عن الفكر الذي يحمله، وكل ما نطلبه هوالتريث والتأني وعدم الانسياق وراء آراء المشككين أو ادعاءات المغرضين، دون النظرإلي ما طرأ علي عقول أطفالنا من متغيرات، وليست هي المرة الأولي التي نطلب فيها ألا يتعجل البعض في انتقاد المنظومة التعليمية أوالتذمر من قرارات الوزير، فقد سبق لنا أن طالبنا بالأمر نفسه منذ ما يزيد على عامين، عندما هاجم البعض تجربة التابلت،  وقلنا في حينه اصبروا علي "طارق شوقي" ولا تكسروا مجاديفه، ثم أتت جائحة كورونا لتصدق علي كلامنا، وتؤكد نجاح التجربة!
صحيح أن ما تعرضت له الوزارة في عهده من أزمات، وما واجهته من مشكلات هي كثيرة ومتعددة وربما غير مسبوقة، ولكن من المؤكد أنها لم تكن جميعها من صنع الوزير أونتاج سياسته!
فكثافة الأعداد في الفصول، أو نقص عدد المدرسين، أو ضعف الموارد المالية، أو تسريب امتحانات الثانوية، لم تكن مشكلات آنية أو مستجدة أو وليدة، وانما هي قديمة ومتوارثة من عهود كثيرة خلت، ووزراء عديدون، رحلوا عن الوزارة وبقيت الأزمات، ثم زادت عليها المشكلات فبدي الأمر ملفتًا ومثيرًا وملحوظًا،، نظرًا لأهمية الوزارة، كونها بالأصل خدمية يرتبط بها المواطنون بشكل مباشر.
أنا لم أتناول الأزمات أو أناقش المشكلات، وتعمدت أن أبتعد بالحديث عن التابلت والبوكلت والامتحانات الإلكترونية ومحاربة الدروس الخصوصية وإغلاق السناتر التعليمية.. إلخ
وقصدت أن يكون مقتصرًا علي الضجة المثارة حاليًا حول (رابعة ابتدائي) التي تحولت فجأة وبقدرة قادر من مجرد سنة دراسية إلي بعبع وليد لبعبع الثانوية!  
هكذا صورها البعض أو أرادوا أن يصوروها لنا.
نسي أولئك أو تناسوا كل ما قالوه من قبل عن ذكاء الطفل المصري الذي لطالما وصفوه بأنه الأعلي في العالم، وركزوا الآن علي إظهاره بمظهر التلميذ البليد الذي تتعمد الوزارة تعجيزه!
نسوا أحاديثهم في السابق عن براعة المدرسين المصريين، وفضلهم في تعليم أبناءالبلدان المجاورة، وتحدثوا اليوم عن عدم قدرة بعضهم علي فهم أواستيعاب المناهج! 
والله عيب... اللي بيحصل ده عيب!
إن ما تتعرض له وزارة التربية والتعليم الآن، هو حرب ممنهجة هدفها تثبيط همة الوزير وإحباط عزيمته بغرض إفشاله، فلا تسهموا في إنجاحها عن غير قصد، ادعموا فكرة التحديث، وساندوا التجربة، واصبروا علي الوزير!
حفظ الله مصر وأعز أهلها ونصر قائدها وزعيمها .