رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ماعت»: العالم بحاجة إلى تعزيز التسامح أكثر من أى وقت مضى

اليوم العالمي للتسامح
اليوم العالمي للتسامح

نشرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان دراسة بعنوان "سيكولوجية رفض الآخر.. ظاهرة اللاتسامح وتأثيرها على حقوق الإنسان"، بمناسبة مرور 26 عاماً على اعتماد الأمم المتحدة في 16 نوفمبر 1995 يومًا عالميًا للتسامح. 

 وأكدت فيها أن العالم بات بحاجة إلى تعزيز ونشر قيم التسامح أكثر من أي وقت مضى، وذلك في ظل استفحال التعصب وعدم التسامح، ويتجلى هذا الأمر بكل وضوح في تزايد مظاهر كراهية الأجانب والنزاعات القومية العدوانية فضلاً عن انتشار مظاهر التعصب الديني وما يرتبط بها من استبعاد وتهميش للأقليات الدينية من المجتمعات، هذا بالإضافة إلى الإفراط من أعمال العنف والترهيب ضد المعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يتبنون أفكار وآراء سياسية مخالفة للآراء الحكومية، ناهيك عن زيادة موجات الكراهية ضد اللاجئين باعتبارهم يحملون أفكارا مختلفة عن السياق الثقافي والاجتماعي للمجتمعات التي يعيشون بها، يأتي هذا بالتزامن مع استمرار تنامي الأفكار المعادية للنسوية وترى فيها تهديدا حقيقيا لثقافة المجتمع.

وألقت الدراسة الضوء على أهم الجهود الرامية إلى القضاء على ظاهرة التعصب والكراهية والدروس المستفادة مع تلك الجهود وذلك في محاولة منها لوضع جملة من التوصيات قد تكون النواة الأساسية لوضع استراتيجية تسهم في الحد من الظاهرة.

وفى هذا الشأن أكد الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت أيمن عقيل على أن التعصب عملاق يهدد البشرية ويضع العالم قاب قوسين أو أدنى من كارثة إنسانية وشيكة، سيقع العبء الأكبر منها إلى حد بعيد على الفئات الضعيفة لاسيما الأقليات العرقية والدينية واللاجئين والمرأة، وأضاف عقيل أن كثيرا من الجرائم والانتهاكات المروعة التي هزت ضمائر العديد من المواطنين بالعالم عند حدوثها بدأت بقدر كبير من التعصب وعدم التسامح، مستشهدًا بحادثة الإبادة الجماعية المرتكبة ضد أقلية التوتسي في رواندا عام 1994، علاوة على ذلك وجه عقيل ندائه إلى الهيئات والمنظمات الأممية من أجل عمل كل ما في وسعها لإنهاء خطابات التعصب ودعم التسامح، مؤكدًا دور التعليم والتربية من أجل التسامح في مواجهة مظاهر التعصب بأشكالها.

من جانبه قال محمد مختار الباحث بمؤسسة ماعت أن القوة الناعمة لها دور كبير في التغلب على مظاهر التطرف العنيف، فالفن له دور في تصحيح الأفكار العنصرية، فضلاً عن توضيح العواقب الوخيمة لانتشار اللاتسامح بالمجتمعات، وفى ذات الصعيد طالب مختار القادة الدينيون للوقوف عند مسئوليتهم ودعم الحوار والتعايش والتسامح فيما بين كل الأفكار الدينية المختلفة، مشددًا كذلك على دور منظمات المجتمع المدني في التغلب على الفكر المتطرف والعنيف.