رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشعلو الحرائق

وصفهم‭ ‬شاعر‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬الفاجومى‭ ‬أحمد‭ ‬فؤاد‭ ‬نجم‭  ‬قائلاً‭ ‬‮«‬خلق‭ ‬فاضية‭ ‬وعاملة‭ ‬قاضية‭ ‬وهم‭ ‬موضع‭ ‬الاتهام‮»‬‭ ‬وزادنا‭ ‬من‭ ‬الشعر‭ ‬بيتًا‭ ‬وقال‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬قصائدة‭  ‬‮«‬دقون‭ ‬على‭ ‬الكروش‭.. ‬عرق‭ ‬على‭ ‬القروش‮»‬‭ ‬نبش‭ ‬مشعلو‭ ‬الحرائق‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬السحيق‭ ‬ليظهروا‭ ‬العوار‭ ‬ولهم‭ ‬وعليهم‭ ‬العار‭ ‬ليوم‭ ‬الدين‭.‬‮ ‬

إنهم‭ ‬إخوان‭ ‬العار‭ ‬والخسة‭ ‬لا‭ ‬تنتهى‭ ‬سلاسلهم‭ ‬الهزلية‭ ‬وألاعيبهم‭ ‬الحقيرة‮ ‬

يغيظهم‭ ‬حاضرنا‭ ‬ولن‭ ‬يستطيعوا‭ ‬تشويهه‭ ‬أو‭ ‬النيل‭ ‬منه‭ ‬وفقدوا‭ ‬كل‭ ‬الحيل‭ ‬فعادوا‭ ‬للوراء‭ ‬ولكن‭ ‬عجلة‭ ‬الزمن‭ ‬لن‭ ‬تعود‭ ‬للوراء‭ ‬هى‭ ‬ماضية‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬وراسخة‭ ‬ولا‭ ‬حيلة‭ ‬لهم‭ ‬معها‭ ‬أو‭ ‬فيها‭.‬

التقهقر‭ ‬هو‭ ‬قدر‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأكيد،‭ ‬بل‭ ‬وقدرهم‭ ‬الوحيد،‭ ‬فعادوا‭ ‬بعجلات‭ ‬الزمن‭ ‬وحدهم‭ ‬للوراء‭ ‬ولم‭ ‬يسر‭ ‬معهم‭ ‬أحد‭.‬‮ ‬

عادوا‭ ‬لزمن‭ ‬كثرت‭ ‬فيه‭ ‬الفتن‭ ‬ومحاولات‭ ‬شق‭ ‬الصف‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬المواطنة‮ ‬

التى‭ ‬تتحقق،‭ ‬اليوم،‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬فى‭ ‬حاضرنا‭ ‬المختلف‭ ‬كل‭ ‬الاختلاف‭ ‬والبعيد‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الزمن‭ ‬الغابر‭.‬‮ ‬

لقد‭ ‬ساد‭ ‬القانون‭ ‬وتحقق‭ ‬العدل‭ ‬فى‭ ‬مصرنا‭ ‬وسجن‭ ‬قضاء‭ ‬مصر‭ ‬الحر‭ ‬المتعصب‭ ‬المحرض‭ ‬الكاره‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬إسلام‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬تمزيقه‭ ‬الإنجيل‭ ‬ولم‭ ‬تفلح‭ ‬مياه‭ ‬الغسيل‭ ‬فى‭ ‬خلق‭ ‬فتنة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الزمان‭ ‬وانتصرت‭ ‬مصر‭ ‬كما‭ ‬تنتصر‭ ‬دومًا‭.‬‮ ‬

فمصرنا‭ ‬عصية‭ ‬على‭ ‬التشرذم‭.. ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬أثبتت‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬أن‭ ‬المواسم‭ ‬والأزمان‭ ‬وتعاقب‭ ‬الفصول‭ ‬لا‭ ‬يشتتها‭ ‬ولن‭ ‬تحيد‭ ‬عن‭ ‬بوصلة‭ ‬المواطنة‭.‬

فلا‭ ‬الربيع‭ ‬العربى‭ ‬طالها‭ ‬بسوء،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬ولم‭ ‬تفلح‭ ‬المخططات‭ ‬الخارجية‭ ‬فى‭ ‬الخريف‭ ‬فى‭ ‬تمزيق‭ ‬لحمة‭ ‬شعبها‭ ‬أو‭ ‬إحداث‭ ‬فتنة‭ ‬بين‭ ‬أبنائها‭.. ‬لقد‭ ‬حاول‭ ‬هؤلاء‭ ‬وفشلوا‭ ‬وسيظل‭ ‬الفشل‭ ‬حليفًا‭ ‬أبديًا‭ ‬لهم‭.‬

فمصر‭ ‬هى‭ ‬أرض‭ ‬الحضارات‭ ‬والتوحيد‭ ‬والتقديس‭.‬‮ ‬

مصر‭ ‬لم‭ ‬يكفر‭ ‬أهلها‭ ‬بها‭ ‬ولن‭ ‬يحيدوا‭ ‬أبدًا‭ ‬عن‭ ‬بوصلة‭ ‬التوحيد‭.‬‮ ‬

فأقباط‭ ‬مصر‭ ‬هم‭ ‬فخرها‭.. ‬أقباط‭ ‬مصر‭ ‬يدينون‭ ‬بدين‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمواطنة،‭ ‬كانوا‭ ‬وما‭ ‬زالوا‭ ‬وسيظلون‭ ‬هكذا‭ ‬أبدًا‭ ‬الأقباط‭ ‬المسلمون‭ ‬والأقباط‭ ‬المسيحيون‭ ‬وعلى‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭  ‬يوحدون‭ ‬ويقدسون‭ ‬القيوم‭.‬‮ ‬

ويتقبلهم‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬الركع‭ ‬السجود‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يسجدوا‭ ‬يومًا‭ ‬لله‭ ‬شكرًا‭ ‬أو‭ ‬شماتةً‭ ‬فى‭ ‬هزيمة‭ ‬بلادهم‭.‬‮ ‬

يهرع‭ ‬المصرى‭ ‬صوب‭ ‬بلاده‭ ‬ولا‭ ‬يفقد‭ ‬بوصلته‭ ‬أبدًا‭.‬

يهرع‭ ‬المصرى‭ ‬لبلاده‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬أحوالها‭.. ‬وهى‭ ‬منتفضة‭.. ‬وهى‭ ‬منتصرة‭.. ‬وهى‭ ‬مجروحة‭ ‬بعد‭ ‬نكسة‭ ‬أو‭ ‬هزيمة‭ ‬دومًا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يعقبها‭ ‬النصر‭ ‬المبين‭ ‬والإفاقة‭.. ‬يهرع‭ ‬المصرى‭ ‬لبلاده‭ ‬فى‭ ‬السراء‭ ‬والضراء‭ ‬وينصرها‭ ‬دائمًا‭ ‬ضد‭ ‬الحروب‭ ‬وضد‭ ‬التشرذم‭ ‬وضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬وضد‭ ‬التعصب،‭ ‬بل‭ ‬وضد‭ ‬الوباء،‭ ‬إذ‭ ‬يقف‭ ‬المصرى‭ ‬ليواجه‭ ‬أعباء‭ ‬الحياة‭ ‬وملماتها‭ ‬بثبات‭ ‬واحتساب‭ ‬يقينًا‭ ‬منه‭ ‬بالنصر‭ ‬وببلاده‭ ‬التى‭ ‬سادت‭ ‬وستسود‭ ‬لتملأ‭ ‬الدنيا‭ ‬إبداعًا‭ ‬وطحينًا‭ ‬لا‭ ‬ضجيجًا‭ ‬ستكون‭ ‬مصر‭ ‬دومًا‭ ‬ملء‭ ‬السمع‭ ‬والبصر‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬طيب‭ ‬وخيرٍ‭ ‬وأكيد‭.‬‮ ‬

مصر‭ ‬التى‭ ‬أبهرت‭ ‬العالم‭ ‬بانتصاراتها‭ ‬وبأبنائها‭ ‬وبموكبها‭ ‬الذى‭ ‬وقف‭ ‬الخلق‭ ‬جميعًا‭ ‬ينظرون‭ ‬إليه‭ ‬وينظرون‭ ‬للمصرى‭ ‬وهو‭ ‬يبنى‭ ‬ويستعيد‭ ‬قواعد‭ ‬المجد‭ ‬والتحدى‭ ‬فى‭ ‬حاضره‭ ‬كما‭ ‬فى‭ ‬ماضيه‭.‬

مصر‭ ‬التى‭ ‬عمرها‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬النيل‭ ‬وعمر‭ ‬النيل‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا‭ ‬يؤرخ‭ ‬له‭ ‬بعمر‭ ‬النور‭ ‬الذى‭ ‬شق‭ ‬الظلام‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الخليقة‭.‬

ففى‭ ‬البدء‭ ‬كانت‭ ‬مصر‮ ‬

كانت‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬الكلمة‭ ‬والحق‭ ‬المبين‭ ‬والحقيقة‭ ‬التى‭ ‬احتار‭ ‬فى‭ ‬أمرها‭ ‬الجميع‭ ‬وأعجزتهم‭.. ‬حاك‭ ‬لها‭ ‬أهل‭ ‬الشر‭ ‬المكائد‭ ‬وهى‭ ‬عصيةٌ‭ ‬دومًا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المكائد‭ ‬وتثبت‭ ‬للعالم‭ ‬دائمًا‭ ‬وأبدًا‭ ‬أنها‭ ‬الأقوى‭ ‬وأنها‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬لها‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭.‬‮ ‬

مصر‭ ‬المتيقظة‭ ‬المتأهبة‭ ‬هى‭ ‬دومًا‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬للصد‭ ‬والهجوم‭ ‬أيضًا‭ ‬إن‭ ‬لزم‭ ‬الأمر‭.‬‮ ‬

والناس‭ ‬نيام‭ ‬سددت‭ ‬طائرات‭ ‬مصر‭ ‬ورجالها‭ ‬البواسل،‮ ‬رجال‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬ضربة‭ ‬موجعة‭ ‬وصفعة‭ ‬للإرهابيين‭ ‬فى‭ ‬ليبيا‭ ‬عندما‭ ‬استأسدوا‭ ‬على‭ ‬مواطنينا‭ ‬هنالك‭ ‬وذبحوا‭ ‬الأبرياء‭ ‬بدم‭ ‬بارد‭ ‬نجس‭ ‬فجاء‭ ‬الرد‭ ‬والقصاص‭ ‬سريعًا‭ ‬لأبناء‭ ‬مصر‭ ‬وهيبتها‭ ‬التى‭ ‬لن‭ ‬يطالها‭ ‬آثم‭ ‬أو‭ ‬كاره‭ ‬فمرتزقة‭ ‬القتل‭ ‬والتعصب‭ ‬والفتن‭ ‬يلاقون‭ ‬دومًا‭ ‬جدارًا‭ ‬صلبًا‭ ‬عازلًا‭ ‬يفصل‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬أقباط‭ ‬مصر‭ ‬بمسلميها‭ ‬ومسيحييها‭.. ‬ذلك‭ ‬الجدار‭ ‬الساتر‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬عبوره‭ ‬أو‭ ‬ضربه‭ ‬لأنه‭ ‬ساتر‭ ‬بشرى‭ ‬تحول‭ ‬فيه‭ ‬التراب‭ ‬للحم‭ ‬ودم‭ ‬ودم‭ ‬المصرى‭ ‬غالٍ‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬تمامًا‭ ‬كمعتقده‭ ‬وترابه‭.‬‮ ‬

المصرى‭ ‬ترابه‭ ‬مقدس‭ ‬ودمه‭ ‬مقدس‭ ‬ووطنه‭ ‬عنده‭ ‬خطٌ‭ ‬أحمر‭ ‬سطره‭ ‬بدمائه‭ ‬وتضحياته‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تذهب‭ ‬سدىً،‭ ‬فما‭ ‬عند‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬يضيع‭ ‬ولن‭ ‬يضيع،‭ ‬فأبناء‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬هم‭ ‬السد‭ ‬المنيع‭ ‬الذى‭ ‬يهزم‭ ‬أى‭ ‬عدو‭ ‬يحاول‭ ‬الاقتراب‭ ‬منه،‭ ‬ليظل‭ ‬مشعلو‭ ‬الحرائق‭ ‬حائرون‭ ‬فى‭ ‬التيه‭ ‬يعبثون‭ ‬ولا‭ ‬حيلة‭ ‬لهم‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬هى‭ ‬عند‭ ‬الأقباط‭ ‬من‭ ‬أبنائها‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬توجهاتهم‭ ‬أو‭ ‬عقائدهم‭ ‬تأتى‭ ‬دائمًا‭ ‬فى‭ ‬المقدمة،‭ ‬فمصر‭ ‬أولا‭ ‬وقبل‭ ‬أى‭ ‬شىء‭.‬