رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى تكريس دير السيدة العذراء بالمحرق

 دير السيدة العذراء
دير السيدة العذراء بالمحرق

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بذكرى تكريس دير السيدة العذراء بالمحرق، وقال ماجد كامل الباحث في التراث القبطي وعضو لجنة للتاريخ الكنسي، أنه من أشهر وأقدس الأماكن الأثرية التي ارتبطت باسم السيدة العذراء، هو دير السيدة العذراء المحرق فهو حسب التقليد القبطي المتوارث هو المحطة الأخيرة في رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر، وتحتفل الكنيسة بتذكار تكريس كنيسة العذراء الاثرية في يوم 6 هاتور من الشهر القبطي. 

وتابع الباحث في التراث القبطي، ومن بين المصادر التاريخية التي ذكرت اسم الدير المحرق كتاب أبو المكارم عن الكنائس والأديرة في القرن "12 "بالوجه القبلي،  حيث قال عنها تحت اسم كنيسة العذراء بقوص، هي أول كنيسة بنيت في أرض مصر ومنها رد المسيح إلى مصر ومنها عاد إلى الشام. 

 وأضاف  ماجد كامل، أنه هذه البيعة تعرف بقوس قام وهذه البيعة لطيفة جدا وكان معهم موسي ابن اخ يوسف النجار، وأمره سيدنا المسيح ان يجعل حجر تحت رأسه فعملوه  وللوقت مات ودفن بها وقبالة باب البيعة بئر ماء معين وفي البيعة  حوض حوض يملأ ماء، وكان ذلك في سادس شهر هتور ثم بارك سيدنا المسيح في ماء ذلك البئر.

وواصل كما كتب عنه العلامة المقريزي تحت اسم "دير المحرق " حيث قال " تزعم النصارى أن المسيح عليه السلام أقام في موضعه ستة أشهر وأياما، له عيد عظيم يعرف بعيد الزيتونة ؛وعيد العنصرة يجتمع فيه عالم كبير، و  كتب عنه الرحالة الشهير فانسليب ( 1635- 1679 ) في كتابه الشهير "تقرير الحالة الحاضرة لمصر 1671 "  حيث قال عنه في برية قسقام ؛دير المحرق الشهير ؛حيث أقام فترة سيدنا مع أمه الكلية القداسة ؛ والقديس يوسف ؛ومريم وسالومي " .


وتابع" كامل"، ودير المحرق هو أكبر الأديرة المصرية وتم بناؤه بالقرب من الجبيل الغربي، الذي حمل إسم المدينة أو القرية القريبة، وبذلك قيل أن قسقام والمحرق يمكن أن يقال عنهما أنهما في نفس المكان . 

ولقد قام فانسليب بزيارة قسقام لمدة شهر سنة 1664 م، ويشير إلي أن تلك القرية خربة ؛وأنه لم يبق منها سوي دير المحرق ؛ الذي قابل صعابا كثيرة أيضا عبر التاريخ " كما كتب عنه أيضا المتنيح الانبا صموئيل أسقف القناطر الخيرية في موسوعته الخالدة " دليل الكنائس والأديرة من الجيزة إلي أسوان " تحت أسم "دير السيدة العذراء المحرق بالقوصية "،  وتحت رقم (82 ) فقال عنه " من أهم المزارت المسيحية في صعيد مصر حيث تذكر جميع ميامر مجيء السيد المسيح إلي أرض مصر أن العائلة المقدسة شرفت هذا المكان ببقائها فيه أكثر من ستة أشهر واشترك السيد المسيح بنفسه في تدشين المذبح الباقي بنفس شكله حتي الان .

واستكمل، أما الكنيسة الأثرية بالدير فقد طرأت عليها تغييرات كثيرة في عصور مختلفة والمباني الحالية يرجع معظمها للقرن 13 م وبها بعض الأحجبة المطعمة القديمة وبعض الأيقونات، ويمتاز شكل الكنيسة بوجود حجرتين علي جانبي الهيكل لا يستخدمان  كهياكل بل حجرات لوازم الخدمة  . أما الحصن القديم  الذي يعد من أقدم المباني بالدير بعد الكنيسة فهو يعد من أصغر حصون الأديرة لقرب الدير من العمران ويوجد به كنيسة الملاك وكثير من الأيقونات القديمة،  وترجع أسوار مباني الدير لعصر حديث في أوائل القرن 20 . ويقع الدير غرب القوصية ب 10 كم ويوجد طريق آخر من منفلوط ويبعد عنها 23 كم . وقد ذكر الدير أبو المكارم (قرن 12) والمقريزي (قرن 15).


وتابع: أيضا من الكتب الهامة التي كتبت عن الدير المحرق كتاب "تاريخ الرهبنة والديرية في مصر وآثارهما  الإنسانية عن العالم " حيث كتب عن الدير المحرق فقال عنه " أنه يوجد به ستة كنائس أساسية هي:
1- كنيسة العذراء: وتوجد في الجهة الغربية من الدير وهيكلها هو نفس الغرفة التي سكنتها العائلة المقدسة .
2- كنيسة القديس تكلا هيمانوت الحبشي: وكانت فوق سطح الكنيسة الأثرية وكان الرهبان الاحباش يصلون فيها ؛ ولكنها أزيلت عام 1936 خشية من تأثيرها علي الكنيسة الأثرية . 
3- كنيسة يوحنا المعمدان: وتقع في الجهة البحرية من كنيسة العذراء .
4- كنيسة  رئيس الملائكة ميخائيل: وتوجد في الطابق الأعلي من الحصن الأثري .
5- كنيسة القديس مارجرجس: وتقع جنوب الكنيسة الأثرية وقد شيدت عام 1800 م .
6- كنيسة العذراء الجديدة: ولقد أنشئت خارج أسوار الدير الأثري في عهد رئيس الدير الراحل القمص قزمان بشاي .

وواصل أيضا يوجد  تقليد متوارث عن الآباء الرهبان أن الصلاة في هذا المذبح بالذات يجب أن تتلي بالكامل باللغة القبطية ؛ـاحتراما لحروم الآباء السابقين الذي منعوا أن يتلي القداس في هذه الكنيسة بغير اللغة القبطية .


وواصل: وحول علاقة الإثيوبيين بالدير يذكر الأنبا غريغوريوس أن الملكة منتواب ملكة أثيوبيا حضرت خصيصا لزيارة الدير ؛ ونقلت معها أكياسا مملؤة من تراب الدير، ومزجتها بمواد البناء لإقامة كنيسة هناك  سميت "كنيسة جبل قسقام " ووضعت جزء من تراب الدير المحرق تحت مذبح الكنيسة.

  كما أمرت الملكة بصوم لمدة 40 يوم يعرف إلي اليوم "بصوم قسقام " يبدأ من 7 أكتوبر الي 17 نوفمبر وهو عيد تدشين الكنيسة الأثرية بدير المحرق (6 هاتور وللعلم أن الرهبان السبعة الذين خرجوا بالمسيحية في ايرلندا ؛ كانوا أصلا من رهبان دير المحرق