رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فاينانشيال تايمز»: الهند والصين أضعفتا جهود إنهاء دعم الفحم والوقود الأحفوري

مؤتمر الأمم المتحدة
مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ

قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر، اليوم الأحد، إن تدخل الهند والصين في اللحظات الأخيرة من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب-26"، الذي أُختتمت فعالياته يوم أمس الأول في مدينة جلاسكو الاسكتلندية، أضعف الجهود المبذولة لإنهاء دعم طاقة الفحم والوقود الأحفوري وإدراجها في ميثاق جلاسكو للمناخ.
وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني - أنه رغم توافق الحكومات على تسريع العمل المناخي، إلا أنها فشلت في حل الانقسامات العميقة في اتفاق جلاسكو؛ حيث وافقت البلدان على "الخفض التدريجي" بدلاً من "التخلص التدريجي" من الفحم، وهي صياغة تم تخفيفها عدة مرات خلال الأسبوع الماضي.
وفي الساعة التي سبقت الجلسة العامة الختامية للمؤتمر، كان هناك مشاحنات محمومة في اللحظة الأخيرة بين الوفود، وكان التغيير النهائي، الذي اقترحته الهند والصين معًا، هو التعديل الوحيد الذي تم إجراؤه على نص البيان الختامي.
وقدم رئيس المؤتمر ألوك شارما اعتذاره عن التغييرات التي أحلت في الصياغة المتأخرة في الأقسام الهامة، قائلاً إنه "آسف بشدة" لكيفية اختتام الحدث، مضيفًا "اسمحوا لي فقط أن أقول لجميع المندوبين إنني أعتذر عن الطريقة التي سارت بها هذه العملية. أنا أتفهم أيضًا خيبة الأمل العميقة، لكنني أعتقد، كما أشرت، أنه من الضروري أيضًا حماية تعهدات المؤتمر".
مع ذلك، أبرزت الصحيفة البريطانية أن المؤتمر ساهم في التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الخلافية الهامة الأخرى المدرجة على جدول أعماله، بما في ذلك كيفية قيام الدول بالإبلاغ عن انبعاثاتها وقواعد أسواق الكربون العالمية، كما ألزم اتفاق جلاسكو الأطراف الـ 197 في اتفاق باريس للمناخ بـ "تسريع الجهود نحو الخفض التدريجي من طاقة الفحم بلا هوادة والتخلص التدريجي من دعم الوقود الأحفوري غير الفعال".
وأضافت أنه "في حين كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إدراج الوقود الأحفوري في اتفاقيات مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ، ولم يكن من المتوقع أن يستمر التعهد حتى الاتفاق النهائي للمؤتمر، كانت هناك خيبة أمل في العملية التي سمحت للهند والصين، بدعم من جنوب إفريقيا وبوليفيا وإيران، بتغيير موقفهما".
من جانبه، قال وزير البيئة الهندي بوبندر ياداف في خطاب سابق:" كيف يمكن لأي شخص أن يتوقع أن تقدم الدول النامية وعودًا بشأن التخلص التدريجي من دعم الفحم والوقود الأحفوري. حيث لا يزال يتعين على البلدان النامية التعامل مع أجندة الحد من الفقر"، الأمر الذي أثار رد فعل حادا من سويسرا، التي أعربت عن "خيبة أملها العميقة نتيجة لعملية غير شفافة".
وقال:"لسنا بحاجة إلى الخفض التدريجي من الفحم ولكن إلى التخلص التدريجي منه، حيث أن الأول لن يقربنا من هدف 1.5 درجة مئوية [الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية]، ولكن سيجعل الوصول إليه أكثر صعوبة".
ولفت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى أن الاتفاق جلاسكو "عكس المصالح والظروف والتناقضات وحالة الإرادة السياسية في العالم اليوم، ولكن لسوء الحظ، لم تكن الإرادة السياسية الجماعية كافية للتغلب على بعض التناقضات العميقة".
وأشار جوتيريش إلى أن الاتفاق ألزم البلدان بتعزيز أهداف خفض الانبعاثات لعام 2030 بحلول نهاية عام 2022 وطلب من الدول الغنية "على الأقل مضاعفة" تمويلها للدول النامية لتحقيق هذا الهدف بحلول عام 2025 ومساعدتها على التكيف مع تغير المناخ من مستويات عام 2019.
وقال آني داسجوبتا رئيس معهد الموارد العالمية:"على الرغم من أننا لم نسر على المسار الصحيح بعد، فإن التقدم الذي تم إحرازه خلال العام الماضي وحاليا خلال قمة (كوب 26) يوفر أساسًا قويًا للبناء عليه. والاختبار الحقيقي الآن هو ما إذا كانت البلدان تسرع من جهودها وتُترجم التزاماتها إلى أفعال".
وقبل أيام قليلة من الموافقة على اتفاق جلاسكو، اقترحت مجموعة الدول النامية الـ77 صندوقًا جديدًا للخسائر والأضرار تتكفل به الدول الغنية، غير أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما عارضوا بشدة الصندوق، والتزم النص النهائي بدلاً من ذلك بتوفير الموارد لهيئة تقدم الدعم الفني.