رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير ألماني: الحرب في إثيوبيا تُنذر بتفكك الدولة

 الحرب في إثيوبيا
الحرب في إثيوبيا

حذرت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية، من أن حرب أهلية طاحنة تلوح في الأفق في إثيوبيا، تهدد بحمام دم مريع وتفكك الدولة إلى عدة دويلات لا تجمعها إلا الكراهية العرقية الشديدة.

وأشارت، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أن جهات إقليمية ودولية عدة توقعت أن ما ستؤول إليه الأحداث في إثيوبيا ستكون كارثية؛ ما قد ينجم عنه "حرب أهلية يثير لهيب نيرانها قلق الجيران"، مع اشتداد حدة المعارك في الأسابيع الأخيرة وسط تهديد قوات تيجراى وحلفائها بالتقدم نحو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وإعلان الحكومة حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد. 

ونقلت الشبكة عن الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، قولها لمجلس الأمن، إن الصراع المستمر منذ عام في إقليم تيجراي الإثيوبي بلغ مستويات "كارثية"، مضيفة أن "خطر انزلاق البلاد إلى حرب أهلية متنامية حقيقي تماماً". 

وأوضحت أن النزاع في تيجراي دخل منعطفًا جديدًا الشهر الماضي مع قيام طائرات الجيش الإثيوبي بشن ضربات جوية على ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي، مطلقة حملة قصف عنيفة، بالتزامن مع ورود أنباء عن عمليات اغتصاب وقتل ونهب واسعة من جانب القوات الإثيوبية. 

وأضافت "يُخشى أن تقترب البلاد من مذابح مروعة قد لا يتمكن أحد من إيقافها قريباً، حيث تقف قوات تيجراي على أعتاب العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وسط أجواء شديدة التوتر تعم البلاد، وأنباء عن اقتراب سقوط العاصمة". 

وتابعت "اليوم تحبس أديس أبابا أنفاسها والمروحيات العسكرية تحوم فوق في أجزاء من المدينة. وتسيطر حالة من الغموض والخوف على الحياة اليومية في العاصمة الإثيوبية، فبعد مرور عام واحد وصلت الحرب إلى قلب ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان". 

فيما نقلت عن ميشائيل تروستر، مدير مؤسسة "فريدريش إيبرت" في إثيوبيا، قوله إنه "بعد 12 شهراً من الصراع في إثيوبيا، يعاني سكان العاصمة من أزمة اقتصادية مع تضخم هائل يضغط على أنفاس المواطنين يومياً" 

أزمة إنسانية خطيرة 

ولفتت إلى أن الصراع تسبب في أزمة إنسانية خطيرة في البلاد، حيث أصبح يعتمد ملايين الأشخاص في تيجراي على المساعدات، مؤكدة أن الحكومة الإثيوبية التي تعد طرفاً رئيسيًا في الصراع تتعرض لانتقادات شديدة بسبب ارتكابها انتهاكات حقوقية مريعة ضد المدنيين، ودفعت تلك الانتهاكات إلى وقف المانحون الغربيون، وخاصة الولايات المتحدة، الكثير من المساعدات لإثيوبيا. 

واختتمت بالإشارة إلى أن "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وحليفها العسكري جيش تحرير أورومو يقفان على بعد أقل من 400 كيلومتر عن العاصمة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، وفي الشرق يريدون قطع طريق الإمدادات الذي يصل المدينة بالميناء المهم في دولة جيبوتي المجاورة، حتى أصبح الناس يتساءلون (متى ستسقط العاصمة؟)".