رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. أبرز المعلومات عن البابا يوساب الثاني البطريرك 115

البابا يوساب الثاني
البابا يوساب الثاني

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا بذكري رحيل البابا يوساب الثاني، بابا الكنيسة القبطية الـ115.

 وقال ماجد كامل، الباحث في التراث القبطي، من بين باباوات الكنيسة  القبطية الذين تعرضوا لظلم شديد،  يأتي ذكر البابا يوساب الثاني من بين هؤلاء وحسبما ذكر القمص تاوضروس السرياني (  1911 – 1938  ) في كتابه " تاريخ  البطاركة  - الجزء الثالث " أنه ولد في قرية دير الشهيد فيلوثاوس بالنغاميش من أعمال مركز البلينا محافظة سوهاج خلال عام 1876 وعندما بلغ  عمره 18 سنة، توجه إلي دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر وتسمي بأسم " الراهب إقلاديوس الأنطوني ". 

 وأضاف الباحث القبطي، وفي الدير عكف علي القراءة ودراسة المخطوطات والكتب بشغف كبير، ولما كان الأنبا يوأنس مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية ( البابا يوأنس التاسع عشر فيما بعد ) مهتما بتعليم وتثقيف الرهبان، ألحقه بمدرسة الرهبان اللاهوتية بالإسكندرية ؛ ولما لمس نبوغه الزائد ؛ أرسله في بعثة علي نفقته الخاصة إلي  مدرسة ريزاريس في أثينا ؛ وكان معه في نفس الدفعة الراهب اخريستوفروس الذي صار فيما بعد مطرانا للروم الآرثوذكس في الزقازيق . 

- انتخابه بطريركا للروم الأرثوذكس

  ثم انتخب بطريركا للروم الآرثوذكس في 25 يونيو 1939 ؛ كما كان معه أيضا ستة من الآباء الرهيان  منهم الراهب حنا البراموس الذي لم يمكث بأثينا سوي أربعة شهور ؛والجدير بالذكر أن المطران نيكتاروسNictarios of Aegine (1849- 1920 )  مطران الخمس مدن الغربية  للروم الأرثوذكس ومدير المدرسة اللاهوتية في تلك الفترة قد أرسل خطابا لنيافة الأنبا يؤانس جاء فيه " ها نحمل اليوم مرسلين حامل هذا ولدكم الراهب اقلاديوس الانطوني ونشهد علنا بان مدة وجوده عندنا بالمدرسة كلها كانت  علي مايرام من السلوك الحسن ومنتهي الاحتشام واللياقة والغيرة والاجتهاد في حفظ اللغة البونانية وذكاء نادر جدا فيها ومعاملته للتلامذة كانت بغاية الكمال وبتصرف اخوي في غاية الوفاق . ولذا نعبر عن ممنونيتنا وسرورنا منه . أثينا في 13 مايو 1904 " .

وتابع "كامل" ثم عاد بعدها  إلي القاهرة ليرسم أسقفا علي قنا وقوص بأسم " الأنبا لوكاس " وأيضا القمص ميخائيل المقاري الذي قام بطباعة السنكسار القبطي وبني كنيسة العذراء بحلوان، و قد وصل الراهب إقلاديوس إلي أثينا  خلال عام 1902 والتحق فور وصوله بالمدرسة الموفد إليها، وظل بها لمدة ثلاث سنوات حتى تخرج منها في عام 1905، ثم عاد إلي بلاده، ولما علم الأنبا تيموثاوس مطران القدس( 1899- 1925 ) استدعاه هناك ؛ وعينه رئيسا لدير الأقباط في يافا  ثم رقي إلي  منصب رئيس عام أديرة القدس وسائر بلاد فلسطين ؛ ونظرا لتميزه في اللغات والعلاقات المسكونية .

 تمكن من حل المشاكل المتعلقة بالنزاع بين الكنائس المختلفة حول كنيسة القيامة ؛  وجعل كل كنيسة تحتفظ بتقاليدها الخاصة حول القبر المقدس ؛ الأمر الذي نال اعجاب الجنرال ستورس حاكم مدينة القدس وقتها ؛ فأرسل خطابا إلي صديقه مرقس باشا سميكة ( 1864- 1944) يشيد  فيه بفضل القمص إقلاديوس وحسن  تصرفه في معالجة الأمور. 

واستكمل، عندما خلا كرسي جرجا  رشحه  كهنة المدينة ووجهاءها أسقفا عليها، ورفعوا الطلب الي قداسة البابا كيرلس الخامس (  1831- 1927 ) الذي وافق علي الفور، فقام باستدعاء القمص إقلاديوس الأنطوني وسامه أسقفا علي البلينا وجرجا بأسم الأنبا يوساب وكان ذلك في يوم 5 نوفمبر 1920، و ولقد أحتج أعيان مدينة البلينا علي هذه الرسامة ليس اعتراضا علي شخص الأنبا يوساب ؛ ولكن لرغبتهم في الإنفصال الإداري عن مدينة جرجا ؛ وبالفعل أستجاب البابا كيرلس الخامس لطلبهم  وقام بفصل جرجا عن البلينا ورسم لها القمص فيلوثاوس المقاري سكرتيره الخاص أسقفا علي البلينا . 


وواصل، وفي جرجا  اهتم الأنبا يوساب بالتعليم، فأنشأ المدارس المدارس الأولية والثانوية ؛ وشيد كنيسة فاخرة مع دار للمطرانية، ولم يتقاعس مطلقا عن افتقاد شعبه في المدن والقري مما أكتسب محبة الجميع له.

- إنجازات الأنبا يوساب

ويفصل الاستاذ مجدي جرانت كيرلس إنجازات الأنبا يوساب في مطرانية جرجا فيما يلي ( بناء دار للمطرانية في جرجا – بناء كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بجرجا – توسيع وإعادة بناء كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بجرجا –- م وتجديد كنيسة السيدة العذراء مريم– إنشاء وإفتتاح مدرسة الأقباط الأولية بجرجا – تشييد كنائس في قري جرجا – القيام بمشروعات إنشائية في بهجورة وفرشوط – افتقاد الشعب القبطي روحيا وتعليميا ودينيا  - إصلاح العلاقات بين العائلات المتخاصمة.


وتابع كما قام نيافته باستقبال الزعيم الوطني سعد زغلول ( 1859- 1927 )  أثناء رحلته الثانية إلي الصعيد في 18 أكتوبر 1921  - و استقبال العلامة  الأنبا إيسيذوروس (1897- 1942 )، أسقف ورئيس دير البراموس لجرجا  خلال رحلته للصعيد عام 1925

وأضاف خلال عام 1930 ؛ قام البابا يوأنس التاسع عشر بزيارة تاريخية إلى إثيوبيا، فاصطحب معه في الرحلة  بعض المطارنة المعروفين بالاستنارة ؛ فكان من بينهم الأنبا لوكاس مطران قنا وقوص والأنبا يوساب مطران جرجا ؛ وهناك تعرف الأثيوبيين على الأنبا يوساب وأعجبوا به جد، وعندما تم تنصيب الملك تفري إمبراطورا للحبشة بعد وفاة الإمبراطورة  زوديتو في 12 أبريل 1930،  فاوفد البابا يوأنس الأنبا يوساب للقيام بهذه المهمة ؛ فسافر نيافته علي رأس وفد كبير من الكهنة والشمامسة ؛ وقاموا بتتويج الملك تفري إمبراطورا علي أثيوبيا في 2 نوفمبر 1930  بأسم " الإمبراطور هيلالسلاسي الأول إمبراطور أثيوبيا " .

وواصل: وعندما سافر البابا يوأنس التاسع عشر إلى أوربا في شهر يونيو 1935 قام بتعيين الأنبا يوساب نائبا بابويا له، وعندما تنيح البابا يوأنس في 21 يونيو 1942،  اجتمع المجمع المقدس والمجلس الملي، واتفقا علي اختيار الأنبا يوساب قائم مقام البطريرك،  فظل يدير الكنيسة  من هذا المنصب لمدة سنة  وسبعة شهور وستة وعشرين يوما . ويذكر مجدي جرانت كيرلس في كتابه ؛ أنه طالب المجمع المقدس أن لا تقبل الأديرة طالبي الرهبنة إلا بعد الحصول علي شهادة المدرسة الإكليركية ( المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 32 ) .

وتابع: ولقد تم ترشيحه للبطريكية مع الأنبا مكاريوس مطران أسيوط ؛ ولكن جاءت نتيجة الانتخابات لصالح الأنبا مكاريوس ؛ فتم تنصيبه بطريركا في 13 فبراير  1944 


وواصل،  وبعد نياحة البابا مكاريوس الثالث في 31 أغسطس 1945 ،رشح الأنبا يوساب للبطريكية للمرة الثانية ؛ وكان معه في نفس  الترشيح الراهب القمص داود المقاري ( 1894- 1954 )، ولكن جاءت نتيجة الانتخابات لصالح الأنبا يوساب  بأغلبية ساحقة ؛ فتم تنصيبه بطريركا في 26 مايو 1946 بأسم البابا يوساب الثاني في الكنيسة المرقسية الكبري بالأزبكية  ؛ وطبعا شارك في حفل التنصيب كل مطارنة  وأساقفة المجمع المقدس ؛ كما حضر الحفل كبار رجال الدولة ورؤساء الكنائس . ولقد قام الملك فاروق الأول  ( 1920- 1965)  استقبال قداسته في القصر الملكي ؛  ولقد بادر الملك فاروق بسؤال غبطته في أي عهد من الملوك كان معاصرا للبابا يوساب الأول ( 831 – 849 م )  فأجاب علي الفور الخليفة المأمون ( 786- 833 م ) .