رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميسون القاسمي: الكتابة حياة الكاتب التي تجري في شرايينه

ميسون بنت صقر القاسمي
ميسون بنت صقر القاسمي

أكدت الأديبة الإماراتية ميسون بنت صقر القاسمي، أن الكاتب هو ابن كتاباته وابن القراءات، ولا يمكن له أن يتوقف عن الكتابة، أو أن ينأى بنفسه عنها، معتبرةً أن الكتابة هي حياة الكاتب التي تجري في شرايينه، فالخواطر التي تراود الكاتب لا بد وأن يترجمها إلى كلمات، ولا يمكن أن تبقى الكلمات حبيسة وجدان الكاتب أو فكره دون أن يكون لها مكانها على الورق.

جاء ذلك خلال جلسة "صوت من زمن التأسيس"، التي عقدت اليوم ضمن فعاليات الدورة ال 40 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وحاورها فيها الأديب والكاتب سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وحضور نخبة من المثقفين الإماراتيين والعرب.

وعن بداياتها المعرفية والأدبية، قالت ميسون القاسمي: "تكونت بنيتي المعرفية الأولى في بيئة والدي الذي كان شاعراً ومهتماً بالأدب، حيث لم توضع أمامي أي عوائق لاكتساب المعرفة من مصادرها، وكانت مكتبة والدي مصدراً غنياً أدخلني عالم الأدب، واستفدت من أجواء الحرية في اختيار تفضيلاتي التي أرغب بقراءتها، لتكوين مكتبتي الخاصة".

وأشارت ميسون القاسمي إلى أن يومياتهم العائلية في منزل والدها كانت حافلة بالنشاطات الثقافية والفنية، لافتةً إلى أن هذا الوسط العائلي كوّن شخصيتها المستقلة في عالم الكتابة، ومنحها فرصة لم تمنح للكثير قبل عقود ماضية.

وحول العطاء الثقافي على الصعيد المؤسساتي الذي عملت فيه، أوضحت ميسون القاسمي أن بدايات عملها المؤسساتي الحقيقية كانت في المجمع الثقافي في بداية الثمانينيات، أما النقلة النوعية في حياتها المهنية الثقافية فهي فترة عملها في مؤسسة الثقافة والفنون، حيث تعرفت خلالها على قامات عظيمة من رواد الأدب والثقافة من إماراتيين وعرب، أثروا معارفها وآفاقها الثقافية بشكل كبير، مشيرة إلى أنها المرحلة التي وضعتها في بداية طريق الكتابة، حيث أزالت الحواجز التي كانت بينها وبين القلم.

وأضافت ميسون القاسمي: "أرى نفسي في عملي المؤسساتي وأعتبره أحد عوامل البناء والتطوير، ولا أنظر إلى العمل القيادي على أنه ميزة أو فضيلة بمقدار ما أجد أنه مسؤولية تدفعني نحو العمل والإنجاز"، مشيرةً إلى أنها لم تدخل عالم الثقافة من الخارج، وإنما دخلته من وسط ثقافي ورثته عن أمها وجدتها وبيئتها.

وأكدت ميسون القاسمي أن ما يميز الإنسان هو التطور وعبور المراحل، وهذا يجعله متبصراً كل يوم بما هو جديد، وهكذا فإن تجربتها العملية في المجمع الثقافي أثمرت العديد من الأفكار التطويرية للبيئة الثقافية الإماراتية، منها التركيز على المسرح والفنون، وثقافة الطفل، والتشجيع على الترجمة، والاستعانة بالخبراء في هذه الشؤون.

وعن عنصر المكان في حياتها وأدبها، خاصة مع بروزه في كتابها الأخير "مقهى ريش"، أكدت ميسون القاسمي أن المكان لا يمكن أن ينفصل عن الإنسان، خاصة في الزمن الأول، حتى الأدب والثقافة والشعر، يعد المكان عنصراً أصيلاً منه، وأكبر دليل أننا نقول عن المقطوعة الشعرية "بيت".