رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سدود ومحطات توليد كهرباء».. «التنمية» توطد العلاقات بين مصر وتنزانيا

جريدة الدستور

تلبيةً لدعود من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولتعزيز العلاقات المصرية والتنزانية، وصلت رئيسة تنزانيا سامية حسن، إلى مصر، اليوم الأربعاء، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، حسبما افادت مواقع إفريقية. 

ويرصد “الدستور” في هذا التقرير، أبرز ملامح تطوير العلاقات “المصرية- التنزانية”. 

شهدت العلاقات بين مصر وتنزانيا في الفترة الأخيرة، تطورات جديدة وكبيرة في كافة المجالات منذ عام 2014، حيث تساهم مصر في دعم جهود التنمية في تنزانيا عبر توفير الخبرات والإمكانات اللازمة في شتى المجالات، وتسعى تنزانيا الي دعم دور مصر التاريخي في أنشطة الاتحاد الإفريقي. 

ويربط مصر وتنزانيا علاقات تاريخية وثيقة، ورصيد كبير من المصالح المشتركة بين الشعبين، والرغبة المصرية التنزانية في التعاون من أجل التنمية، والسعي للمساهمة في تححقيق السلام والاستقرار في منطقة شرق إفريقيا. 

تطور العلاقات المصرية التنزانية

 في عام 2017، وخلال قمة الاتحاد الإفريقي الـ 28 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يناير 2017، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس التنزاني جون ماجوفولي.

 وأعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر لتطوير التعاون مع تنزانيا في شتى المجالات والعمل على زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بينهما، وكذلك أكد أهمية تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين في ظل التحديات المشتركة القائمة، ولاسيما خطر الإرهاب الذي يُشكل تهديدا للقارة الأفريقية بأكملها.

ومن جانبه، أكد الرئيس جون ماجوفولي حرص تنزانيا على تطوير العلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمعها بمصر على مختلف الأصعدة، مشيدًا باستعادة مصر لدورها القيادي في أفريقيا، فضلاً عما تم إنجازه في مصر على صعيد تحقيق التنمية والاستقرار خلال العامين الماضيين.

كما أعرب الرئيس التنزاني عن تقدير بلاده للدعم الفني الذي تقدمه مصر لأبناء تنزانيا في مجال بناء القدرات والتدريب.

تعزيز التعاون

وفي عام 2020، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا مع السيدة سامية حسن، رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، بأن الرئيس جدد التهنئة للرئيسة التنزانية لتوليها منصبها الجديد، والتمنيات بخالص التوفيق والنجاح في أداء مهامها.

زيادة التبادل التجاري

كما أكد الرئيس السيسي خصوصية وتاريخية العلاقات المصرية التنزانية، وما شهدته من تطور متنامي في أعقاب زيارة سيادته إلى العاصمة دار السلام في 2017، والتطلع للتباحث والتعاون مع الرئيسة التنزانية من أجل تعزيز تلك العلاقات في مختلف المجالات بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين، خاصة ما يتعلق بزيادة التبادل التجاري مع الجانب التنزاني، وتطوير البنية التحتية وتوفير الدعم الفني وبناء القدرات.

ومن جانبها؛ أعربت الرئيسة التنزانية عن تقديرها الكبير لمصر وشعبها وقيادتها، مشيرةً إلى وجود آفاق واسعة لتطوير العلاقات ودفع أطر التعاون المشترك بين مصر وتنزانيا، ومشيدةً بالدعم المصري للجهود التنموية التنزانية، خاصةً من خلال مشروع إنشاء سد “جوليوس نيريري”، والذي يمثل نموذجاً يعكس عمق العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، إلى جانب أنه يعد من أكبر المشروعات القومية في تنزانيا.

مصر تشارك في تشييد سد بتنزانيا

تساهم مصر في دعم جهود التنمية في تنزانيا عبر توفير الخبرات والإمكانات اللازمة في شتى المجالات، ومن أبرز تلك الجهود مشروع إنشاء سد ومحطة "جيوليوس نيريري" لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجاوات على نهر "روفيجي"، وهو نموذجًا لدعم مصر حقوق الدول الأفريقية ودول حوض النيل في تحقيق الاستغلال الأمثل لمواردها المائية بما لا يؤثر سلبا على حقوق ومقدرات الآخرين.

سد ومحطة جيوليوس نيريري

واستند المشروع الي شركات مصرية بتكلفة 2.9 مليار دولار في ديسمبر عام 2018، بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنيفذ سد ومحطة جيوليوس نيريري في تنزانيا على أعلى مستوى، ليكون معبرا عن قدرة قطاع المقاولات المصرية على إنجاز المشروعات الكبرى بأعلى جودة.
وكانت محطة توليد الطاقة محل دراسة لدى الحكومة التنزانية منذ الستينيات من القرن الماضي، وفي ديسمبر 2018، أسندتها في مناقصة عالمية إلى التحالف المصري المشترك بين شركتي "المقاولون العرب" و"السويدي إليكتريك" بتكلفة 2.9 مليار دولار.

ومنذ ذلك الحين، واجه منفذو المشروع عدة تحديات، أبرزها حدوث أربعة فيضانات منذ ديسمبر 2019 وحتى مارس الماضي، لكنهم تمكنوا من إنجاز جزء كبير منه.

ويبلغ عدد العمال في السد والمحطة حوالي 5233 عاملا من بينهم 526 عاملا مصريا، و3974 عاملا تنزانيا، و733 عاملا أجنبيا من دول أخرى.

ويهدف المشروع إلى توليد طاقة بقدرة 2115 ميجاوات، حيث سيتم نقل الطاقة المتولدة منه عبر خطوط جهد 400 ك فولت، على أن تدمج مع شبكة الكهرباء العمومية، بينما يتحكم سد "جيوليوس نيريري" في الفيضان لحماية البيئة المحيطة من مخاطر السيول والمستنقعات ولتخزين حوالي 34 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة مستحدثة بما يضمن توافر المياه بشكل دائم على مدار العام لأغراض الزراعة والصيد، والحفاظ على الحياة البرية المحيطة في أكبر محمية طبيعية بإفريقيا، وواحدة من أكبر المحميات في العالم.

بدء تركيب أول أجزاء توربينات توليد الطاقة الكهرومائي

أعلن الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان و المرافق والمجتمعات العمرانية عن نجاح التحالف المصرى المكون من شركتى المقاولون العرب والسويدي اليكتريك، فى البدء بأعمال تركيب أول أجزاء التوربينة الأولى لتوليد الطاقة الكهرومائية بمشروع سد و محطة جوليوس نيريري الكهرومائية بدولة تنزانيا ،في حضور مسئولى وزارة الطاقة وشركة الكهرباء التنزانية.

وأضاف وزير الإسكان، أن تلك الخطوة تجىء بعد أن تم الانتهاء من الأعمال المدنية المؤهلة لتركيب أجزاء التوربينة الأولى، بينما يبلغ الإجمالى عدد ٩ توربينات تصل سعة التوربينة الواحدة إلى ٢٣٥ ميجا وات بإجمالي ٢١١٥ ميجا وات.

وأشار إلى أنه تجرى الأعمال المدنية بها بالتوازى علي مدار اليوم دون توقف من خلال المهندسين والفنيين المصريين وأشقائهم من التنزانيين.

وأشار وزير الإسكان إلى الاهتمام الكبير والمتابعة المستمرة من جانب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، لهذا المشروع الذى يمثل أهمية كبرى فى إبراز التعاون مع الأشقاء الأفارقة.