رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة: مليار شخص سيواجهون مستويات «مميتة» من الإجهاد الحراري

درجة حرارة
درجة حرارة

كشفت دراسة جديدة، أن مليار شخص ربما يواجهون مستويات مميتة من الإجهاد الحراري، إذا سجل الاحباس الحراري درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة.
والإجهاد الحراري هو مزيج خطير من الحرارة والرطوبة، يتم تحديده من خلال درجة حرارة الكرة الأرضية الرطبة (فهو قياس يأخذ في الاعتبار درجة الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح والإشعاع الشمسي) فوق 32 درجة مئوية.
ويمكن للأشخاص المتأثرين بالإجهاد الحراري، أن يتعرضوا لأعراض الإجهاد مع أعراض التعرق الشديد وسرعة النبض وربما الضغط الإضافي على القلب والأعضاء الأخرى. 

كما يعد أولئك الذين يعانون من ظروف صحية سابقا وكبار السن هم الأكثر عرضة لهذا الخطر المحدق، وكذلك العمال الذين يتطلب عملهم أنشطة بدنيون ويعملون في الخارج.
وبحسب الدراسة -التي نقلتها صحيفة الاندبندنت البريطانية في تقرير عبر موقعها الاليكتروني اليوم الثلاثاء- فإنه في الوقت الحالي، يتأثر 68 مليون شخص حول العالم بالإجهاد الحراري.

غير أن مجموعة من الأكاديميين وعلماء مكتب الأرصاد الجوية البريطاني يقدرون أنه في ظل سيناريو ارتفاع درجات الحرارة بدرجتين مئويا، يمكن أن يزيد عدد الأشخاص الذين يعيشون في ظروف الإجهاد الحراري بمقدار 15 ضعفا.
من جانبه، قال الدكتور آندي هارتلي، رئيس إدارة التأثيرات المناخية في مكتب هيئة الأرصاد الجوية البريطاني: "حاليا يتم استيفاء مقياس (الإجهاد الحراري) في عدة مواقع، مثل أجزاء من الهند، لكن تحليلنا يظهر أنه مع ارتفاع 4 درجات مئوية يمكن أن تضر مخاطر الحرارة الشديدة، بالمواطنين في مساحات شاسعة من معظم قارات العالم ".
وفي ظل ظروف الاحتباس الحراري الجامحة هذه، وجد البحث أيضا أن ما يقرب من نصف سكان العالم سيعانون من الإجهاد الحراري.
وتعليقا على ذلك، أوضح الدكتور آندي ويلتشير وهو رئيس علوم النظام الأرضي وعلوم في مكتب الأرصاد الجوية البريطاني: "بالطبع، سيتمخض تغير المناخ الحاد عن العديد من التأثيرات، وتظهر خرائطنا أن بعض المناطق ستتأثر بعوامل متعددة.
وأضاف "ربما لن يكون من الغريب أن تصبح أجزاء من المناطق المدارية هي الأكثر تضررا مع احتمال مواجهة دول مثل البرازيل وإثيوبيا لتأثيرات أربعة من المخاطر" ومن ثم "فمن الضروري تحقيق خفض سريع للانبعاثات إذا أردنا تجنب أسوأ عواقب لتغير المناخ".
وأشارت الإندبندنت إلى أنه خلال مفاوضات الاسبوع الأول من الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /كوب26/ في جلاسكو، كشف مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري أنه إذا تم الالتزام بالتعهدات التي تم قطعها خلال المفاوضات، فستكون البشرية في طريقها لارتفاع 1.8 درجة مئوية، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
ونسبت الصحيفة إلى البروفيسور ريتشارد بيتس -الذي ترأس الدراسة- قوله : "يظهر هذا التحليل المشترك الجديد الحاجة الملحة للحد من الاحتباس الحراري إلى ما دون درجتين مئويتين".
وأضاف: "كلما ارتفع مستوى الاحتباس الحراري، كلما زادت حدة المخاطر والتهديد الذي تفرضه على حياة الناس، لكن لا يزال من الممكن تجنب هذه المخاطر الأكبر إذا تحركنا الآن".
وأجرى البحث فريق دولي من العلماء في مشروع /هيليكس/ الممول من الاتحاد الأوروبي ، بقيادة جامعة إكستر البريطانية. وتولى مكتب الأرصاد الجوية البريطاني -نيابة عن حكومة المملكة المتحدة- مسؤولية تحليل الأماكن التي تتداخل فيها أكثر التأثيرات شدة.
وتأتي الدراسة في أعقاب تقرير آخر صادر عن مكتب الأرصاد الجوية، نُشر الأسبوع الماضي والذي خلص إلى أن أوروبا يمكن أن تشهد موجات حارة تصل إلى 50 درجة مئوية كل عام بحلول نهاية القرن ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض الانبعاثات.