رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالم يتجرع مرارة قرارات طباعة البنكنوت لمعالجة اختلالات الاقتصاد الأمريكى

الاقتصاد الأمريكي
الاقتصاد الأمريكي

ذكرت صحيفة "الاقتصادية" السعودية اليوم الثلاثاء، أن العالم يتجرع الآن مرارة قرارات طباعة الورق النقدي لمعالجة اختلالات الاقتصاد الأمريكي.
وأشارت الصحيفة - فى افتتاحيتها بعنوان (اختلالات التضخم وجدلية الفائدة) - إلى أن هناك أسئلة تتم مناقشتها الآن على صعيد واسع؛ لفهم القرار الأمريكى، وهي نوع التضخم الذي يظهر لنا في كل السلع بدءا من الطاقة حتى المعيشة، في العالم أجمع؟، وهل هو مؤقت بسبب الاختلالات أم عميق طويل لاختلالات أساسية في هيكل الطلب والإنتاج العالمي؟
وأوضحت إلى أن كل ما فعلته جائحة كورونا هو كشف هذه الاختلالات، ولذلك قرر المركزي الأمريكي تخفيض مشتريات سندات الخزانة التي تبلغ 120 مليار دولار الآن بمقدارعشرة مليارات دولار، ومشتريات الأوراق المالية المدعومة برهون عقارية بمقدار خمسة مليارات دولار في كل من نوفمبر الحالي وديسمبر المقبل.
وأضافت أنه يقصد من ذلك الحد من التدفقات النقدية للأسواق بطريقة منهجية، حيث يختبر ردة فعل الأسواق تجاه كل مرحلة حتى الوصول إلى الصفر بحلول من المشتريات خلال منتصف 2022، فهل يعني ذلك أن "الفيدرالي" لن يخفض الفائدة حتى ذلك الحين؟ مؤكدة أن هذا ما يجعل البعض قلقا بشأن مدى ثقة متخذي القرار بالمركزي الأمريكي بقراءة التضخم ومداه.
وأشارت الصحيفة إلى أنها نشرت تقريرا ناقشت فيه عددا من الباحثين الاقتصاديين لاستجلاء الحالة الراهنة، وفهم الأسباب الكامنة خلف ارتفاع الأسعار الحالي، موضحة أن هناك من يرى أن المشكلة لا تكمن في معدل التضخم، لكن حول طبيعته في حقبة ما بعد الوباء مؤقتا أم دائما.
ولفت واحدة من المستشارين لرئيسة البنك المركزي الأوروبي إلى أن "الفيدرالي الأمريكي" يقاوم رفع أسعار الفائدة على أساس أن التضخم الراهن ناتج عن العقبات التي تواجه سلاسل التوريد، وأنه سينخفض لاحقا، مضيفة أن هذا لا يبدو واقعيا، على حد قولها، لأن "الفيدرالي" تناسى أعواما من سياسات التيسير الكمي التي سمحت بوجود سيولة مالية ضخمة في الأسواق الدولية، وترى أن المركزية التي يتمتع بها الاقتصاد الأمريكي دوليا، مكنته من نقل مشكلاته الداخلية إلى العالم الخارجي.
ورأت الصحيفة في الختام أن التضخم في معناه الواسع هو تناقص القوه الشرائية لوفرة النقد دون مراعاة القيود الاقتصادية لكميات النقد، والآن يتجرع العالم مرارة تلك القرارات من طباعة الورق النقدي لمعالجة اختلالات الاقتصاد الأمريكي، وفي هذا الرأي لا يبدو أن لكورونا علاقة بالتضخم غير أنه أسرع من كشف الستار عن مشكلة كانت ستأتي حتما.