رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«30 يوم مدارس».. كيف نجحت الدولة المصرية فى الاختبار؟

مدارس
مدارس

تحديات كبيرة كانت تواجه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى قبل انطلاق العام الدراسى الجديد، على رأسها جائحة فيروس كورونا المستجد، ولجأت الوزارة إلى آليات مشددة لحماية الطلاب والحفاظ على سلامتهم الصحية عبر الاستعانة بزائرة صحية فى كل مدرسة.

وتتركز مهام الزائرة فى مراقبة الحالة الصحية للطلاب، وفحص الحالات المشتبه فى إصابتها، ورفع الوعى بالإجراءات الاحترازية للوقاية من المرض، ووسائل انتقال العدوى، وطرق العلاج، والتنسيق مع الإدارات الصحية للإبلاغ عن أسماء وهواتف الطلاب المصابين لبحث ومتابعة حالاتهم والمخالطين لهم، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة.

وعقب مرور شهر على انطلاقة العام الدراسى الجديد، تواصلت «الدستور» مع عدد من الزائرات الصحيات بمختلف المحافظات لتسليط الضوء على دورهن فى حماية الطلاب من أى عدوى، والحفاظ على صحتهم.

منى المغاورى:كشف شامل للطلاب.. ومراقبة مستمرة للفصول 

قالت منى المغاورى، زائرة صحية بمعهد فتيات البساتين الأزهرى الإعدادى والثانوى ومعهد حفيظة الألفى الابتدائى، إن عملها لا ينحصر فى مهمة واحدة، بل تتعدد مهامها بداية من ذهابها إلى المدرسة حتى انتهاء فترة العمل.

وأوضحت أنها تتأكد من النظافة الشخصية للتلاميذ، وتشارك فى حملات تطعيم الطلاب ضد مختلف الأمراض، لجميع الصفوف الدراسية، مثل التطعيمات ضد مرض شلل الأطفال، والكشف المبكر عن أمراض الغدة النكافية والأمراض المعدية، كالجديرى وغيرها من الأمراض، من خلال المرور المستمر على الفصول لمراقبة الحالة الصحية للطلاب. 

يهمك أيضا|

خطوات كاملة| استعلام مخالفات نيابة المرور بالرقم القومي على بوابة الحكومة المصرية

وأضافت أنها تجرى كشفًا شاملًا للطلاب الجدد مع قياس الطول وتحديد الوزن واختبار حاستى النظر والسمع، وعند اكتشاف إصابتهم بأى مرض تجهز لهم بطاقات صحية للحصول على العلاج من خلال مستشفيات التأمين الصحى، ولفتت إلى أن مهامها اختلفت نسبيًا بظهور فيروس كورونا، فقد أصبحت تقف يوميًا أثناء الطابور لتوعية الطلاب بضرورة ارتداء الكمامة واستخدام الكحول وحصول ذويهم على اللقاحات، والتنبيه عليهم بعدم المجىء إلى المدرسة إذا خالطوا المصابين أو ظهرت عليهم أعراض الإنفلونزا العادية، ثم تقيس درجة حرارتهم، وإذا لاحظت ارتفاع درجة حرارة أحدهم، تحوله على الفور إلى غرفة العزل بالمدرسة لحين قدوم ذويه لتسلمه، وتنبه عليهم بعزله لحين التأكد من عدم إصابته بالفيروس.

أمل عبدالغنى: تدريبات مكثفة قبل تسلم العمل

كشفت أمل عبدالغنى، زائرة صحية بمدرسة الأحمدية الثانوية بنين بطنطا، عن أنها تعمل فى هذه المهنة منذ ٢٥ عامًا، وأشرفت خلالها على عدة مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية.

وأوضحت أنها مسئولة عن إعطاء التطعيمات للطلاب فى بداية العام الدراسى وعلاج بعض الجروح السطحية البسيطة، التى يصاب بها الطلاب، خاصة فى أثناء حصة الألعاب الرياضية، من خلال استخدامها حقيبة الإسعافات الأولية، مؤكدة أنه فى حالة إصابة الطالب بجروح خطيرة يتم تحويله إلى المستشفيات القريبة رفقة إخصائى اجتماعى.

وأضافت: «ألقى يوميًا إرشادات صحية على الطلاب أثناء تواجدهم بالطابور الصباحى عن طرق الوقاية من فيروس كورونا والحفاظ على التباعد الاجتماعى، وأحيانًا كذلك أُنظم جولات مرورية داخل الفصول لإرشاد الطلاب وتوزيع منشورات توعوية عليهم»، مؤكدة أن الكثير من الطلاب يحرصون على ارتداء الكمامات الطبية والحفاظ على مسافة آمنة بينهم وبين زملائهم.

وأشارت إلى إجراء تثقيف صحى دورى للطلاب أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر والأمراض المناعية، ويتم جمعهم فى يوم محدد، من خلال التواصل معهم هاتفيًا، لتوضيح الاحتياطات الواجب اتباعها لتفادى الإصابة بالفيروس، كونهم الأكثر عرضة للإصابة، فضلًا عن عقد ندوات تثقيفية لرفع الوعى بين الطلاب والعاملين بالمدرسة.

شادية حسين: توعية أصحاب الأمراض المناعية

تخصصت شادية حسين فى العمل كزائرة صحية داخل مدرسة «أبى بكر الصديق» فى المنوفية، فبعد أن كانت تؤدى هذه المهمة فى أكثر من مدرسة، شهدت الفترة الأخيرة تكليف كل زائرة صحية بالعمل فى مدرسة واحدة فقط، بالتنسيق بين مديريتى الصحة والسكان والتربية والتعليم فى المحافظة.

وبحسب ما قالته السيدة الأربعينية لـ«الدستور»، فإنها خضعت لدورات تدريبية مكثفة فى مجال الصحة، قبل بدء عملها فى المدرسة سالفة الذكر، موضحة أنها تعلمت الآليات الصحيحة للتعامل مع أى حالة تظهر عليها أعراض الإصابة بفيروس «كورونا المستجد»، وسبل منع العدوى للمختلطين بها، مع تسلمها جميع مستلزمات الوقاية التى تمكنها من أداء عملها بأمان.

وأضافت: «أعلم جيدًا أهمية عملى، وألتزم بواجبى تجاه كل طالب فى المدرسة، وأمتنع عن الغياب ولو ليوم واحد فقط، حتى لا يتعرض أى طالب لخطر فى غيابى، وأمر بشكل دورى على الفصول للتأكد من سلامتهم وعدم شكواهم من أى أعراض مرضية».

فاطمة السيد: أجهزة الكشف داخل العيادة

ذكرت فاطمة السيد، الزائرة الصحية بمحافظة الغربية، أنها تشرف على ثلاث مدارس بمدينة المحلة الكبرى وقرية المعتمدية، وتقسم مواعيد عملها على المدارس الثلاث على مدار الأسبوع، وتخصص لكل مدرسة يومين فى الأسبوع، لمتابعة صحة الطلاب داخل الفصول، والمرور عليهم بين الحصص المدرسية. وأوضحت أن كل مدرسة لديها عيادة خاصة يتوافر بها جميع الأدوات الطبية والأجهزة المخصصة للكشف على الطلاب، كما تضم جميع الأدوات الوقائية الخاصة بالحماية من فيروس كورونا، مثل الكمامات الطبية والمطهرات الكحولية، وجهاز كشف الحرارة، الذى تعتمد عليه بشكل دائم فى قياس حرارة الطلاب أثناء اليوم الدراسى.

وأضافت: «فى حالة إصابة أى طالب بالفيروس، يجرى حجزه داخل غرفة مخصصة للعزل بالمدرسة، لأنه من غير المسموح لى أن أخرج بالطلاب من المدرسة إلى المستشفى، ويقتصر دورى فقط على تقديم الإجراءات الطبية اللازمة، وإبلاغ مديرية الصحة، التى تتبعها المدرسة، بتفاصيل الحالة المصابة لإجراء اللازم وتوفير عربة الإسعاف لها، ثم التواصل مع ذوى المصاب للحضور وتسجيل بياناتهم».

ولفتت إلى أنها تعقد ندوات صحية داخل المدارس بشكل مستمر لتوعية الطلاب بالأمراض الأخرى، وتتواجد داخل مكتبها بالمدرسة طوال اليوم الدراسى لحين خروج الطلاب منها، حتى تطمئن كليًا أن اليوم الدراسى مر بسلام.

ماجدة محمد: نصائح حول العناية بالنظافة الشخصية 

أكدت ماجدة محمد، زائرة صحية فى مدرسة دمنهور الثانوية الصناعية بنات بمحافظة البحيرة، أنها مسئولة عن الوضع الصحى لجميع طالبات المدرسة، بدءًا من دخولهن إليها حتى عودتهن لمنازلهن.

وذكرت أنها توجه للطالبات نصائح حول طرق العناية بالنظافة الشخصية، قائلة: «أبدأ يومى بكتابة نصيحة توعوية وألقيها أمام الطالبات بإذاعة المدرسة، وأمر على الفصول للاطمئنان على الطالبات صاحبات الأمراض المزمنة، وأتوجه إلى حالات الإعاقة صاحبات الأجهزة التعويضية ومريضات المخ والأعصاب».

وتابعت: «بعد ذلك أذهب إلى غرفة الزيارة الصحية، وأستقبل من تحتاج إلى أدوات نظافة شخصية أو المسكنات أو من تعرضن لجروح سطحية»، مردفة: «أُنبه الطالبات باتباع الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، وأناشدهن بغسل أيديهن بالماء والصابون بشكل مستمر، واستخدام الكحول وارتداء الكمامة الطبية، وأقيس درجة حرارتهن قبل دخولهن الفصل».

شريفة مختار:دورنا مثل المعلمين والأطباء 

قالت شريفة مختار، الزائرة الصحية فى إحدى المدارس التجريبية الابتدائية بمحافظة كفرالشيخ، إنها تتواجد بمكتبها بالمدرسة قبل طابور الصباح، وتتحدث مع الطلاب يوميًا لتوعيتهم بشأن آليات الوقاية من فيروس كورونا، ثم تزور كل الفصول لقياس حرارة الطلاب بها.

وأضافت: «بعد التأكد من أن جميع الطلاب على ما يرام، يخصص لى وقت معين مدته من ربع إلى نصف ساعة لعقد ندوة صحية معهم، وتوعيتهم بأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية، وكذلك أهمية الكشف عن الأمراض الأخرى، مثل ضعف المناعة وضعف السمع والبصر وغيرها».

وتابعت: «فى حالة تعرض أى طالب لإصابة خطرة أو الكشف عن إصابته بفيروس كورونا، نعمل على إبلاغ مديرية الصحة على الفور لإرسال طاقم طبى متخصص، والتعامل مع الحالة المصابة فى أسرع وقت، مع إبلاغ الأهل للقدوم إلى المدرسة ومتابعة حالة الطالب». وأكدت أن دور الزائرة الصحية فى المدارس لم يختف، كما يعتقد البعض، بل أصبح دورًا مهمًا، مثل دور المعلمين فى المدارس والأطباء فى المستشفيات، موضحة أن مسئولية الزائرات زادت كثيرًا فى الآونة الأخيرة، مع انتشار فيروس كورونا المستجد.