رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الطيب» يرد على منتقدى انفتاح الأزهر على المؤسسات الدينية المسيحية

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

قطع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال كلمته باحتفالية «بيت العائلة المصرية»،  بمرور 10 سنوات على تأسيسه، الشكوك والظنون التى تثار للخلط بين تآخي الإسلام والمسيحية فى الدفاع عن حق المواطن المصري في حياة آمنة سالمة مستقرة.

وتابع أن الخلطُ بين هذا التآخي وبين امتزاج هذين الدِّينين، وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكلٍّ منهما وبخاصة فى ظل التوجُّهات التى تدعي أنه يمكن أن يكون هناك دين واحد يسمى بـ«الإبراهيمية»- أو الدين الإبراهيمي وما تطمح إليه هذه الدعوات - فيما يبدو-من مزج اليهودية والمسيحية والإسلام في رسالةٍ واحدة أو دِين واحد يجتمعُ عليه الناس، ويُخلصهم من النزاعات والصراعات التى تُؤدي إلى إزهاق الأرواح وإراقة الدماء والحروب المسلحة بين الناس، بل بين أبناء الدِّين الواحد، والمؤمنين بعقيدةٍ واحدة.

وقال شيخ الأزهر إن هذه الدعوى، مِثلُها مثل دعوى العولمة، ونهاية التاريخ، و«الأخلاق العالمية» وغيرها، وإن كانت تبدو فى ظاهر أمرها كأنها دعوى إلى الاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته، إلَّا أنها، هي نفسَها، دعوةٌ إلى مُصادرة أغلى ما يمتلكُه بنو الإنسانِ وهو: «حرية الاعتقاد» وحرية الإيمان، وحرية الاختيار، وكلُّ ذلك مِمَّا ضمنته الأديان، وأكَّدت عليه في نصوص صريحة واضحة، ثم هي دعوةٌ فيها من أضغاث الأحلام أضعافَ أضعافِ ما فيها من الإدراك الصحيح لحقائق الأمور وطبائعها.

وأضاف الإمام: ومن منطلق إيماننا برسالاتنا السماوية - نُؤمن بأنَّ اجتماع الخلق على دِينٍ واحدٍ أو رسالةٍ سماوية واحدة أمرٌ مستحيل فى العادة التى فطر الله الناس عليها، وكيف لا، واختلافُ الناس، اختلافًا جذريًّا، في ألوانهم وعقائدهم، وعقولهم ولغاتهم، بل في بصمات أصابعِهم وأعينِهم.. كلُّ ذلك حقيقةٌ تاريخية وعلمية، وقبل ذلك هي حقيقة قُرآنية أكَّدها القرآن الكريم ونصَّ على أنَّ الله خلق الناس ليكونوا مختلفين، وأنه لو شاء أن يخلقهم على مِلَّةٍ واحدة أو لونٍ واحد أو لغةٍ واحدة أو إدراك واحد لفعَل.
 
وأشار شيخ الأزهر إلى أن انفتاحَ المشيخة وعلمائه على كنائس مصر ورجالها وقادتها، وفي مقدمتها: الكنيسةُ الأرثوذكسية، وكذلك انفتاح الكنائس المصرية على الأزهر، ليس كما يُصوِّرُه البعض فى محاولةً لإذابة الفوارق بين العقائد والملل والأديان، وواضحٌ أن هذا البعض يَصعُب عليه فهمُ الفرق بين احترام عقيدة الآخَر وبين الإيمان بها.. وفي هذا الإطار يستقيمُ فهمنا لقوله تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256]، وقوله: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة: 48]، وغيرها من آيات القرآن الكريم.
 
وتابع أن انفتاحُ الأزهر على المؤسسات الدِّينيةِ داخل مصر، وخارجها، هو انفتاحٌ من أجل البحث عن المشتركات الإنسانية بين الأديان السماوية، والتعلُّق بها لانتشال الإنسانية من أزمتها المعاصرة، وتحريرها مِمَّا حاق بها من ظلم القادرين، وبغي الأقوياء وغطرسة المتسلِّطين على المستضعفين.