رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

10 نوفمبر الإنجيلية تحيى ذكرى ميلاد مؤسسها مارتن لوثر

مارتن لوثر
مارتن لوثر

تحتفل الكنيسة الإنجيلية 10 نوفمبر الجاري بذكرى ميلاد مؤسسها مارتن لوثر، وهو راهب ألمانى، وقسيس، وأستاذ للاهوت، ومُطلق عصر الإصلاح فى أوروبا، بعد اعتراضه على صكوك الغفران.

ولد مارتن لوثر من لودر هانز ومارغريت نيي يندمان في 10 نوفمبر 1483 في أيسلبن ضمن ألمانيا حاليًا، والتي كانت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ككاثوليكي روماني، وقد عُمّد في صباح اليوم التالي لمولده في عيد القديس مارتن. 

انتقلت عائلته إلى مانسفيلد في 1484، حيث استأجر والده منجمًا للنحاس وشغل منصب واحد من أربعة ممثلين للمدينة في المجلس المحلي. كان له عدد من الأخوة والأخوات، أقربهم لمارتن هو شقيقه جاكوب.

عرف عن هانز لوثر كونه طموحًا، إلى جانب رغبته في أن يرى مارتن ابنه الأكبر محاميًا؛ ولتحقيق هذه الغاية بعث به إلى إحدى المدارس اللاتينيّة في مانسفيلد، ثم إلى ماغديبرغ عام 1497، حيث انضمّ إلى مدرسة يديرها مجموعة من الرهبان على أسس الحياة المشتركة، وأخيرًا إلى إيزنباخ عام 1498.

كان القاسم المشترك بين المدارس الثلاث اعتمادها بشكل مُركّز على ما يدعى «الفنون الثلاثة» أي النحو والبلاغة والمنطق. في عام 1501، حين كان لوثر في سن التاسعة عشر، دخل جامعة إيرفورت - والتي وصفها في وقت لاحق بأنها حانة للجعة وبيت للدعارة -حيث كان نظام التعليم مركزًا، وصفه لوثر بأنه يوم شاق من التعلّم عن ظهر قلب، وغالبًا ما يكون مترافقًا مع تمارين روحيّة. حصل لوثر من جامعة إيرفورت على الماجستير عام 1505.


لوثر في الرهبنة الأوغسطينية

طبقًا لرغبة والده، التحق لوثر بكلية الحقوق في إيرفورت عام 1505، غير أنه بدأ بالتسرب من الدراسة بعد مدة وجيزة تقريبًا واعتبر أن القانون يمثل عدم اليقين، ملتفتًا نحو اللاهوت والفلسفة، ومعربًا عن اهتمام خاص بأرسطو وعدد من الفلاسفة القروسطيين أمثال غابرييل بيال، الذين أثروا على فكره اللاهوتي سيّما من حيث التركيز على استخدام العقل في الدين دون أن يعلو على «الله المحب» والذي لعب الدور المحوري في فكر لوثر اللاهوتي، جنبًا إلى جنب مع اعتقاده بأن البشر لا يمكن أن يتعلموا شيئا عن الله إلا من خلال الوحي الإلهي، وبالتالي أصبح الكتاب المقدس متزايد الأهميّة بالنسبة له.

قرر لوثر أن ينخرط في الرهبنة، وعزا قراره هذا في وقت لاحق إلى حدثٍ له في 2 يوليو 1505، حين نزلت صاعقة بالقرب منه حين كان على ظهر الخيل نتيجة عاصفة رعديّة أثناء عودته إلى الجامعة من منزل ذويه، فصرخ معلنًا أنه إن نجا سيغدو راهبًا، مع التعهد بعدم فسخ النذر أيًا كان.

ربما تكون وفاة اثنين من أصدقائه والحزن الذي أصيب به في أعقاب وفاتهما أثر أيضًا على انخراطه في سلك الرهبنة. في 17 يوليو 1505، ترك كلية القانون، وباع كتبه الدراسية، ودخل دير الرهبنة الأوغسطينية، وقد عبّر والده عن سخطه من تصرف ابنه، بسبب ما اعتبره مضيعة لتعليم لوثر.