رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بين الجوابات وساعي البريد.. فتش عن «الحب» في الخطابات القديمة

فاتن حمامة
فاتن حمامة

لم يكن الحب قديمًا بهذه السهولة الآن، فبعد سنوات من مراقبة الحبيب لحبيبته، يبدأ الحبيب بإرسال جوابات لحبيبته، أو تليغراف، فلم تكن وسائل التواصل الاجتماعي متاحة إلى هذا الحد، فقط يصل بينهما ساعي البريد، وأما الآن فيمكنك بضغطة زر أن تعترف لحبيبتك بمشاعرك: "بحبك" هذه الكلمة التى على الرغم من تغير الأزمنة والأمكنة إلا أنها تظل مستمرة بين البشر، باختلاف وسائلها.

وفي السطور التالية، نسعى إلى "التفتيش" عن الحب قديمًا، بداية من الجوابات والتلغراف، وساعى البريد، ما قبل رسائل الفيس بوك والتليجرام.

حبيبتي فاطمة.. تذكريني دائمًا

كان محمد، يرسل جواباته، المليئة بالحب إلى حبيبته وزوجته فاطمة، ليطمئن عليها، وإلى جزء من الخطاب:

"بني سويف سنة 1934..

زوجتي وحبيبتي وعزيزتي ووحيدتي فاطمة..

حبيبتي فاطمة، تذكريني دائمًا، ولا تنسى دائمًا، إنك في قلبي وإنني في قلبك، وملائكة الرحمة تتولانا، وتحفظنا، سلامي وتحياتي للأسرة جميعها.. قبلاتي من وجنيتكِ.. المخلص محمد".

إنى راجل غلبان وراضي بقليلي وأستاهل المعروف

يرسل أحدهم خطابًا، إلى حبيبته بعدما استلم عمله الجديد، كسكرتير فى إحدى الشركات، حيث أنه بدأ لأول مرة عمله على الآلة الكاتبة، ويبدو عليه السعادة بعدما تعلم مهارات الكتابة على الآلة الكاتبة، ويبدو أن الزوج يمتلك خفة دم رائعة.

وإلى نص الخطاب:

"زوجتى الحبيبة

تحية واحترامًا..

لقد وجدت اليوم بعض الفراغ ولذلك ها أنا أمارس التمرين على الآلة الكاتبة العربية حتى أكون جديرا بالعمل كسكرتير خاص لسيادتكم، أما من ناحية الأتعاب فأنت وذمتك، فإذا أضفنا إلى هذا العمل الجديد يا عزيزتى..

 وما أقوم به من أعمال الكنس والمسح والطبخ ورعاية الزهور والترفيه والنكت (وخلافه) لاتضح أنى زوج لُقطة فعلا يستاهل منك المزيد من الحوافز المادية والنوعية، على كل حال أنت عارفة إنى راجل غلبان وراضى بقليلى وأستاهل المعروف خصوصًا إن لسانى قصير ونظيف وما تخرجش منه العيبة".

اشتقت كثيرًا لمحادثاتنا عن الفن والجمال

وفي خطاب من حبيبة لحبيبها، كان دائمة الحديث مع شريكها عن الفن، سنة 1922

 

"عزيزي

اشتقت كثيرًا لمحادثاتنا عن الفن والجمال..

أدرك مدى انشغالك هذه الفترة، ذهبت بالترام وحدي اليوم

وأفتقدك كثيرًا".

أحب أهديك أغنية وردة (في يوم وليلة)

وهنا جواب "غرامي" من طالبة لحبيبها الطالب في عيد ميلاده عام 1979، وتعبر فيه عن حبها له، وإلى الخطاب:

"حبيبي سامي، كل سنة وانت طيب يا حبيبي وعقبال ميت الف سنة، مليئة بالخير والسعادة".