رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار مخدر «الشابو»: كان يتعاطاه «سفاح الإسماعيلية»

مُخدر الشابو
مُخدر الشابو

شهدت الساعات الماضية جدلا واسعا حول الأسباب التي أدت إلى ذبح شخص لصديقه في الشارع والمعروفة باسم جريمة الإسماعيلية.

وكشفت التحقيقات في الجريمة البشعة التي شغلت الرأي العام عن تعاطي القاتل لمخدر «الشابو»، إذ اعترف المتهم بتناوله خلال الأشهر الأخيرة.

تردد اسم الشابو «كثيرا» في الآونة الأخيرة وسط صرخات من الأهالي خوفا على أبنائهم، فما هو المخدر ومدى تأثيره على مدمنيه؟.

ما هو الشابو؟ 

الشابو أو مايطلق عليه الكريستال أو الآيس هو مخدر جديد كيميائي مركب تفوق خطورته جميع المواد المخدرة، كلمات الدكتور أحمد حسين، استشاري الأمراض النفسية، والمتخصص في علاج الإدمان، موضحًا أن السبب في ذلك كونه مخرباً لجميع أجهزة جسم الإنسان، وعلى رأسها الخلايا العصبية.

يتابع لـ«الدستور» أنه مع بداية تعاطي الشباب له يشعرون بإحساس النشوة والسعادة، ولكن سرعان ما تتحول هذه السعادة إلى سلوك عدواني مفرط للمتعاطي تجاه جميع من حوله، وحتى تجاه نفسه، ويحدث ذلك نتيجة شعوره بهلاوس سمعية وبصرية.

تأثير تعاطى الشابو

أما عن الأعراض التي تظهر على متعاطي «الشابو»، يقول «حسين»: «فقدان الوزن، وسقوط الأسنان، وكذا ارتفاع معدلات دقات القلب، مع التدمير المتواصل لـ الخلايا العصبية»، موضحًا أنه عبر شهور قليلة يتحول مظهر المتعاطي من شاب إلى عجوز.


وعن طبيعة تكوين هذا المخدر، يضيف أنه مخدر كيميائي من أصل غير نباتي، وأول من أجرى تجارب حول المادة التي يُستخرج منها  هو الياباني ناغايوشي ناغي عام 1893، فهذا المخدر يُستخلص من مادة «الأمفيتامين» الكيميائية، واستخدم بشكل واسع في الحرب العالمية الثانية، حين طلبت ألمانيا النازية من عملائها صناعة منشط بكميات كبيرة، لتحسين أداء الجنود والجيوش في الحروب لكي يتمكنوا من هزيمة الأعداء.


ويأخذ المُخدر حسب «حسين» شكل بلورات تشبه الثلج أو الكريستال أثناء تحضيرها، لذا تطلق عليه بعض الأسماء الأخرى مثل الآيس والكريستال، كما أن المخدر يشبه عطر «الشبّة» الذي يستخدم في الكثير من المنازل المصرية للعديد من الأغراض، لذا أوضح أنه كانت ضمن وقائع تهريبه ضبط عبوات «شبّة» شحنت من الخارج، ووُضع في منتصفها بعض جرامات من المخدر.

سعر مخدر الشابو


في الوقت ذاته، كشف الكيميائي علي إبراهيم، أن مخدر الشابو سهل التحضير داخل المعامل الكيميائية، ولكنه يحتاج إلى معامل متكاملة ومتخصصة لإنتاجه، أما عن أسعاره فقال إنه يصل سعر كيلو الجرام منه إلى مليون جنيه مصري، وسعر الجرام الواحد من 1000 إلى 1500 جنيه، لافتا إلى أن تصنيعة ينتشر بدول شرق آسيا، وخاصة الفيليبين، وتايلاند.

 

أما عن اعتقاد البعض بأن تعاطي هذا المُخدر لا يظهر من خلال الفحص الطبي، فقال إن هذا أمر غير صحيح، موضحًا أن مدة بقاء مخدر «الشابو» في الدم في حالة التعاطي تبلغ 12 ساعة، وفي حالة الإدمان يبقى في الدم من يوم إلى ثلاثة أيام، بينما يبقى أثره في البول بين أسبوع وشهر كامل لدى المدمنين.


كيف دخل مخدر «الشابو» مصر؟

كشف اللواء الأسبق عبد المنعم المحمدي، المتخصص في مكافحة المخدرات، عن أن أول دخول للشابو إلى مصر طبقاً لرصد إدارة مكافحة المخدرات بالتنسيق مع شرطة الموانئ، كان بعد ثورة 25 من يناير عام 2011، من خلال بعض العمالة المصرية بعدد من دول المنطقة، نظرًا إلى انتشار الوافدين الآسيويين من الفلبين وتايلاند والصين، بالإضافة إلى بعض الدول العربية.

وأكد «المحمدي» لـ«الدستور» أن أكثر المحافظات التي ينتشر بها المخدر هي محافظات الصعيد وخاصة سوهاج، وأسيوط، نظراً إلى انتشار العمالة المصرية في الخارج بتلك المحافظات.
 

وتابع، أن تجارة المخدر سرعان ما تطورت نظرًا إلى سعره المرتفع بالأسواق المصرية لمروجي المواد المخدرة، لذا أقام عدد من الخارجين عن القانون عدداً من المصانع الصغيرة لإنتاج المخدر داخل مصر، لترويجه على المحافظات والأقاليم، لافتاً إلى أن هذه المصانع جاءت نتيجة نجاح الأجهزة الأمنية في تضييق الخناق على هذا النوع من المخدر بالمنافذ الجوية والبحرية والبرية.

 

وأضاف «المحمدي» أنه قد نجحت شرطة مكافحة المخدرات في ضبط أول مصنع لإنتاج مخدر «الكريستال» بحي الدقي بمحافظة الجيزة، والذي يستعين بطلبة كلية علوم في الإنتاج والترويج.


وارتبط الحديث حاليًا عن مذبحة الإسماعيلية بمخدر «الشابو»، وسبق أن ارتبط بما يعرف بمذبحة الأشقاء بالمخدر ذاته، تلك الواقعة التي حدثت العام الماضي بقرية العضاضية بمركز أبو تشت شمال محافظة قنا، عندما قام شاب ثلاثيني بإطلاق وابل من الرصاص على أشقائه الثلاثة بالمنزل، وبعد التحريات تبين أن الجاني كان يعاني هلاوس سمعية وبصرية وهياجاً عصبياً مستمراً، نتيجة إدمان مخدر «الشابو» لمدة 6 أشهر، كان يحصل عليه عبر عدد من العاملين في الخارج، كما تسبب هذا المخدر في العديد من الحوادث من بينها الكثير من حالات الانتحار.

كيفية التعافي من إدمان «الشابو»؟

وعن كيفية التعافي من إدمان مخدر الشابو قال الدكتور سعيد ابراهيم، أستاذ علاج الإدمان والسموم، إن العلاج من إدمانه  يتطلب مجهوداً مكثفاً، وهو يفوق جهود دعم مدمني المواد المخدرة الأخرى، مشيرًا إلى أن عملية العلاج يجب أن تتم داخل مركز علاج إدمان متخصص، لاستحالة العلاج في المنزل، نظرًا إلى حالة الهياج العصبي الشديدة التي تصيب المرضى بسبب الأعراض الانسحابية، والتي قد تتسبب في انتحار المتعاطي.

كما أضاف سعيد أن علاج مدمن الكريستال يستغرق من 6 إلى 12 شهراً خلالها يمر بها المريض بعدة مراحل تبدأ بمرحلة سحب السموم من الجسم وتتضمن عدد من الأعراض الانسحابية، والمتمثلة في الاكتئاب والهياج العصبي، وزيادة نبضات القلب وغيرها من الأعراض حتى يصل إلى  مرحلة التأهيل الاجتماعي وتجنب الانتكاسة التي تهدف إلى عودته للحياة الطبيعية من دون انتكاسات.