رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المفتي يستقبل السفير الباكستاني بالقاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون الديني

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

استقبل الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم-  السفير ساجد إقبال، سفير باكستان بالقاهرة؛ وذلك لبحث أوجه تعزيز التعاون الإفتائي بين دار الإفتاء المصرية وباكستان.

وهنأ المفتي السفيرَ ساجد إقبال، لاعتماده سفيرًا لدى مصر، متمنيًا له إقامة طيبة في بلده الثاني مصر، كما أعرب عن خالص أمنياته لباكستان بمزيد من التقدم والازدهار والاستقرار، متطلعًا إلى تعزيز التعاون بين البلدين لتصحيح صورة الإسلام والدفاع عنه في مختلف المحافل الدولية.

واستعرض المفتي خلال اللقاء، تاريخَ إنشاء دار الإفتاء المصرية منذ عام 1895، وكيف أصبحت مصدرًا للإشعاع الإفتائي على مستوى العالم، مشيرًا إلى جهود الدار في خدمة الإسلام والمسلمين، وسبل مواجهة الجماعات الإرهابية والفكر المتشدد، وكذلك جهود الدار في تدريب الطلاب والأئمة من العاملين بالحقل الإفتائي وتأهيلهم لمواجهة الآراء المتطرفة والشاذة.

 ووأشار إلى اعتزازه بوجود طلاب من جمهورية باكستان ينهلون من علوم الأزهر الشريف، ويتدربون على شئون الفتوى من خلال البرامج التدريبية لدى دار الإفتاء المصرية.

وأضاف المفتي، أن دار الإفتاء حريصةٌ كلَّ الحرص على أن تقوم بواجبها في تدريب الأئمة والمفتين، عبر برامج تدريبية تهدف إلى إكساب الطلبة مهارات التعامل مع أهم الأفكار، والتيارات المتطرفة، لافتًا النظر إلى أن دار الإفتاء تولي اهتمامًا كبيرًا بالعلوم الحديثة للتدريب على الإفتاء.

كذلك عرض المفتي خلال اللقاء المهام التي تقوم بها إدارات الدار المختلفة من أجل تطوير العمل الإفتائي وضبط الفتوى وتقديم صحيح الدين للناس، مشيرًا إلى توسع الدار في إنشاء الكثير من الإدارات المختصة بشئون الفتوى منذ عام 2013، والاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة بهدف إثراء العمل الإفتائي ومواكبة التطورات الحادثة على مستوى العالم.

وأشار إلى إنشاء الدار مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، الذي أصبح أداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى، حيث يقدم الدعم العملي والفني والشرعي اللازم لتمكين المؤسسة الإفتائية من تحديد الظاهرة وبيان أسبابها وسياقاتها المختلفة.

تناول اللقاء أيضًا الحديث عن إنشاء الدار للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم عام 2015، لخدمة قضايا الإسلام والمسلمين حول العالم، حيث أشار المفتي إلى أن عدد أعضائها ناهز الـ 70 دولة، وتنظِّم مؤتمرًا سنويًّا لمناقشة القضايا الدينية المعاصرة. كما تحدث عن إسهاماتها في الحقل الإفتائي وكيف يتم من خلالها تنفيذ الاستراتيجية الخاصة بمواجهة التطرف والعنف والأفكار التكفيرية وَفق عدد من الأطر والبرامج.

 وأوضح أن الأمانة شرعت في إنشاء مجموعة من المراصد البحثية والإصدارات المرجعية، فضلًا عن المطبوعات التي أَثْرَتْ بشكل كبير العمل الإفتائي خلال السنوات القليلة الماضية، فأطلقت مجلة (Insight) للرد على مجلتَي "دابق" و"رومية"، اللتين يصدرهما تنظم "داعش" الإرهابي باللغة الإنجليزية، وتتناول ردودًا علمية وتفنيدًا شرعيًّا لكافة الشبهات الواردة في إصدارات تنظيم "داعش".

وفي سياق متصل، لفت مفتي الجمهورية النظر إلى إطلاق الدار عددًا من المشروعات الإفتائية الهامة، من بينها المؤشر العالمي للفتوى، وهو أول مؤشر من نوعه في هذا المجال، إضافة إلى إطلاق عدد من الإصدارات، من بينها المَعْلَمةُ المصرية لعلوم الإفتاء التي صدرت في 20 مجلدًا، ومن المتوقع وصولها إلى 60 مجلدًا.

وفي نهاية اللقاء أهدى المفتي السفيرَ الباكستاني مجموعةً من إصدارات الدار الصادرة بلغات أجنبية، مشيدًا بجهود علماء باكستان في نشر الإسلام الوسطى، كما أبدى استعداد دار الإفتاء المصرية الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم العلمي والشرعي لمسلمي باكستان، وأيضًا في مجال تدريب الأئمة على الفتوى ومواجهة الفكر المتطرف.

من جانبه؛ ثمَّن السفير ساجد إقبال، سفير باكستان في مصر، الجهود المبذولة من قِبل دار الإفتاء المصرية على المستويين الداخلي والخارجي، والآليات المبتكرة لتجديد الخطاب الديني. كما أعرب عن اعتزاز شعب باكستان بمكانة مصر والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، شاكرًا جهود مفتي الجمهورية في تذليل الصعاب لتنمية العلاقات الدينية بين البلدين، مبديًا تطلعه إلى تعزيز التعاون الديني والعلمي بين دار الإفتاء وباكستان.