رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مثقفون: الغناء العربى خسر أحد رموزه الخالدة برحيل «صباح فخرى»

صباح فخري
صباح فخري

حالة من الصدمة والحزن، سادت الوسط الثقافي والفني العربي، إثر خبر رحيل الفنان السوري الكبير، صباح فخري، والذي رحل عن عالمنا أمس الثلاثاء، عن عمر ناهز الثامنة والثمانين، حيث نعى الكتّاب والفنانون، فقيد دولة الطرب العربي، عبر حساباتهم الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".  

وقال الشاعر والكاتب جرجس شكري: "لو أن للطرب مملكة لكان السوري صباح فخري سلطانها. وداعا سلطان الغناء الذي أطرب وأمتع الملايين لسنوات طويلة، ليس فقط صاحب الصوت الاستثنائى الذي غنى روائع الشعر العربي بل وصاحب الأداء المدهش، فهو حالة خاصة ونادرة استطاع الغناء علي خشبة المسرح ساعات طويلة. لقد خسر الغناء العربي برحيله أحد رموزه الخالدة".

ومن جانبه، كتب الباحث والمفكر العراقي، خزعل الماجدي، ناعيا صباح فخري: صباح فخري أيقونة الطرب السوري والقدود الحلبية، ملأتَ أيامنا بالجمال والطرب الأصيل، أثركَ خالد يبقى، ويزول الشر والجفاف والقبح عن حياتنا وبلداننا. لترقد روحك في سلام ومحبة، وليرتفع صوتكَ: يارب .. ياعالي شوف عبدك .. وجبرته برضاك وشملته".

وقالت الكاتبة اللبنانية لنا عبد الرحمن: "وداعا صباح فخري، لروحك السلام، سوف يذكرك دائما درب حلب وعلى العقيق اجتمعنا..نحن وسود العيون".

وبدوره قال الروائي اللبناني حسن داود: كانت رحلة طويلة مع عبد الستار، ابتداء بــ"السفير" مرورا بالإقامة في قبرص. أنا في ليماسول وهو في نيقوسيا، وانتهاء بالمستقبل التي تزاملنا فيها ثلاثة عشر عاما. لكننا كنا نميل أكثر إلى الصداقة، تلك التي كنا على الدوام نتساءل لماذا لا نذهب فيها إلى أبعد. ذاك لأن المودة كانت أكثر تطلبا مما كان يُعطى لها.

سلاما يا صديقي عبد الستار، عزائي للعزيزة سلام ولمايا وعزت وعمر . كنا دائما نتبادل أخبار من كنا نسميهم الأولاد.

وقال الناقد الفني وأستاذ السينما بالجامعة الأمريكية، مالك خوري:  صباح فخري، أسطورة أخرى تغيب عنا. إذا كانت حلب الشهباء هي المخزن التاريخي للتراث الموسيقي العربي والنبع الذي استقت منه الموسيقى العربية طوال القرنين الماضيين أواصر لحمتها وابداعها وغزارة تنوعها، فإن صباح فخري كان "التينور" الأسطوري الذي أعاد لهذا التراث بهاءه وجدد حياته طوال ست عقود من العمل الفني الدؤوب والمتفوق تقنيا وجماليا.

وأردف "خوري": فقد أعاد صباح فخري الروح والشعبية لموسيقى الموشحات والقدود الحلبية وأصالتهما في تاريخ الثقافة العربية. لم يصل أحد لمستوى حرفية أداءه للمقامات، ولا لحضوره الكاريزمي ولا أداءه رقصة "السماح" التي كان يزين بها أداءه الغنائي الملحمي.

حضوره كان يفرض احتراما فنيا ووجدانيا فريدا من نوعه على الأخص في تفاعله الغني والوثيق مع جمهوره.في ذاكرتي، تبقى تلك الليلة التي كنت فيها في عداد حضور سهرة غنائية معه في مدينة "أوتاوا" في كندا، حيث أدى موسيقاه أمامنا على مدى ثماني ساعات بدءا من الساعة الثامنة مساء وحتى طلوع الفجر.
هذه الساعات جاءت برَدا على نفسي، فنَزِلَت علي كمن كان يشرب من خمر ذكرى وحضور مئات السنين من أفضل وأنقى ما أفرزته حضارتنا العربية من حب للحياة وللعشق وللجمال الفني والإنساني.غاب صباح فخري... عاش صباح فخري في أصالة عروبتنا وجمالها.

وقال السيناريست والكاتب عبد الرحيم كمال: وداعا فنان العرب الكبير صباح فخري، صاحب الصوت الذي لا شبيه له، وداعا صباح فخري الصوت الذي زين الأشعار والموشحات وكل معنى عربي أصيل وجميل ،رحمه الله رحمة واسعة .