رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنظار تتجه إلى جلاسكو.. الأجندة الكاملة لـ «كوب 26»

كوب 26
كوب 26

تتجه أنظار العالم غدًا الإثنين، إلى مدينة جلاسكو الاسكتلندية لمتابعة قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 26"، يستعد قادة 197 دولة للاجتماع هذا العام، بعد 6 سنوات من مؤتمر المناخ في باريس عام 2015، لبحث التأثيرات الخطيرة الناتجة عن التغيرات المناخية على حياة البشر، ومناقشة الالتزامات الدولية للتقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للحد من تلك التغيرات.

وتضمنت الاتفاقية أن تقدم الدول خطط العمل الخاص بها وكيفية تحقيق أهدافها، وهذا ما ستجري مناقشته في القمة المنتظرة.

أبرز القادة المشاركين

وجاءت أبرز أجندة أيام القمة المناخية: الأحد 31 أكتوبر: سيصل عدد من قادة دول العالم إلى جلاسكو، ومن بينهم قادة مجموعة العشرين المنعقدة في روما حاليا، ومن بين هؤلاء الرئيس الأميريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وتشهد القمة غيابا لقادة بارزين مثل الرئيس الصيني، شي جين بينغ والرئيس الروسي، فلاديمير بوتن.

و سيخصص الوقت الذي يسبق القمة إلى الافتتاح الإجرائي للمفاوضات بشأن الخطوات المطلوبة لتنفيذ مخرجات اتفاقية باريس.

الأجندة الكاملة للقمة

غدا الاثنين يفتتح رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، القمة ثم سيدلي قادة العالم ببياناتهم بشأن استجابة بلدانهم لأزمة المناخ، وسيناقش زعماء العالم سبل التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه والتمويل اللازم لذلك، وتعد هذه المناقشات في صميم أعمال القمة، بالإضافة إلى ما يجب القيام به بشأن اتفاقية باريس للمناخ.

وسيلقي يوم الثلاثاء مزيد من الزعماء بكلماتهم، إلى جانب مناقشة كيفية مساهمة الغابات والأرض في الوصول إلى هدف 1.5 درجة مئوية، وسبل الحياة المستدامة والوفاء بوعود التكيف والتمويل، وفي فترة ما بعد الظهر، سيتحدث القادة ورجال الأعمال عن ابتكار والتقنيات النظيفة، لما لها من دور في مكافحة الاحتباس الحراري.

وسيكون يوم الأربعاء مخصصا للجانب المالي، وسيبدأ بحديث لوزير المالية البريطاني، ريشي سوناك، يستعرض فيه التقدم الذي حدث في تمويل مكافحة التغير المناخي، وخاصة تدفق الأموال من الدول الغنية المسؤولة عن النسبة الأكبر من الانبعاثات إلى الدول النامية لمساعدتها في خفض الانبعاثات.

وكانت هذه القضية شائكة في الماضي، لأن الدول الغنية لم تف بالمبالغ التي وعدت به، وستشهد بقية اليوم مناقشات حول التمويل الخاص للمناخ وكيفية تعزيز الدعم للبلدان النامية.

ويركز اليوم الرابع على الطاقة وخاصة الفحم، وقادت المملكة المتحدة مبادرة الالتزام للتخلص التدريجي من الفحم وتأمل في الحصول على التزامات مماثلة في هذا اليوم.

وستعلن جلستا نقاش، تضم شخصيات حكومية بارزة ومنظمات دولية، عن إجراءات جديدة لتوسيع نطاق الطاقة النظيفة بسرعة وستناقشها.

وستشهد فترة ما بعد الظهر خطابات لوزراء الطاقة من المملكة المتحدة والهند ومن جميع أنحاء العالم بشأن التخلص التدريجي من الفحم على مستوى العالم.

ويطلق الجمعة المقبل "يوم الشباب"، وستقدم اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بيانا شبابيا عالميا، تبرز فيه دورهما في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة وماذا يطلبونه من قادة العالم، وسيبحث الناشطون وقادة الأعمال والوزراء ما يمكن القيام به أكثر لخلق نهج مجتمعي كامل للعمل المناخي.

وستجري مناقشة نتائج قمة الشباب التي عقدت في ميلان الإيطالية في سبتمبر الماضي، التي ركزت على حماية المحيطات.

سيكون العنوان العريض يوم السبت المقبل هو البيئة والأرض، مع تركيز على مشكلة إزالة الغابات، وبعد الظهر، سيكتشف المسؤولون الحكوميون وصانعو السياسات والمزارعون الزراعة المستخدمة والمبادرات المتصلة بالغذاء والتمويل، بالإضافة إلى عرض الابتكارات العلمية التي تحمي الطبيعة.

ويوم الأحد المقبل استراحة للقمة، بينما يخصص يوم الاثنين 8 نوفمبر، من قمة المناخ للتكيف مع الظاهرة المقلقة. والمقصود بالتكيف هو كيفية التعامل مع تغير المناخ بالإجراءات، وهو أمر يعاني من نقص التمويل حتى الآن، رغم وجود خسائر كبيرة نتيجة هذا الأمر.

وستبدأ المناقشات بشهادات من ممثلي المجتمعات المتضررة من التغير المناخي عن تجاربهم بهذا الشأن، وسيحددون ما يطلبونه من الدول للتصرف إزاء تغير المناخ، ومن المتوقع أن يعد المسؤولون ببناء مستقبل أكثر مرونة للتعامل مع أزمة المناخ.

ويستكشف يوم الثلاثاء كيف تتأثر النساء بتغير المناخ وأهمية قيادتهن للاستجابة البشرية لهذه الظاهرة. ويركز جدول أعمال هذا اليوم على المساواة بين الجنسين في العمل المناخي، وفي فترة ما بعد الظهر، سيتم عرض أحدث الابتكارات الرائدة بشأن الطاقة النظيفة.

ويأتي يوم الأربعاء 10 نوفمبر: يوم النقل، حيث ستخصص أعمال القمة للنظر في سوق المركبات عديمة الانبعاثات، وستبحث إنشاء "ممرات شحن خضراء"، رغم صعوبة إزالة الكربون من الشحن، وسيتحدث قادة شركات السيارات الذين التزموا ببيع سيارات خالية من الانبعاثات بنسبة 100٪ بحلول عام 2040 أو قبل ذلك، وقطاع الطيران وصناعة الشحن البري سيكونان مطروحين أيضا على الطاولة.

ويعد يوم الخميس 11 نوفمبر: يوم المدن اليوم الأخير مع برنامج مكرس للمدن والمناطق والبيئة العمراني، التي تولد نحو 40 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية السنوية.

ويوم الجمعة 12 نوفمبر يتوقع أن تنتهي في هذا اليوم المفاوضات بين ممثلي الدول وتختتم أعمال القمة.

 

أهمية القمة

من جانبها أكدت شبكة بي بي سي البريطاني أهمية القمة، باعتبارها تعكس ضرورة تضافر جهود الحكومات للعمل بشكل جماعي وعاجل، بهدف مواجهة الظواهر البيئية التي طرأت على الكوكب خلال السنوات الماضية، ومنها الاحترار الناتج عن انبعاثات الوقود الأحفوري التي يُسببها البشر.

وأضاف التقرير أن بريطانيا على اعتبارها الدولة المضيفة، ستدعم جميع الدول المشاركة في القمة من أجل الالتزام بوصول العالم إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2050، بالإضافة إلى مطالبة قادة العالم بتعهدات محددة بشأن إنهاء استخدام الفحم والسيارات التي تعمل بالبنزين من أجلِ حماية الطبيعة.

وذكرت شبكة يورو نيوز أن قمة جلاسكو ربما تُشكل أجندتها مرجعاً لدول العالم، كي يتم القضاء على تداعيات التغيرات المناخية بصورة نهائية.

حيث يناقش القادة والمسؤولين المشاركون في القمة العديد من القضايا الفنية كأرصدة الكربون، وتمويل الدول المعرضة لتغير المناخ، بجانب القضايا الاجتماعية والمتعلقة بالحلول العملية اللازمة للتكيف مع تأثيرات المناخ.

وأشارت إلى أن الحدث سيتم انعقاده في مكانين، وهما: المنطقة الزرقاء التي تقع في الجزء الغربي من مدينة جلاسكو، ويجرى بها المفاوضات الرسمية حيث تجمع المندوبين والمراقبين من خلال المناقشات والمعارض والأنشطة الثقافية، فيما تُخصص المنطقة الخضراء على الضفة المقابلة لنهر كلايد للجمهور والفنانين والأكاديميين وغيرهم، لتشجيع المشاركة الشعبية وتعزيز المحادثات حول تغير المناخ.

أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فركزت على الآمال التي تبعث بها قمة "كوب 26" لقادة وشعوب العالم من أجل الحد من عواقب التغيرات المناخية، وتقييد ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 1.5 درجة مئوية.

وأشارت الصحيفة إلى أن القمة يستلزم جميع البلدان بخفض الانبعاثات بشكلٍ أسرع وأعمق مما تفعله بالفعل. كما توقعت الصحيفة أن تعزز البلدان الغنية دعمها المالي لمساعدة الدول الأكثر ضعفاً على التكيف مع آثار الاحتباس الحراري، وبناء اقتصادات لا تعتمد على الوقود الأحفوري.

وأكدت شبكة دويتشه فيله الألماني بضرورة انعقاد قمة "كوب 26" بالتزامن مع تفاقم الكوارث البيئية في الدول الغنية والفقيرة على حدٍ سواء، إذ تركز القمة على الدفع بقادة العالم للتحرك سريعاً لخفض انبعاثات بلادهم بموجب اتفاقية باريس الموقع عام 2015، بالأخص بعدما أخفقت الكثير من البلدان في تنفيذ بنوده، والذي كان أبرزها تثبيت تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يسمح للنظام البيئي بأن يتكيف بصورة طبيعية مع تغير المناخ.

من جانبهم اعتبر الكثير من الخبراء والمسؤولين بالحكومات، أن قمة "كوب 26" هي فرصة أخيرة لإنقاذ العالم من التغيرات المناخية التي تنتج عنها ظواهر بيئية كارثية، أو كما وصفها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بكونها نقطة تحولٍ للبشرية، وهو ما يستلزم على الجميع اقتناصها، عبر توحيد الجهود لمكافحة تداعيات التغيرات المناخية، وبدء العد التنازلي للقضاء على ظاهرة الاحتباس الحراري والوصول بالكوكب لـ"صفر انبعاثات".