رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رمّالة».. قصة مهندس بترول يُحارب البطالة بـ«القهوة والبسكويت»

رمالة
رمالة

كثيرة هي القصص التي تتحدث عن البطالة والصعوبة في الحصول على الوظيفة المناسبة والراتب المثالي بعد انتهاء سنوات الدراسة الجامعية، ومن بينها قصة بطلها مهندس البترول الذي أصبح صانعًا للقهوة على الرمال.

محمد النوبي أو الشاطر، كما أصبح معروفًا هو شاب تخرج في الجامعة البريطانية بالقاهرة وانتظر الجميع، وهو أولهم أن يعمل مهندسًا للبترول كما كان تخصصه، ولكن رحلته انتهت سريعًا في البحث عن شركة تحتاج إلى مهندسي بترول حديثي التخرج.

خبرته بالمشروعات الصغيرة لم تكن وليدة اللحظة عندما فكر في صناعة القهوة وبيعها إلى زبائن كورنيش مدينة الأقصر، واعتاد على ذلك وهو بالجامعة، فكان المسئول عن إقامة سحور رمضان، وتنظيم خيم رمضانية لطلاب الجامعة البريطانية برفقة أحد أصدقائه.

تناول الشاطر القهوة لمرات عديدة في حياته قبل أن يتقن صنعها لمدة 5 سنوات متتالية، ولذلك كانت خياره الأول عندما فكر في تأسيس مشروع صغير بعد التخرج، وبدأ في صناعة القهوة وتوصيلها إلى المنازل، ولكن ليست أي قهوة إنها قهوة رمالة.

اختار الشاب أن يسمي مشروعه "رمالة" لأنها تصنع على الرمل، ويستغرق الكوب الواحد 10 دقائق حتى تفوح منها الرائحة الساحرة التي لا تشبه أي قهوة شربها زبائنه من قبل، ولكن المنزل لم يعد مكانًا مناسبًا لتناول تلك القهوة.

اختار محمد مكانًا مناسبًا على الكورنيش، حيث يفضل أهل المدينة والسائحين التجول في ليالي الصيف والاستمتاع بمياه النيل، لتكتمل جلستهم الصغيرة بكوب مميز من القهوة لا يتخطى سعره 10 جنيهات فقط.

بعد فترة قرر مهندس البترول أن يبحث في أعماق عقله عن فكرة جديدة يتفرد بها بين صانعي القهوة في المدينة، فاختار أن يقدمها في كوب مصنوع من البسكوت، لتظهر "كوكيز كوفي" التي لاقت إقبالًا بين الشباب في المدينة، لمذاقها المميز وفكرتها غير المألوفة ولأنها لن تكلفهم أكثر من 25 جنيهًا.

يبدأ زبائنه في الوصول من الساعة الخامسة عصرًا حتى الرابعة فجرًا في ليالي الصيف، ويستمر كل واحد منهم في طلب الأنواع المختلفة التي يقدمها الشاطر، وفي كل مرة لا خيب ظنهم بقهوته المميزة المصنوعة على الرمال الدافئة.