رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاينانشيال تايمز: جازبروم الروسية تعرض على مولدوفا صفقة غاز جديدة

غاز
غاز

قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء، إن شركة "جازبروم" الروسية للغاز اقترحت أن تقوم مولدوفا بتعديل اتفاق التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي وتأجيل إصلاحات سوق الطاقة المتفق عليها مع بروكسل مقابل الحصول على صفقة غاز أرخص للبلاد.

وذكرت الصحيفة (في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني) أن الجمهورية السوفيتية السابقة أعلنت حالة الطوارئ وسط مساعيها لتأمين شحنات كافية من الغاز تُمكنها من تجاوز برودة الشتاء القاسية، بعد أن خفضت شركة جازبروم، التي يسيطر عليها الكرملين، الإمدادات إلى مولدوفا بمقدار الثلث في الشهر الماضي في اعقاب انتهاء عقدها مع مولدوفا والمطالبة بأكثر من ضعف الشروط السابقة للحفاظ على تدفق الغاز.

وفي مفاوضات جرت هذا الشهر، أبلغت جازبروم المسئولين في مولدوفا بأنها ستخفض السعر إذا أبدت بلدهم استعداداً لتعديل اتفاق التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، وذلك حسبما قال أشخاص اطلعوا على المناقشات في تصريحات خاصة للصحيفة مقابل عدم الكشف عن هويتهم.

وأيضاً أرادت جازبروم من مولدوفا تأجيل تنفيذ قواعد الاتحاد الأوروبي التي تتطلب تحرير أسواق الغاز والسماح بمزيد من المنافسة، وقال شخصان تم إطلاعهما على المحادثات إن الكرملين يعتبر مفاوضات الغاز جزءًا من تسوية سياسية أوسع مع مولدوفا بعد أن تولت الرئيسة مايا ساندو السلطة العام الماضي وحقق حزبها المؤيد بشدة للاتحاد الأوروبي نصرًا ساحقًا في الانتخابات التي جرت في يوليو الماضي.

وأشار محللو السوق إلى أن روسيا تستفيد من موقع جازبروم كمورد وحيد لمولدوفا للضغط على الحكومة في كيشيناو، بعدما أعلنت صراحة عزمها الابتعاد عن مدار موسكو باتجاه الغرب.. ويأتي ذلك، حسبما قالت الصحيفة البريطانية، وسط أزمة غاز عالمية أوسع نطاقا دفعت أسعار السوق إلى مستويات قياسية.

وتفضل موسكو أيضًا أن تتخلى مولدوفا عن اتفاقية منطقة التجارة الحرة العميقة والشاملة مع الاتحاد الأوروبي وأن توقع بدلاً من ذلك اتفاقا مماثلا مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي المنافس لبروكسل، من منطلق حقيقة تاريخية تؤكد أن موسكو تعتبر أن مولدوفا تدخل في دائرة نفوذها بل وأنها المدافع الأول عن السكان الناطقين بالروسية في دويلة ترانسنيستريا المنشقة عن مولدوفا، حيث تحتفظ بوحدة عسكرية صغيرة.

وأجرى ديمتري كوزاك، المسئول الكبير في الكرملين الذي يقود علاقات موسكو مع دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، مفاوضات الأسبوع الماضي مع المسئولين في مولدوفا بعد فشلهم في التوصل إلى حل وسط بشأن سعر الغاز.. ومع ذلك، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الشهر التلميحات بأن الكرملين يستخدم إمدادات الغاز الروسي كسلاح سياسي ضد دول أخرى ووصف هذه المزاعم بأنها "هراء كامل".

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، إن عرض جازبروم "تمت معايرته بعناية، وواضح، ومبرر، ومن وجهة نظر التسعير، موات للغاية للجانب المولدوفي".

وتخشى حكومة مولدوفا حدوث اضطرابات جماعية هذا الشتاء إما بسبب نقص الغاز أو ارتفاع أسعار التدفئة والطاقة بشكل لا مفر منه.. ولهذا، ترأست ناتاليا جافريليتا، رئيسة وزراء مولدوفا، وفدا إلى بروكسل لإجراء محادثات بداية من يوم غد الخميس، وسط مناقشات لزيادة مستوى المنح والقروض التي يقدمها الاتحاد الأوروبي.