رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ جاد الحق يرد: رجل يقدر على الكسب ويطلب من الناس الصدقة.. ما حكم الشرع؟

الشيخ جاد الحق
الشيخ جاد الحق

تتصدر جروبات الفتوى المعاصرة على مواقع التواصل الاجتماعي، العديد من المسائل والأمور الشائكة، حيث يرغب الناس في معرفة كافة ما يتعلق بحياتهم اليومية، حيث أن الدين يعتبر بوصلة الحياة وأساسها، ويتحرى الكثير من الناس الحلال والحرام في حياتهم، ومن بين تلك الأسئلة التي كثر الطلب عليها، ويريد بعض من الناس معرفة ما قاله الشرع في هؤلاء.
حيث ورد سؤالا من مواطنة تقول: لي جار قادر على الكسب ولكنه يطلب  من الناس المساعدة والإحسان، فهل يستحق هذا الرجل التصدق عليه؟ وما حكم الشرع في ذلك؟

من جانبه، رد الشيخ جاد الحق على جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق، رحمه الله، روى البخاري ومسلم، عن حكيم بن حزام، قال: سألت رسول الله ﷺ فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: يا حكيم، إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى).
وأضاف في مقطع فيديو مسجل عبر "فيسبوك" ومتداول بين رواد التواصل، وهذا الحديث يدلنا على أن سؤال الناس مذلة، كما تدل عبارة الرسول عليه السلام" اليد العليا خير من اليد السفلى".

آداب إعطاء الصدقة
وأشار إلى أن هذا الحديث نرى من خلاله أن النبي علمنا أدب الإعطاء وأدب النصح، فقد سأل حكيم بن حزام الرسول اي طلب منه أن يعطيه صدقة فأعطاه ثلاث مرات ثم نصحه بعد المرة الثالثة، وبعد أن أعطاه ولم ينهره ولكنه وجهه إلى ما فيه الحفظ لكرامته، وإلى أن يعمل عملا يكتسب منه، وهذا هو ما يجب أن يكون عليه السائل والمعطى، فالسائل إذا كان في حاجة يسأل، والمعطى يعطى ثم ينصح.

وأكد على أن سؤال الناس والصدقة منهم لا يجوز للقادر على العمل، لأن العمل من واجبات الإسلام، حيث يقول الله تعالى:" فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

وأوضح أن سؤال الناس في الصدقة، ليس مباحًا على الإطلاق إلا العاجز عن الكسب ولم يجد من ينفق عليه من أهله وأقاربه، وعلى ذلك فإن الرجل المسؤول عنه لا يجوز له أن يسأل الناس الصدقة، كما لا يباح للناس أن يعطوه حتى لا يشجعونه على ترك العمل، بل عليهم أن يوجهوه إلى العمل الذي يكتسب منه رزقه.