رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أعطوا أبناءكم وقتًا

طلبت المعلمة من تلاميذها في المدرسة الابتدائية أن يكتبوا موضوعًا يطلبون فيه من الله أن يعطيهم ما يتمنون، وبعد عودتها إلى المنزل جلست تقرأ ما كتب التلاميذ فأثار أحد المواضيع عاطفتها فأجهشت في البكاء.
وصادف ذلك دخول زوجها البيت فسألها: ما الذي يبكيكِ؟
فقالت: موضوع التّعبير الذي كتبه أحد التّلاميذ.
فسألها: وماذا كتب؟
فقالت له: خذ اقرأ موضوعه بنفسك!
فأخذ يقرأ ما كتبه التلميذ: يارب.. أسألك هذا المساء طلبًا خاصًا جدًا وهو أن تجعلني "هاتفًا محمولاً" فأنا أريد أن أحلّ محلّه، أريد أن أحتل مكانًا خاصًا في البيت وأصبح مركز اهتمام أبي وأمي فيسمعونني دون مقاطعة أو توجيه أسئلة.. أريد أن أحظى بالعناية التي يحظى بها التليفون المحمول حتى وهو لا يعمل!
أريد أن أكون بصحبة أبي كالمحمول عندما يصل إلى البيت من العمل حتى وهو مرهق وأريد من أمي أن تجلس بصحبتي كصحبتها للمحمول حتى وهي منزعجة أو حزينة، وأريد من إخوتي وأخواتي أن يتخاصموا ليختار كل منهم صحبتي.
أريد أن أشعر بأن أسرتي تترك كل شيء جانبًا لتقضي وقتها معي، وأخيرًا وليس آخرًا، أريد منك يا رب أن تقدّرني على إسعادهم والتّرفيه عنهم جميعًا، يا ربِّ إني لا أطلب منك الكثير أريد فقط أن أعيش مثل أي هاتف نقّال!
انتهى الزوج من قراءة موضوع التلميذ وقال: يا إلهي إنه فعلاً طفل مسكين ما أسوأ أبويه!
فبكت المعلمة مرة أخري وقالت: إنَّه الموضوع الذي كتبه ولدنا
قارئي العزيز لا تجعل الشاشات الإلكترونية تأخذك من أبنائك.. أعطوا أولادكم وقتا قبل فوات الآوان!