رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كوب مياه واحد يوميا والاستحمام مرة كل 10 أيام

تعذيب وعنف جنسي.. «أواش أربا» معتقل إثيوبي ينتهك إنسانية مواطني تيجراي

تيجراي
تيجراي

رصدت منصة " أفريكان أرجيومنتس" الإفريقية، بعض الانتهاكات التي يتعرض لها المسجونين قسريا من عرقية تيجراي في سجون النظام الإثيوبي.
و نقلت المنصة الإفريقية القول عن بعض مواطني تيجراي، الذين تم إطلاق سراحهم مؤخرًا من معسكر للجيش في منطقة عفار بإثيوبيا إنهم واجهوا التعذيب وظروفا لا إنسانية.

اعتقال أتباع تيجراي بشكل تعسفي من قبل السلطات الإثيوبية في جميع أنحاء البلاد 

و أوضحوا للمنصة ، أنه بعد أن استعادت قوات دفاع تيجراي بقيادة جبهة تحرير تيجراي الشعبية، العاصمة الإقليمية ميكيلي في أواخر يونيو الماضي، تم اعتقال المئات إن لم يكن الآلاف من أتباع تيجراي بشكل تعسفي من قبل السلطات الإثيوبية في جميع أنحاء البلاد ونقلهم إلى مواقع لم يكشف عنها.

 وقيل إن الكثيرين قد أُرسلوا إلى معسكر" أواش أربا " عسكري  يقع في منطقة عفر الشمالية ، المتاخمة لتيجراي من الشرق، وارتكبت الحكومة الأثيوبية العديد من الفظائع منها العنف الجنسي والتعذيب والإعدامات الجماعية لأهالي تيجراي، والتي يقول المراقبون إنها ترقى إلى مستوى التطهير العرقي، وتم الإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان منذ فترة طويلة في معسكر "أواش أربا"  والتي تستخدم أيضًا كمنشأة تدريب للجيش.

و يقول شهود عيان  إن المئات من  المدنيين من مواطني تيجراي محتجزون هناك، و استؤنفت عمليات الاعتقال التعسفية خلال الأسبوعين الماضيين.

وقالت ليتيسيا بدر، مديرة منظمة هيومان رايتس ووتش في القرن الأفريقي ، لمنصة " أفريكان أرجيومنتس"، "في حالات الاختفاء القسري لا يتمكن المحتجزين  من الاتصال بالمحامين ، وهو الأمر الذي يجعلهم عرضة للمزيد من الانتهاكات "، كما يؤدي فصل المحتجزين عن عائلاتهم إلى معاناة نفسية، مضيفة على الحكومة إطلاق سراح المحتجزين دون أدلة موثوقة على ارتكاب جريمة".

شهادات من أواش أربا

أيوب 32 عامًا ، أب لطفلين ، اعتقلته الشرطة في شوارع أديس أبابا في سبتمبر الماضي  بينما كان يتحدث  اللهجة "التجرينية" عبر الهاتف،  واحتُجز في مركز للشرطة لمدة يومين قبل نقله إلى أواش أربا، حيث مكث لمدة أسبوعا هناك ، و قال "كان الأمر صعبًا للغاية هناك، لقد عذبوا الكثير من الناس ولم  لم يكن هناك ما يكفي من الطعام أو الماء، كان صعبا جدا."

كوب واحد من الماء طوال اليوم 

و تابع أيوب، أنه وغيره من سكان تيجراي المفرج عنهم إنهم كانوا يحصلون على كوب واحد من الماء على الأكثر في اليوم ، ويأكلون قطعة واحدة أو قطعتين من الخبز لكل وجبة، وفي بعض الأحيان لا  يصرف لهم أي طعام.

وأوضح أنه كان يتم حجزهم  مع العشرات من سكان تيجراي الآخرين في "قاعات كبيرة" مع مراتب رقيقة، و أجبر عدد من المحتجزين على النوم مباشرة على الأرض، وسُمح للبعض بالخروج من غرفهم مرة واحدة يوميًا للحصول على الهواء النقي ، لكن قال آخرون إنه لم يُسمح لهم بالخروج على الإطلاق، وطوال اليوم ، كان يتم استدعاء العديد منهم للاستجواب.

و أضاف أيوب أن الجنود لكموه وصفعه وتركوه يتألم لعدة أيام، وقال “ يأخذون هاتفك ويتصفحون جميع وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك، ويبحثون عن أي ذكر لتيجراي، لكنهم لم يجدوا أي شيء عندي و استمرت الاستجوابات من 15 إلى 20 دقيقة فقط لكن الآخرين خضعوا لاستجوابات طويلة، وأن بعض الناس عادوا وهم ينزفون أو كانت أرجلهم وأيديهم مكسورة بعد الاستجوابات.

وبعد أسبوع ، تمكن أيوب من دفع 15 ألف بر (318 دولارًا) للجنود الإثيوبيين لإطلاق سراحه، مشيرا إلى آخرين كانوا يدفعون ما يصل إلى 200 ألف بر (4238 دولارًا) وأن بعض زملائه السجناء ، وجميعهم من أديس أبابا ، كانوا بالفعل في "أواش أربا" منذ خمسة أشهر.

 من جهته قال جبر، 31 عاما، أنه تم اعتقاله في منتصف أغسطس بينما كان يتحدث باللهجة "التجرينية" في مقهى و في مركز الشرطة ، تم قص شعره قبل وضعه في حافلة سارت لمدة عشر ساعات، وقال لم نكن نعلم أننا ذاهبون إلى أواش أربا". 

الاستحمام مرة واحدة كل 10 أيام

 وأضاف إنه لم يُسمح للمحتجزين بالاستحمام إلا مرة واحدة كل عشرة أيام ، ولم يُسمح لهم بدخول المرحاض إلا في السادسة صباحًا والسادسة مساءً كل يوم، و قال إن الجميع هناك يمرضون بشدة، كان هناك الكثير من الناس يعانون من الملاريا ومشاكل في المعدة."

وتابع جبر إنه استُدعى للاستجواب أربع مرات لأن الجنود اتهموه بتسليم رسائل إلى الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، و قال: "ضربوني على ظهري وعلى ساقي بالعصي، و في بعض الأحيان كانوا يلكمونني ويضربونني، مضيفا أن النساء والفتيات الذين تم احتجازهن في قاعات منفصلة تعرضن للاغتصاب.