رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما حكم الشرع في دفن الرجال مع النساء؟.. لجنة الفتوى تجيب

حكم دفن الرجال مع
حكم دفن الرجال مع النساء في مقبرة واحدة

من الأسئلة التي وردت إلى مجموعات الفتوى، وحدث حولها جدل كبير بين رواد التواصل الاجتماعي، من سائل يقول: حدثت بيني وبين أهلى مشاجرات كثيرة على دفن الرجال مع النساء في مقبرة واحدة على الرغم من توافر المقابر ولم توجد ضرورة لذلك وهم غير مقتنعين بذلك ويقولون هذا جائز ولا حرج فيه طالما وصلت المدة بينهما إلى أربعين عامًا، فما حكم الشرع في دفن الرجال مع النساء؟

من جانبه، ردت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، قائلة:" إن الإسلام جعل احترام الإنسان ميتاً كاحترامه حياً، حيث قال  الله تعالي ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)، ومن احترام الإنسان وتكريمه ميتاً أن يُدفن، فقد قال تعالي ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا).

وتابعت اللجنة: وأن يكون له قبر وحده لا ينازعه فيه أحد سواء أكان رجلاً أم أنثي، بهذا اتفقت كلمة فقهاء المذاهب الأربعة، فإذا ضاقت الأرض ولم يكن هناك متسع وتعسر إفراد كل ميت في قبر، دفن الرجال مع الرجال والنساء مع النساء، كل في مقبرة علي حدة.

واستدلت لجنة الفتوى بما جاء في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي أن الأنصار جاءوا إلي النبي يوم أحد فقالو يا رسول الله أصابنا جراح وجهد فكيف تأمرنا فقال: ( أحفروا وأوسعوا وأعمقوا واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر)،  فإذا ضاقت المقابر وأصبح تخصيص النساء بمقبرة منفردة عسيراً دُفن الرجال والنساء في مقبرة واحدة كل جنس في جهة من المقبرة، مع وجود حاجز ترابي بينهما للضرورة , روي عبد الرازق عن وائله بن الأسقع أنه كان يدفن الرجل والمرأة في القبر الواحد فيقدم الرجل ويجعل المرأة وراءه).

وأكدت اللجنة أنه إذا كانت هناك وفره في المقابر فالأولي تخصيص مقبرة للرجال وأخري للنساء, وهذا هو الأفضل, والأفضل منه عدم التنازع والاختلاف بين الأحياء فإن الأموات قد أفضوا إلي ما قدموا، والعبرة تبقي لنا نحن الأحياء قال تعالي ﴿ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾.