رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

20 دقيقة دهشة.. «الدستور» تشهد تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثانى بمعبد أبوسمبل

تعامد الشمس على تمثال
تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثانى

تعامدت الشمس، على تمثال الملك رمسيس الثانى بمعبده الكبير بمدينة أبوسمبل السياحية، جنوب أسوان، فى الظاهرة الفلكية الفريدة، التى استمرت قرابة ٣٣ قرنًا من الزمان، التى يتكرر حدوثها مرتين خلال العام، إحداهما فى ٢٢ فبراير والأخرى فى ٢٢ أكتوبر.

وشهد الظاهرة الفلكية الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، واللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، ونحو ٣٧ من السفراء والدبلوماسيين فى مصر، بالإضافة إلى رؤساء مجالس إدارة ورؤساء تحرير عدد من الصحف وكبار الكتاب والصحفيين، وأكثر من ٣ آلاف شخص من السائحين الأجانب والزائرين المصريين.

وحرص السفراء الأجانب والسائحون من مختلف الجنسيات على التقاط الصور التذكارية مع وزير السياحة والآثار بأعلام بلدانهم.

من جهته، قال الدكتور خالد العنانى: «إن ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثانى فرصة رائعة للترويج السياحى لمصر من أمام معبد أبوسمبل، الذى يعد واحدًا من أبرز المعالم الأثرية فى مصر، حتى تستعيد السياحة المصرية عافيتها فى أسرع وقت عقب أزمة كورونا».

وأضاف الوزير، فى تصريحات صحفية له، أمس: «وجهنا الدعوة لأكثر من ٥٠ سفيرًا من أجل حضور الظاهرة الفلكية، علاوة على مشاركة مجموعة من كبار الكتاب ورؤساء تحرير الصحف المصرية».

وأشار إلى أنه التقى السفراء فى عشاء عمل على متن إحدى البواخر السياحية بمدينة أبوسمبل، وتم اطلاعهم على الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها مصر بشأن التعامل مع فيروس كورونا، حتى يُطلعوا شعوب بلادهم على الصورة الحقيقية للسياحة المصرية.

من جانبه، قال محافظ أسوان إن وزارة السياحة والآثار ومحافظة أسوان حرصتا على متابعة تطبيق كل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، لمواجهة فيروس كورونا، مع التشديد على التباعد من خلال وضع شاشة عرض بلازما عملاقة بصحن معبد أبوسمبل لإتاحة مشاهدة لحظة حدوث الظاهرة، لافتًا إلى توفير بوابات ومعدات التعقيم بمسارات الدخول والخروج، إلى جانب المستلزمات الطبية والمطهرات، بالإضافة إلى إلزام المشاركين فى ظاهرة التعامد بارتداء الكمامات.

وقال الأثرى الدكتور عبدالمنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، إن ظاهرة التعامد بدأت الساعة ٥.٥٣ دقيقة صباحًا، واستمرت لمدة ٢٠ دقيقة، وحتى الساعة ٦.١٣ دقيقة، قطعت خلالها أشعة الشمس ٦٠ مترًا داخل المعبد، مرورًا بصالة الأعمدة حتى حجرة قدس الأقداس، لتسقط أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثانى، فى ظاهرة ومعجزة فلكية فريدة، كانت لفكر أو معتقد لوجود علاقة بين الملك رمسيس الثانى والإله «رع»، إله الشمس عند القدماء المصريين.

وأضاف أن الظاهرة الفلكية مستمرة منذ قرابة ٣٣ قرنًا من الزمان، وجسدت مدى التقدم العلمى الذى بلغه القدماء المصريون، خاصة فى علوم الفلك والنحت والتحنيط والهندسة والتصوير، والدليل على ذلك الآثار والمبانى العريقة التى شيدوها، والتى كانت شاهدة على الحضارة العريقة التى خلدها المصرى القديم فى هذه البقعة الخالدة من العالم.

وذكر أن منطقة آثار أسوان والنوبة استعدت للحدث العالمى بمجموعة من الإجراءات، شملت النظافة الميكانيكية والكيمائية للنقوش الأثرية بمعبدىّ أبوسمبل «رمسيس الثانى ونفرتارى» محط أنظار العالم خلال الحدث الفريد لظاهرة تعامد الشمس.

وأشار إلى أن أعمال النظافة العامة بمداخل ومخارج المواقع الأثرية لمعبدىّ أبوسمبل تم بالاشتراك مع الوحدة المحلية لمدينة أبوسمبل، مع الاهتمام بأعمال تنسيق الموقع وزيادة المساحات الخضراء واللاندسكيب الخاصة بالمنطقة الأثرية، إلى جانب الاهتمام بالنواحى الأمنية ونشر كاميرات المراقبة، وأعمال التطهير والتعقيم المستمرة للحد من انتشار فيروس كورونا، وتشديد الإجراءات الاحترازية ببوابات الدخول، حيث تم توفير أجهزة لقياس درجات الحرارة للزائرين، وتوفير ماكينات «الصابون السائل» (الجيل) وغيرها من وسائل التطهير.

من جهته، قال الأثرى أسامة عبداللطيف، مدير منطقة آثار أبوسمبل، إن الظاهرة الفلكية الفريدة لتعامد الشمس جسدت مدى التقدم العلمى الذى بلغه القدماء المصريون. 

وأضاف أن ظاهرة تعامد الشمس كانت تحدث فى الماضى يومى ٢١ من شهرىّ أكتوبر وفبراير من كل عام، لكنها تغيرت إلى يوم ٢٢ خلال نفس الشهرين بسبب تغير مكان المعبد بعد مشروع إنقاذ آثار النوبة فى ١٩٦٣، حيث انتقل المعبد من مكانه القديم حوالى ١٨٠ مترًا بعيدًا عن النيل، وبارتفاع قدره ٦٣ مترًا.

ونفى ما يتردد عن أن ظاهرة تعامد الشمس تحدث فى يوم مولد الملك ويوم تتويجه، معتبرًا ذلك أنه «أمر لا يوجد له أساس علمى»، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك سجل للمواليد فى مصر القديمة.