رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة يوضح فضائل شهر ربيع الأول

د. على جمعة
د. على جمعة

قال الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق، شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن فى شهر ربيع الأول  فرق الله بين الحق والباطل، ووفى الله بعهده ووعده وأرسل خاتم رسله ختم النبوة والرسالة، وأتى بالعهد الأخير بين الله والبشر، وأرسله الله للناس كافة ورحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا  رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، وجعله أكثر الناس تبعًا إلى يوم الدين، وأعلى ذكره فى العالمين كل يوم يذكر على المنابر بين المشرق والمغرب خمس مرات، وجعل شانئه هو الأبتر وقطع نسله لا نعلم عنهم شيئًا وأبقى عترته الكريمة بيننا وفينا إلى يوم الدين، وحفظ الله له كتابه عن التحريف، سواء فى الشكل أو المضمون.


وتابع "جمعة": سبحانه وتعالى وصف سيدنا موسى فقال {إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى}، {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}؛ لكن عندما وصف نبينا الكريم جمع له بين الصفتين {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } قالوا الضمير يعود إلى المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله سلم، ورفع الله شأنه حتى أكرم الكافر مع كفره المقطوع به لأنه فرح بمقدمه الشريف، أخرج البخارى أن أبا لهب عندما جاءته جاريته ثويبة تبشره بمقدم النبى صلى الله عليه وآله وسلم باعتباره أنه أبن أخ له ففرح أبولهب، فأعتقها وهو لا يؤمن بنبى ولا يعرف رسالة، فإن الله يوم الإثنين وهو يوم ميلاده الشريف يخفف عن أبى لهب العذاب لفرحته بمقدم النبى صلى الله عليه وآله وسلم، فما بالك بالمؤمنين يفرحون بمقدمه ويحتفلون ويعلمون أولادهم حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ركن الإيمان، رسول الله ﷺ قدره عظيم.

وأضاف "جمعة": حتى إن الله تعالى أغرى به السفهاء إلى يوم الدين لينال المرتبه العليا عند ربه، يسبونه ويشتمونه ويأخذ هو الأجر على ذلك مستمرًا حتى بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، فلكل إنسان سقف لا يتعداه ولكن ربنا سبحانه وتعالى رفع السقف عن نبيه؛ فجعله يترقى في مراقي العبودية والفضل والشرف إلى يوم الدين، إلى ما لا نهاية له في الشرف والمجد صلى الله عليه وآله سلم {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ } والنبي ﷺ لا وزر له بمعنى الإثم إنما بمعنى السقف الذى كان يمنعه من الترقى فى الكمالات؛ فرفعه ربنا سبحانه وتعالى حتى لا يصطدم ظهره به أثناء علوه وصعوده في مراقى العبودية، فالرسول ﷺ يتقلب فى شرف إلى شرف إلى يوم القيامة، وهكذا يقول الناس الفاتحة زيادة فى شرف النبى صلى الله عليه وآله وسلم، فكل صلاة وكل دعاء وكل قراءة وثواب يذهب إلى النبى ﷺ منه نصيب لأنه دال على الخير والدال على الخير كفاعله.