رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رجعتلنا حياتنا».. كيف وفرت «حياة كريمة» احتياجات ذوي الإعاقة؟

حياة كريمة
حياة كريمة

لم تقتصر مبادة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، على تطوير القرى الأكثر فقرًا للخدمات فقط،بل امتدت سواعدها لمتابعة احتياجات المواطنين، وبالأخص ذوي الإعاقة في مصر.

في السطور التالية، نسرد حكايات لمواطنين من ذوي الإعاقة، استفادوا مؤخرًا من مبادرة "حياة كريمة".

هدى أشرف: وفرت لي كرسي متحرك وأطراف صناعية وفرصة شغل
 

"ولدت بدون أطراف في قدمي وأيدي، وحين بلغت عامين أجرى الأطباء لي ثلاث عمليات، ولكنني لم استطع مواصلة رحلة العلاج بسبب وفاة والدي في سن مبكر، وعدم توافر دخل لدينا، حيث كان أبي العائل الوحيد للأسرة؛ لذا استسلمت  لهذا القصور الذي أدى لانحناء في العمودالفقري وكسر في الحوض"، هكذا عبرت هدى أشرف، ابنه قرية الضهرية بمحافظة الدقهلية، والبالغة من العمر ٢١ عامًا، عن ظروفهاالصحية التي تعاني منها.  

وأوضحت أن جارها طلب منها الأشعة والتقارير الخاصة بحالتها الصحية، وعرضها على منسقي مبادرة "حياة كريمة" بالمحافظة، التياستجابت سريعًا بتوفير لها أطراف صناعية؛ لتعويض القصر بين قدمها اليمني واليسرى بعد بلوغه ١٣ سم، كما اتاحت لها كرسي متحركيساعدها على الحركة خارج المنزل، فضلًا عن توفير عقد عمل بشركة ديكور بالمحافظة، تتقاضي منه ١٠٠٠ جنية شهريًا دون إلزامهابالحضور يوميًا.

هدى

 "رجعت لي حياتي وخلتني أمارسها  ذي كل الناس"، بتلك الكلمات وصفت "هدى" ثمار المبادرة، بأنها لم تعد جليسة في الفراش التيظلت فيه لمدة ٢٠ عامًا، غير قادرة على الحركة، قد مكنها الكرسي المتحرك من التجول داخل المنزل وخارجه، وغيرت الأطراف الصناعيةمظهرها ومكنتها من الإمساك ببعض الأشياء وممارسة معظم الشؤون المنزلية والأمور الشخصية التي كانت عاجزة تمامًا عن القيام بها،وأتاح لها الراتب الشهري الذي تتقاضاه من عملها بالشركة الحصول على الأدوية.

ووجهت "هدى" شكرها للرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لدعمه لذوي القدرات الخاصة، قائله: أصبحت الناس تنظر إلينا بأننا ذوي همم بعد أنكنا معرضين للتنمر ويدعوننا بأننا أصحاب الإعاقة، مشيرة إلى أن تلك النظرة تركت آثرًا واضحًا في نفوسهم جميعًا، وكل ذلك بفضل جهودالرئيس، الذي يعتبرونه أبًا لهم؛ لتوفيره حياة كريمة لأبنائه.

رنا أحمد: اتعلمت الغناء باحترافية واكتسبت ثقة بنفسها

رنا أحمد البالغة من العمر ٩ سنوات، والقاطنة في مركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، قالت في حديثها لـ"الدستور"، إنها ولدت مكفوفة وحرمت من نعمة البصر، واكتشفت والدتها أنها تتمتع بأذن موسيقية تمكنها من التقاط الأغاني وحفظها بسهولة كبيرة؛ لذا نصحها جميعمن حولها بالتوجه إلى قصر الثقافة لتنمية موهبتها، ولكن خشيت من عدم القدرة على التكيف مع الأطفال، فلم تذهب إليه إلا منذ شهور قليلة.

وتابعت أنها عرفت في أولى أيام تواجدها بالقصر الثقافي، أن مبادرة "حياة كريمة" تقدم دورات تدريبية في الغناء، فانضمت لها، وعن مدى استفادتها من الورش التدريبية التي استمرت قرابة شهر، أوضحت: "استفادت منها كثيرًا، وعرفت نوعية الأغاني الملائمة لطبقة صوتي،وتمكنت من ضبط مخارج الحروف، وأجادتُ الغناء بشكل احترافي، واكتسبت ثقة كبيرة في نفسي من خلال غنائي أمام حشود جماهيريةضخمة، فكنت على مدار خمسة عشر يومًا انتقل بين قرى مركز ساحل سليم؛ للغناء في الحفلات الخاصة بالمبادرة".

رنا

وأضافت الفنانة الصغيرة أنها لم تسعها الفرحة عندما اختارها مدرب الورشة الفنية لإحياء الاحتفالية التي شهدتها وزيرة الثقافة بإحدىقرى المركز، وتأكدت أثناء صعودها على مسرح الغناء من قدرتها على  ممارسة حياتها بشكل طبيعي وأنها ليس لديها إعاقة تمنعها منتحقيق أحلامها.

وأردفت: “تكريمي بشهادة تقدير من الوزيرة وكبار الرموز الثقافية، فضلًا عن التصفيق الحار من الحاضرين بالحفلة جعلني افخر بنفسي”، مشيدة بجهود مبادرة "حياة كريمة" في النظر للمواهب من ذوي القدرات الخاصة وسعيها بإدخال السرور عليهم، موجهة الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي؛ لحرصه على الاهتمام بكل ما يخصهم في شؤون الحياة المختلفة حتى الجوانب الترفيهية.  

محمد عبد الهادي: افتتحت لي كشك ولم تشعرني بالعجز

وأوضح محمد عبد الهادي، يبلغ من العمر ٣٤ عامًا، ويقطن بقرية أبوجلال في مركز شربين التابع لمحافظة الدقهلية، أنه يعاني من كسر في العمود الفقري؛ نظرًا لسقوطه من إحدى عربات نقل الأثاث التي كان يعمل بها، مسببة له إعاقة حركية ألزمته الجلوس على كرسي متحرك مايقرب من ست سنوات، لم يعمل خلالهما، ولم يدخل منزله أي مصدر رزق، يجلس عاجزًا عن توفير احتياجات ابنه الوحيد، معتمدًا علىالمساعدات من الجمعيات الخيرية وأهل الخير بالقرية والقرى المجاورة حتى جاءته مبادرة "حياة كريمة". 

محمد عبد الهادي

وأضاف: "زارني في المنزل متطوع بالمبادرة، وبعد مشاهدته ظروفي الصعبة، أخبرني بأن المبادرة ستساندني وتقدم الدعم لي، ومضتأسابيع قليلة حتى عاد ومعه بشرى بافتتاح المبادرة كشك بالمنزل يساعدني على توفير "لقمة العيش" لأسرتي"، وعن فضل المبادرة، أوضح: "غيرت حياتي، قد مضى ثلاثة أشهر على افتتاح المحل، أصبح لدي دخل أنفق من خلاله على زوجتي وابني، تحسنت أحوالنا، ولأول مرةمنذ سنوات طويلة لم أشعر بالعجز، واعتمدت على نفسي، ولم أعد أنتظر المساعدات من الجمعيات".

واختتم محمد حديثه لـ"الدستور" موجهًا الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والقائمين على المبادرة؛ لعدم تجاهلهم احتياجات أصحابالقدرات الخاصة، مشيدًا بجهودهم في البحث عنهم  في كافة نواحي القرى بالمحافظات، راغبين في مساعدتهم وتوفير لهم حياة كريمةكباقي أفراد المجتمع. 

أحمد مختار: وفرت لي وظيفة بالبنك وأصبحت مسؤولا عن أسرتي

يعاني أحمد مختار، البالغ من البالغ من ٣٨ عامًا، من التهاب مناعي في الأعصاب الطرفية منذ ٢٠١١، ما أثر على حركته، ولم يجد عملًا ملائمًا لظروفه بعد تخرجه من كلية رقابة الجودة بجامعة طنطا، حتى جاءته مبادرة "حياة كريمة" طارقة أبوابه بقرية نهطاي في محافظة الغربية، ووفرت له وظيفة مكنته من الإنفاق على زوجته ووالدته وأشعرته بكيانه في المجتمع.

وذكر: "حاولت تقديم أوراقي في عدة وظائف منذ ٢٠١٦ في العديد من البنوك والشركات، ولكن جاءت جميع المحاولات بالفشل ولم يحالفني الحظ، إلا أن هاتفني أحد العاملين بوزارة القوى العاملة وطلب مني تجهيز أوراقي من أجل الخضوع لمقابلة في بنك مصر ولكني لم أوفق بها، رغم ذلك لم يتردد القائمين على المبادرة في مساعدتي مرة أخري، حيث لم تمضي أسابيع حتي حددوا لي مقابلة اجتازتها بنجاح وتمتعيني في الشؤون الإدارية ببنك قناة السويس فرع طنطا".

أحمد مختار

 وعن شعوره أثناء استلامه الوظيفة، أوضح أن الفرحة ملئت قلبه، بعد أن كان فاقدًا للأمل في الإحساس بها، وبعد توقيعه على أوراق تعينهفي البنك، بدأ يمارس عمله كأي موظف، لديه مكتب يجلس عليه ينتهي من المهام التي يطلبها منه مديريه  في مواعيدها المحددة، فيجد إشادةوتشجيع من جميع العاملين معه.  

وأشاد "أحمد" بفضل المبادرة في تغيير حياته، قد أصبح يتقاضى كل شهر ٣٤٠٠ جنيه من وظيفته بالبنك، تولى مسؤولية أسرته ليكون العائل الأول لهم، شعر بأنه إنسان له دور في المجتمع، يذهب لعمله يوميًا، ينجز مصالح العملاء، ويتعامل معهم ويدخل معهم في نقاشات،بعد أن كان منعزلًا في منزله عن العالم المحيط، لم يخرج منه قبل ١٠  سنوات، فجاءت المبادرة وجعلته محبًا للحياة.

السيد زغلول: اتعينت محاسبًا وأغانتني عن مساعدات أخوتي

السيد زغلول، يبلغ من العمر ٢٨ عامًا، ويقطن بقرية الجميزة في مركز السنطة بمحافظة الغربية، قال في حديثه لـ"الدستور" إنه تعرض لنزيف في المخ وهو في الثامنة عشر من عمره، سبب له إعاقة وضعف في الجانب الأيمن من جسده، أثرت على نمط حياته، ظل ينفق منمعاش والده لحين انتهائه من المرحلة الجامعية، وساعدوه أخوته في تكاليف الزواج حتى أنجب طفلين.

وأوضح: "كان من الضروري إيجاد فرصة عمل ملائمة لظروفه الصحية تمكنه من الإنفاق على أسرته، بحث كثيرًا دون جدوى، إلا أن قدمت لهالمبادرة الرئسية ما يعينه على مواجهة ظروف الحياة، هاتفه أحد القائمين على المبادرة بقريته وبشره بتعينه محاسبًا في شركة سيارات معروفة"، واصفًا شعوره حينها:" كنت في غاية سعادتي، وشعرت بأنني شخص يعتمد عليه".

" المبادرة بدلت حياتي، أصبحت أتقاضي أجرًا من عملي، جعلني مسؤولًا عن نفقات أسرتي، لم أعد أنتظر الحصول على الأموال منأخوتي، وبات أطفالي يطلبون مني احتياجاتهم، وأثر ذلك على نفسيته بشكل كبير" بتلك الكلمات  اختتم "السيد" حديثه، مشيدًا  بثمارمبادرة " حياة كريمة" عليه، موجهًا الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لدعمه لاصحاب القدرات الخاصة.