رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبوالغيط: أهمية مؤتمر «استقرار ليبيا» تكمن فى عقده على أراضى البلاد

 أبوالغيط
أبوالغيط

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن أهمية مؤتمر استقرار ليبيا الذي عقد في طرابلس، الخميس، تكمن في أنه عقد على أرض ليبية، فلم يعد مطلوبًا عقد الاجتماعات الخاصة بليبيا في إيطاليا أو فرنسا أو ألمانيا أو مواقع مختلفة.


وقال أبوالغيط - في حوار مع قناة الوطنية التونسية الأولى - إنه لم يكن هناك بيان ختامي للمؤتمر الذي عقد في ليبيا لأن الخطوط الإرشادية للتسوية أصبحت واضحة من بيانات برلين 1 وبرلين 2 وهناك تفاهم من إعلان القاهرة وخريطة الطريق واضحة تماما.


وكانت العاصمة طرابلس قد استضافت في وقت سابق اليوم مؤتمر استقرار ليبيا بحضور ممثلي 27 دولة وأربع منظمات دولية وإقليمية لأول مرة منذ عشرة أعوام.


وأوضح أن الإجراءات الليبية المستقبلية المتمثلة في عقد انتخابات وخروج مرتزقة وقوات أجنبية بالإضافة إلى التحاق الميليشيات العسكرية بالجيش وقوات الأمن وإعادة تأهيل المجتمع كلها أمور باتت متفق عليها ومعروفة للجميع.


وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عن تفاؤله بعد عقد اجتماع اليوم ولقائه بعدد من المسئولين الليبيين أبرزهم رئيس الحكومة ورئيس المجلس الرئاسي ونائبي الرئيس المجلس الرئاسي الأول والثاني لأن الطريق أصبح واضحا أمام القادة الليبيين، وهم على وعي كامل بما هو مطلوب في هذه المرحلة.


وأشار إلى أن المجتمع الليبي أصبح منهكا وجرب كل الطرق الآن الجميع في الشرق والغرب مستعدين للتسوية، مضيفا أن ما يواجه أهل ليبيا اليوم هو وضع الأرضية التشريعية والأسس لعقد الانتخابات القادمة كما أن المشكلة الصعبة أيضا التي تواجههم هي المرتزقة الأجانب المتواجدون في جنوب ليبيا.


وشدد أبوالغيط على أن وجود هؤلاء المرتزقة على الأراضي الليبية أصبح عنصرا معيقا للتسوية.
 

وانتقد أبوالغيط بعض التصريحات التركية التي تتحدث عن المرتزقة وكأنهم ولدوا على الأراضي الليبية، مؤكدا أن القوات الأجنبية سواء مرتزقة روس أو قوات تركية أو مدربين أتراك عليهم مغادرة ليبيا وفقا للتوافق الدولي والليبي حاليا وكذلك قرارات الجامعة العربية.


ودعا كافة القوى الأجنبية إلى الكف عن التدخل في الشأن العربي، مشيرا إلى أن هذه التدخلات ضارة للغاية ولا يظهر تأثيرها إلا بعد فترة من الزمن، "فليبيا عانت كثيرا وسوريا تعاني كثيرا واليمن يعاني ولبنان تعاني والعراق عانى كثيرا.


وبشأن المخاوف من التقسيم في ليبيا، أعرب الأمين العام للجامعة العربية عن ثقته في وحدة الأرض والشعب الليبي، قائلا "لا أخشى على ليبيا من التقسيم بسبب أن الأحاسيس الوحدوية والأحاسيس الليبية لدى كل أطراف شرق وغرب وجنوب يشعرون أنهم جميعا من أهل ليبيا ويجب أن يتمتعوا بأرض ليبيا، موضحا أن خطر التقسيم ربما كان يمكن التحدث عنه منذ 5 أعوام إنما اليوم الجميع لديه إحساس بالوطن الليبي والدولة الوطنية الليبية".


وعن اجتماعه مع الرئيس التونسي قيس سعيد، قال أبو الغيط إن الرئيس قيس سعيد يمثل قمة الإخلاص لشعبه وبلده لأنه في مواجهة الضرورة يجب على الإنسان دائما أن يتحرك بقناعاته ، معتبرا أن الرئيس التونسي وجد وضعا معوجا وقرر أن يتصدى له.


وأضاف أن حديث الرئيس التونسي ينم عن وعي كامل باحتياجات المرحلة الحالية لتونس وخريطة الطريق التي يجب أن تأخذها إلى بر الأمان والصورة واضحة تماما، ومن الطبيعي أن يرفض رئيس الدولة الوطنية التونسية أي تدخل وأن يدافع عن سيادتها ووحدة ترابها من خلال رفضه لأي فرض لمواقف "خصوصا أن دولنا لا تتدخل في شئون الدول الأخرى وتدير شئونها بطريقة تتسم بالكثير من الفهم لمقتضيات الحال".


وطالب الأمين العام للجامعة العربية الشعب التونسي بالوقوف خلف قيادته حتى تصل البلاد إلى بر الأمان، قائلا للتونسيين "فلتتحدوا مع بعضكم البعض وتناصروا قيادتكم حتى تصلوا إلى بر الأمان".


وأضاف أنه سيشارك غدا خلال زيارته الحالية لتونس في مؤتمر عن الأمن السيبراني وسيلتقي رئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن، مضيفا أن بودن تمتلك تفكيرا عمليا يبشر بالخير إلا أنه جدد مطلبه بضرورة تقديم الدعم للحكومات في هذه المرحلة لأن السنوات العشرة الماضية كانت صعبة للغاية.