رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأسطى سوسو».. سيدة توفر مساحة آمنة لتعليم النساء صيانة السيارات «أونلاين»

الأسطى سوسو خلال
الأسطى سوسو خلال العمل في مركزها

"اتبع شغفك".. بهذه الكلمات آمنت سعدة عبد الرؤوف، وهي  فتاة مصرية درست علم النفس رغم ولعها بالميكانيكا، فـسعدة أو "الاسطى سوسو"، كما أطلقت على نفسها منعها من تدعيم حبها لهوايتها بالدراسة، عدم السماح للفتيات بالانضمام إلى قسم الميكانيكا في كلية الهندسة حين بدأت حياتها الجامعية.

- كلية الهندسة اعتبرت المكيانيكا "دراسة رجالي"

وتقول سعدة "حين جاءت خطوتي الأولي للجامعة، لم تكن كليات الهندسة تقبل الفتيات في أقسام الميكانيكا، حيث اقتصرت الدراسة على الفتيان فقط باعتبارها دراسة "رجالي"، مما جعلني أصرف النظر عن كلية الهندسة وأدرس علم النفس، باعتباره تخصص له مستقبل بالنسبة للفتيات"

و أنهت سعدة دراستها الجامعية بنجاح لكنها لم تعمل في تخصصها، و عملت في وظيفة سكرتيرة بأحد المكاتب الهندسية ثم بعدها إحدى شركات الإنشاءات الكبرى، وخلال عملها كانت شغوفة بقراءة أي كتاب يقع بين يديها عن الميكانيكا، وطبقت ما تعلمته على سيارتها، لتتحول إلى مرجع في صيانة السيارات.

- من "مجموعات فيسبوك" لافتتاح مركز لصيانة السيارات

بسبب شغفها بالميكانيكا، وقراءتها المتعمقة تعرفت سعدة على عالم صيانة السيارات على مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبحت أدمن لاحد الجروبات المتعلقة بصيانة السيارات، لكنها وجدت نفسها سيدة وحيدة ضمن "الجروب"، كما اصطدمت بالصورة النمطية لدى الرجال عن قيادة النساء، فوجدت نفسها في مشاجرات مستمرة بسبب سخرية أعضاء الجروب من النساء.

كان الصدام الثاني في رحلة الأسطى سوسو مع الميكانيكا، حادث السير الذي تعرضت له سيارتها، وبسببه تعطلت سيارتها أكثر من مرة فبدأت في صيانتها، لتكتشف أن عالم صيانة السيارات يعتبر مجالا غامضا للنساء، كما يستغل العديد من العاملين في المجال جهل بعض النساء به واستغلالهن، فقررت أن تفتح مركزها الخاص لصيانة السيارات.

- مساحة آمنة للسيدات لتعلم ميكانيكا السيارات

وإلي جانب المركز قررت "سعدة" انشاء مجموعة خاصة للنساء فقط حول صيانة السيارات تقدم فيه استشاراتها مجاناً، ليعتبر مساحة آمنة للنساء الراغبات في تعلم الميكانيكا، لا تتعرض فيه النساء للسخرية من اسئلتهن مهما بدت تافهة، بعيداً عن المجموعات المشتركة التى تكون فيها النساء عرضة للسخرية بشكل دائم بسبب الصورة النمطية عن قيادتهن أو معرفتهن بعالم الميكانيكا بوجه عام، كما تنشر الفيديوهات التعليمية عن مشكلات السيارات المختلفة.

وضمن الخدمات التي قدمتها سعدة هو تعليم النساء قيادة السيارات بصورة مجانية، إلا أنها كانت خدمة مؤقتة حيث سعت لتخريج عدد من النساء يتخذن من تعليم القيادة مهنة لهن.