رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المارونية» في احتفالات اليوم: قراءة الكتب المقدسة مَرج روحي وجنة أفراح

شيحان
شيحان

تحتفل الكنيسة المارونية بمصر، برئاسة المطران الأنبا جورج شيحان رئيس أساقفة إبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والرئيس الأعلى للمؤسسات المارونية في مصر، اليوم الإثنين، بعيد مار لوقا الإنجيليّ.

تقول الكنيسة إن "مارلوقا الإنجيليّ ولد في انطاكية من عائلة وثنية ودرس الطب وتعاطاه. لا نعرف عن بدء حياته شيئاً انما يظن انه لم يشاهد المسيح عياناً ولم يكن من تلاميذه مباشرة. ارتد الى الايمان حوالي السنة 40 التقى به بولس في ترواس وأخذه معه الى فيليبي سنة 49. وعاد فوجده في فيليبي حوالي السنة 58. ومن بعد ذلك اصبح لوقا رفيقاً دائماً لبولس. رافقه الى اوراشليم ثم الى روما. عاش معه في روما وكان يزوره غالباً في السجن. غادر روما بعد موت بولس ولكننا نجهل حياته. تعده الكنيسة من بين شهدائها. كتب انجيله حوالى السنة 70، وهو مجموعة لوحات عن حياة يسوع صورها بدقتها والوانها. يظهر لنا يسوع الانساني الذي عايش الناس وأشفق عليهم، يكلم الفقراء والمساكين والصغار والمرضى. يصوّر لنا يسوع مخلص العالم أجمع مثل معلمه بولس".

وتكتفي الكنيسة خلال احتفالاتها اليوم، بالقداس الإلهي الذي يُقرأ خلاله عدة قراءات كنسية مثل رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس، إنجيل القدّيس لوقا.

بينما تُقتبس العظة من العظة الثالثة عن أعمال الرسل للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم الذي عاش في الفترة (نحو 345 - 407)، وهو بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة.

تقول: "إنّ قراءة الكتب المقدّسة مَرجٌ روحيّ وجنّة أفراح، أجمل بكثير من الجنّة القديمة. هذه الجنّة، لم يزرعها الله في الأرض، بل في نفوس المؤمنين. لم يجعلها في عدن، ولا في مكان معيّن في الشرق، بل نشرها في جميع أنحاء الأرض حتّى أقاصي المسكونة. وبما أنّك تفهم أنّه نشر الكتب المقدّسة في المسكونة كلّها، فاسمع قول النبيّ: "في الأرضِ كُلِّها سُطورٌ بارِزة وكَلماتٌ إِلى أَقاصي الدُّنْيا بَيِّنة".

تضيف: "في هذه الجنّة نبع كما في الجنّة القديمة، نبع تولد منه أنهار لا تُحصى... مَن يقول ذلك؟ الله نفسه الّذي وهبنا كلّ هذه الأنهار: "ومَن آمنَ بي، كما ورَدَ في الكِتاب: ستَجْري مِن جَوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ"، هذا النبع فريد من نوعه ليس فقط بسبب سخائه، ولكن أيضًا بطبيعته. في الواقع، إنّها ليست أنهار مياه، بل مواهب الرُّوح. هذا النبع ينقسم في نفوس جميع المؤمنين، لكنّه لا ينقص. ينقسم، لكنّه لا ينفد... هو بكامله للجميع، وبكامله في كلّ فرد: هذه هي في الواقع مواهب الروح.

وتكمل: "هل تريد أن تعلم مدى سخاء هذه الأنهار؟ هل تريد أن تعلم ما هي طبيعة هذه المياه؟ وبِمَ تختلف عن المياه السفليّة هنا، لأنّها أفضل وأروع منها؟ فاسمع مجدّدًا المسيح يخاطب السامريّة لكي تفهم سخاء هذا النبع: "الماءُ الَّذي أُعطِيهِ إِيَّاهُ (لِمَن يُؤمِن) يصيرُ فيه عَينَ ماءٍ يَتفَجَّرُ حَياةً أَبَديَّة"  هل تريد أن تعرف أيضًا طبيعته؟ استعمله! إنّه ليس مفيدًا لهذه الحياة الدنيا، بل للحياة الأبديّة. فلنمضِ وقتنا إذًا في هذا الفردوس: ولنكن مدعوّين لنشرب من هذا النبع.