رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أسوشيتد برس» تكشف معاناة التيجراى تحت حصار الحكومة الإثيوبية

الجيش الإثيوبي
الجيش الإثيوبي

كشفت وكالة أسوشيتد برس عن انتهاكات حقوق الإنسان في تيجراي على يد القوات الحكومية الإثيوبية، وفقا لمقابلات أجرتها ووثقتها الوكالة الشهيرة مع أفراد من عرقية تيجراي داخل  المستشفى الرئيسي في ميكيلي، عاصمة منطقة تيجراي الإثيوبية.

وقالت الوكالة الأمريكية إن الوضع الإنساني في تيجراي بات كارثيًا، حيث تنفذ المواد الغذائية البسيطة مثل الطحين والزيت ويتناول المرضى أدوية منتهية الصلاحية.
 

وتابعت: لقد عانت تيجراي من الحرب من قرابة عام وشهور، حيث عانت عرقية تيجراي من الحرمان الذي فرضته الحكومة  الإثيوبية، ونفذت مخزونات الغذاء والوقود والأدوية والنقود.

وفي المناطق الريفية، تكون الحياة أكثر قتامة حيث يعيش آلاف الأشخاص على فاكهة الصبار البري أو يبيعون المساعدات الهزيلة التي يتلقونها، ووصفت الوكالة المجاعة في تيجراي بأنها  أسوأ أزمة جوع في العالم منذ عقد من الزمان.

وقالت الوكالة: يعاني سكان تيجراي الآن من انقطاع دائم في الكهرباء وزيت الطهي وحليب الأطفال ينفذ وموظفو الخدمة المدنية لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهور، وازداد عدد المتسولين، وفقد الناس الكثير من أوزانهم، و زادت أعداد الجنازات اليومية.

وقال مينجستو هايلو، نائب رئيس قسم الأبحاث في جامعة ميكيلي: “الأسابيع المقبلة ستؤدي إلى تفاقم الوضع في تيجراي”، وكشف عن انتحار زميله الشهر الماضي وكذلك وفاة اثنين من معارفه من الجوع بسبب نقص الأدوية. 

وفشلت نداءات الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأفريقية للأطراف المتحاربة لوقف القتال، حتى مع تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة.

ومقابل ذلك، بدأت القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة معها هجومًا جديدًا في محاولة لسحق مقاتلي التيجراي، حيث فرضت الحكومة في أديس أبابا، حصارًا في يونيو بعد أن استعاد المقاتلون جزءًا كبيرًا من تيجراي، خوفًا من أن تنتهي المساعدة في نهاية المطاف بدعم قوات تيجراي.

وبعد أن أبلغت وكالة الأسوشييتد برس الشهر الماضي عن أول حالة وفاة بسبب الجوع تحت الحصار، ووصف مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إثيوبيا بأنها "وصمة عار على ضميرنا"، طردت الحكومة سبعة من مسؤولي الأمم المتحدة، متهمة إياهم بتضخيم حجم الأزمة. 

وقالت الولايات المتحدة إن عمليات الطرد كانت "غير مسبوقة ومقلقة".

ووفقًا للأمم المتحدة، فقد دخلت تيجراي 14% فقط من المساعدات المطلوبة منذ بدء الحصار، ولا يوجد دواء تقريبًا على الإطلاق.

وقالت منظمة “إنتراكشن”، وهي تحالف يضم  عددًا من مجموعات الإغاثة الدولية: لا توجد طريقة لتعريف ما يحدث لشعب تيجراي من التطهير العرقي بين الاعتقالات الجماعية والطرد والاغتصاب الجماعي.

وقال مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية السابق بالأمم المتحدة، في بيان منفصل: "يواجه سكان تيجرايان البالغ عددهم 6 ملايين نسمة مجاعة جماعية الآن".

ونقلت الوكالة شهادات من أطباء المستشفى الرئيسي في تيجراي القول: يذهب المرضى أحيانًا بدون طعام، ولا يتناولون اللحوم أو البيض أو الحليب منذ يونيو، ونفد الوقود اللازم لتشغيل سيارات الإسعاف ويعمل مولد الديزل على تشغيل المعدات لعمليات جراحات الطوارئ فقط عند توفر الوقود.

وصل العشرات من الأطفال المصابين بسوء التغذية والمرضى إلى المستشفى في الأسابيع الأخيرة، ولم ينج الجميع.

وقالت مواطنة من عرقية تيجراي، والدة مريض يبلغ من العمر 5 سنوات: "لا توجد أدوية"، وتابعت: "لقد مرت ثلاثة أشهر منذ قدوم طفلي إلى هنا، كان في حالة جيدة، ثم توقف الدواء. هو الآن لا يأخذ سوى الأكسجين، ولا شيء آخر".

 ووفقا للبونسيف: ارتفع عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج في المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد في تيجراي إلى  18600 من فبراير إلى أغسطس، مقارنة بـ 8900 في عام 2020. وتقول الأمم المتحدة إن المستشفيات خارج ميكيلي قد نفدت إمدادات التغذية لعلاجهم.

وقال المحاضر في جامعة ميكيلي ناهوسيناي بيلاي: "وفقًا للزملاء في القطاع الطبي والزراعي، يموت المئات (من الناس) كل يوم وقال إن أحد معارفه توفي بسبب نقص أدوية السكري، كما مات أحد الأقارب الشاب في ضواحي المدينة جوعا، وأضاف: "أنا أعيش بمساعدة العائلة والأصدقاء مثل أي شخص آخر".

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن زيت الطهي في ميكيلي قفز بأكثر من 400 بالمئة منذ يونيو والديزل أكثر من 600 بالمئة، وفي بلدة شاير ، التي اجتاحها عشرات الآلاف من النازحين ، ارتفع الديزل بنسبة 1200٪ ، والدقيق 300٪ والملح أكثر من 500٪.

وصفت إحدى الوثائق المؤرخة في الشهر الماضي والتي اطلعت عليها وكالة الأسوشييتد برس : ان آلاف الأشخاص اليائسين الذين فروا من "المجتمعات المحاصرة والجائعة" بالقرب من الحدود مع إريتريا  يستطيع معظمهم تناول وجبة واحدة على الأقل في اليوم ، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى توافر فاكهة الصبار". "من المرجح أن يتدهور الوضع بعد سبتمبر عندما تنفد الثمار البرية".

ووفقا للوثيقة فان الكثير من مواطني تيجراي يبيعون  سلع توزعها المنظمات الإنسانية،  لان ليس لديهم خيار لأنهم كانوا بحاجة إلى المال لشراء الطعام لتكملة الحصص الغذائية غير الكافية" .

وقال الكاهن الكاثوليكي في ميكيلي، القس تاوم برهان: إن تيجراي تواجه مجاعة حقيقية، حيث  واجهت أجزاء من تيغراي غزو الجراد الصحراوي قبل الحرب والان قامت القوات الحكومية بالأثيوبية  بنهب وحرق المحاصيل وقتل مواشي المزارعينن وتابع: ترى أمهات مرضعات بلا حليب" و"نرى أطفالاً يموتون. رأيت نفسي الناس يأكلون أوراق الشجر مثل الماعز.