رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المنشاوى: والدى أعطانى مليمًا أجر تلاوتى ليعاقبنى على الغرور

المنشاوى
المنشاوى

للقرآن بيوت يرث فيها الابن حب التلاوة وفنونها عن أبيه، وعن جده، ومن تلك البيوت الشهيرة «آل المنشاوى» فى سوهاج، حيث المنشاوى الكبير قارئ القرآن، وابنه الشيخ صديق، وولديه الشيخين محمد ومحمود. 

حفظ الشيخ محمود القرآن الكريم كاملًا وهو فى التاسعة من عمره، وتعلم القراءات السبع على يد الشيخ عامر عثمان، شيخ المقارئ المصرية، فى ذلك الوقت.

وتحدث «المنشاوى»، فى حوار لجريدة «الأحرار» ١٩٩٥، عن أول أجر تلقاه عقب تلاوته للقرآن الكريم فى إحدى الليالى عام ١٩٥٣، حيث قال: «اصطحبنى والدى للقراءة فى مدينة جرجا بمحافظة، ووعدنى أن يعطينى ٥٠ قرشًا، وكان عمرى وقتها ١٣ سنة، ولكن ما إن بدأ القراءة حتى حيانى الحاضرون بشدة وتسرب الغرور إلى نفسى، وسيطرت علىّ فكرة أننى أفضل من والدى لبعض الوقت، ولكننى بعد أن أنهيت القراءة، علمنى والدى أكثر من درس، وأعادنى إلى الرشد».

وأضاف: «سألت والدى عن أجرى عن القراءة، فأخبرنى أنه سيعيطينى إياه فى القطار، ورغم أنه اتفق معى على ٥٠ قرشًا، إلا أنه أعطانى مليمًا واحدًا فقط، وفى الصباح جاء الرجل الذى دعانا للقراءة واعتذر وقدم لأبى جنيهًا ذهبيًا، كان الأجر المتفق عليه، لكن الوالد رفض أن يأخذه».

وعن ذكرياته فى البلدان الإسلامية، قال «المنشاوى» إن ماليزيا البلد المفضل له، لأن شعبها يحب قرّاء القرآن ويقدرهم بشدة.

وأضاف: «عندما نزلت من الطائرة وركبت السيارة فى إحدى زياراتى عام ١٩٥٧ فوجئت بالإذاعة تقطع إرسالها بين حين وآخر لتذيع على الناس خبر مقدمى وتقول وصل فلان الفلانى وعلى المسلمين التوجه إلى المسجد الفلانى لمقابلته، وهو المسجد الذى سأتلو فيه القرآن، وحين ذهبت إلى الفندق وجدت التليفزيون يقطع إرساله أيضًا ويعلن عن وصولى والمكان الذى سأتلو فيه القرآن».

وتابع: «طلب الإعلام من المواطنين سؤالى عن أى شىء يتعلق بأحكام الشريعة باعتبارى من علماء المسلمين، ووقتها فوجئت بالأمر، لكن لحسن الحظ أن جميع الأسئلة كانت عن عدد ركعات الصلوات وأحكام الوضوء».