رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسامة جاد: فوزي فهمي أضاء نظرتي لعروض المسرح

الدكتور فوزي فهمي
الدكتور فوزي فهمي

نعى الشاعر المترجم أسامة جاد، المثقف الدكتور فوزي فهمي، والذي غادر عالمنا صباح أمس الجمعة، عن عمر ناهز الثالثة والثمانين.

وكتب "جاد"، في تدوينة له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": “أذكر، بمحبة شديدة، لقائي الأول بالمعلم الكبير الدكتور فوزي فهمي، أيام انطلاق دورة مهرجان المسرح التجريبي في العام 1991”.

وأضاف: كان لقاء في مكتبه في أكاديمية الفنون، حضرته الناقدة الكبيرة دكتورة هدى وصفي، وكنت أيامها في أولى خطوات العمل الصحفي مراسلا لجريدة الخليج الإماراتية من خلال مكتبها في القاهرة. كان اهتمام الرجل وترحيبه، وهو من هو في مكانته العلمية وموقعه التنفيذي، درسا عمليا بالغ الأهمية لي في خطوتي الأولى.

وتابع "جاد": أخجلتني حفاوته، وأنا المتردد في الدخول إليه بلا وثيقة نقابية ولا رسالة من مؤسسة صحفية سوى ترشيح من مكتب الخليج، وكانت أسئلته لي عن معرفتي بالمسرح واهتمامي بآفاق التجريب والابتكار في اللعبة المسرحية مفاتيح أضاءت نظرتي لعروض المسرح فيما بعد، فلم تعد قاصرة على مجرد متابعة "الحكاية" التي تعرضها المسرحية، وإنما تجاوزت ذلك إلى البحث في لعبة الأداء وتقنيات الدراما والديكور والسينوغرفيا وفنون الممثل ومدارس المسرح الحديثة.

أسامة جاد يحكي ذكريات ومواقف جمعته بفوزي فهمي
وأردف "جاد": التقيت في حياتي العملية بعد تلك اللحظة بمسرحيين كثر من بينهم، مع حفظ الألقاب، هاني مطاوع، وأحمد سخسوخ، وأسامة أبو طالب ونهاد صليحة، وجواد الأسدي وعوني كرومي ونضال الأشقر وانتصار عبد الفتاح ومنى واصف وأسعد فضة ورشيد عساف وعبد المجيد المجدوب، وقرأت لستانسلافسكي وجروتوفسكي وأنتونان آرتو وبيتر بروك، وأعمالا مسرحية للعشرات، من توفيق الحكيم إلى محمود دياب ونجيب سرور وسعد الله ونوس وبريخت وأوجين يونسكو ودورينمات وأليخاندرو كاسونا، ويوكيو ميشيما، وتي إس إليوت، ناهيك عن سوفوكليس ويوربيدوس وإسخيلوس.

في عام 2006 كنت أعمل في جريدة صوت الأمة، وأرسلت للدكتور فوزي فهمي بخصوص الدورة الجديدة من التجريبي، وتكرم بإرسال عدد كبير من مطبوعات المهرجان التي كانت إضافة جديدة إلى معارفي بالتجارب المسرحية في دول مختلفة من العالم: الأرجنتين وأسبانيا وفرنسا وكوبا واليابان. ثم انقطعت علاقتي بصوت الأمة ولم تنقطع علاقتي بالمسرح الذي عدت إليه بقوة في إشرافي على إعادة طبع مسرحيات صلاح عبد الصبور في الهيئة المصرية العامة للكتاب، وكانت عودة إلى مدارس المسرح على تنوعها وإلى آفاقه التي بلغت حدا غير مسبوق.

وتابع: هل قلت إنني شاركت في المهرجان المسرحي السادس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام 1999، وإنني ألفت مسرحية بعنوان "الرزحة" استفادت من إمكانات المسرح الفقير والمسرح الشعبي لفرقة مسرح شباب عمان، كما شاركت في بعض الأعمال الإنتاجية لمسرحية "الحبل" للكاتبة المسرحية الرائعة آمنة العربي وبإخراج بديع من المخرج جاسم البطاشي، وأداء ولا أجمل من أمينة عبد االرسول (قدمت على مسرح النادي الأهلي، وحظيت بإشادة هائلة من الناقدة الكبيرة نهاد صليحة).

وختم: أتذكر كل ذلك اليوم، وأنا أسمع بأسى حقيقي نعي الأستاذ الدكتور فوزي فهمي، وأسأل: أكانت رحلتي مع فن المسرح لتكون بهذا الشغف والاهتمام لولا نقطة ضوء أرسلها، دون قصد، ربما رحمة الله ومغفرته على الكاتب والباحث والناقد والإنسان.