رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نذر الحرب الأهلية في لبنان.. الوقود متوفر للأسف

باختصار مؤلم ، صدمة مواجهة الحقيقة البائسة عربيا ودوليا، وحتى أمميا، لبنان تذهب إلى حرب أهلية من جديد،.. وهذه المرة، هناك خلط مقرف للأوراق، يتبعه هدم لمقومات الدولة اللبنانية وهي في الرمق الأخير. 
على المسرح الآن سياسات ثلاث دول كبرى:الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، روسيا، وايضا إيران وسوريا والدول التي تعمل مع الأمم المتحدة، المجموعة الاوروبية وجامعة الدول العربية، عدا عن مصالح معلقة، متباينة لزول الخليج العربي، وفي وسط  الحلقة، هناك إسرائيل والتي تبحث عن عودة جديدة، للمساغبة في لبنان، خصوصا في المناطق الحدودية وأطراف بيروت، ولإسرائيل هدف بعيد المدى، هو أشغال العالم عن تحركاته وقذارتها الصهيونية مع الدول التي هرولت بإتجاة اللعب مع الاحتلال الإسرائيلي. 
… في ال 50 ساعة الأخيرة، بدأت نذر الحرب الأهلية في عديد المناطق في بيروت والمدن اللبنانية، إذ أطلق"فجأة" أنصار حزب الله وحركة أمل الشيعيتين،شرارة الاحترام، والعنف واضرام النار وسط أحياء  بيروت المنهكة نتيجة انهيار الدولة، وتراجع الخدمات الأساسية كالصحة والطاقة والاقتصاد. 
حركة أمل وحزب الله، اتهموا تنظيم "القوات اللبنانية" بمهاجمتهم، ذلك الأمر الذي اختلفت حوله الروايات السياسية والاعلامية، وهذا يفسر جدل الحقيقة المرة: إذ يُحسب "حزب الله"، تقليديا منظمة دينية وسياسية  موالية بالمطلق لإيران،  عدا عن حملها لواء المقاومة بحكم السلاح والمال  السياسي والإعلام، بينما  تعد" القوات اللبنانية" متعاطفة(...) مع العدو  الإسرائيلي، وأن كانت لها ادورها المتباينة على الأرض اللبنانية.

.. شرارة كانت سببا لفرض ستار اسود على حراك حزب الله وحركة امل في  مظاهرة، بدت سلمية، لكن، حدث ان تحرك السلاح، و تم إطلاق النار عليها، برغم ان  هدف مظاهرة الشيعة، يقترب، من جدل قانوني/سياسي واضح، ربما تحركت معه باقي المكونات اللبنانية، وانصب على:" التعبير عن رفض الطائفة الشيعية في لبنان، لنشاط القاضي طارق بيطار الذي يحقق في انفجار مرفأ بيروت سنة 2020، بل وظهر ذلك عبر مطالبات بإقالتة.


.. أثناء المظاهر، اتخذ قيادات  السلطات اللبنانية إجراءات  لم تكن واضحة، منها  أوامر للجيش بإطلاق النار على كل من يحمل السلاح في المناطق التي يتواجد عليها أي نشاط ضد الدولة او قضية المرفأ، وبالذات في "ساحة الطيونة" وصولا إلى أطراف بيروت.


عمليا، للأسف، بدأت عمليات التحشيد السياسي والعسكري، وجرت إراقة دماء خطيرة ومتبادلة بين الطوائف، والاحزاب في لبنان، تزامن ذلك مع  تبادل للاتهامات، وإخراج المليشيات المسلحة ونزوح عشوائي  للسكان من مختلف  المناطق،وهي نتيجة حتمية للخوف من القادم، في تزامن لحرب إعلامية عن  تبادل حزب الله وحركة أمل ( جهة واحدة) وحزب القوات اللبنانية (جهة أخرى، مقابلة)، فتاهت المسؤولية الحكومية، والسياسية، والقانوني عن من أقر  اندلاع المواجهات  الدموية، و الاشتباكات المسلحة  في مناطق فرن الشباك، وبدارو، وعين الرمانة، والشياح في بيروت.


الرشاشة والقذائف الصاروخية بين مسلحين في منطقة الشياح-عين الرمانة.
.. على هامش الاشتباكات، أصدر الجيش اللبناني بيانا قال فيه إن، محتجين تعرضوا لرشقات نارية في منطقة "الطيونة-بدارو" خلال توجههم إلى منطقة قصر العدل في بيروت لافتا الى  أنه  سارع إلى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها، وأن البحث عن مطلقي النار جار لتوقيفهم(....)، الأمر الذي زاد من حدة المقاومة.


 هناك مؤشرات خطيرة، شهدتها ساحات بيروت،  عد منذ وقوع انفجار مرفأ بيروت في 4 آب (أغسطس) 2020،لعل اخطرها، سياسيا وامنيا عندما زار (في 6 أغسطس)  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت و تفقد المرفأ والأحياء ‏المتضررة وسط حشد من اللبنانيين الغاضبين على طبقة سياسية متهمة بالفساد وسوء الإدارة‎.‎

وكان الأسوأ، دعوة  ماكرون إلى "تغيير" في النظام. ثم رعى مؤتمراً دولياً لدعم لبنان، تعهد ‏خلاله المجتمع الدولي بتقديم مساعدة طارئة بقيمة نحو 300 مليون دولار، على ألا تمر عبر ‏مؤسسات الدولة‎.‎
هذا ما  جعل  آلاف اللبنانيين، بتحريض من طوائفهم واحزابهم، التظاهر ضد المسؤولين السياسيين الذين حمّلوهم مسؤولية ‏المأساة، التي تبين أنها ناتجة عن انفجار مئات الأطنان من مادة نيترات الأمونيوم المخزنة منذ ‏سنوات في المرفأ. 
 التظاهرات، لغة العصر، يحركها عالم سري، وفيها تحدث مواجهات عنيفة… وفي حالة لبنان، العنف له جذورة بين محتجين غاضبين والقوى الأمنية التي استخدمت الغاز ‏المسيل للدموع بكثافة والرصاص المطاط‎.‎

المؤشرات الأمنية عن وضع لبنان، خطيرة، تثير زوابع الحرب وتستعيد ذاكرة مؤلمة للحرب الأهلية المشهودة التي استمرت من عام 1975الى العام 1990،وسط مؤشرات القلق، و خطر تحول أزمات الجوار اللبناني، افي سوريا، إلى محطة تحيط بالاشتباكات، ومسار الحياة في بيروت، التي اكتوت بالحروب، وهي تخطو، ربما قد تتراجع اذا تدخلت الحكمة والقيادات الدولية، لمنع السير إلى حرب أهلية وتهديدها لخطط، أحداث حلول للأزمات في سوريا والعراق واليمن وليبيا. 
قد تضطر واشنطن، وحلفائها في لبنان، والمنطقة، والشرق الأوسط، إلى التدخل السريع، يحدد ذلك التقارير الأمنية التي تعدها دولة الاحتلال الإسرائيلي عن الوضع ساعة بساعة. 
يحدث هذا، خلافا  لأي توقعات إيجابية في المنطقة، والشرق الأوسط، فتداعيات الأزمات  والحروب والفوضى،  عمقت  التحديات السياسية  الاقتصادية،  التي رافقت  تفشي فيروس  كورونا، كوفيد19, ما جدد حالات انهيار  قوة دفاعات  عديد الدول المنكوبة، التي لم نستطع وقف أشكال  التصعيد  العسكري، والطائف والإرهاب، فبرزت النزاعات و التحديات المرتبطة بها التي تدفع نحو عدم الاستقرار، والخروج عن الدولة، وتلاشي السلم الداخلي. 
.. لبنان تحتاج إلى مساع دولية حكيمة، تمنع الحرب التي قد تستعر، إلى لا نهاية.. و قود الحرب متوفر وبكثرة
حمى الله لبنان وشعبها!